بلومبرغ
خسرت العائلات المسيطرة على "الأربعة الكبار" في قطاع العقارات بهونغ كونغ 6.7 مليار دولار من قيمة أصولها يوم الإثنين، بعد خروج المستثمرين خوفاً من قيام بكين بإصدار أوامر لضبط أسعار المساكن.
قاد مطوِّرو العقارات الخسائر في مؤشر "هانغ سينغ" القياسي يوم الإثنين بعد تعرُّض الشركات المعروفة باسم "الأربعة الكبار"، والمملوكة من قبل أقوى أباطرة المدينة، لأكبر الانخفاضات. كما زادت مخاوف العدوى من أزمة سيولة "تاشينا إيفرغراند غروب" من ضغوط البيع.
تراجعت أسهم "هيندرسون لاند ديفيلبمونت" (Henderson Land Development) المملوكة لـ"لي شاو كي" بنسبة 13%، في أكبر نسبة انخفاض منذ العام 2008، في حين شهدت أسهم "نيو وورلد ديفيلوبمينت" (New World Development)، المملوكة لعائلة تشينغ، أكبر هبوط لها في سبع سنوات. كذلك انخفضت أسهم "سي كيه أسيت هولدينغز" (CK Asset Holdings)، التابعة لـ"لي كا شينغ"، و"سن هونغ كاي" (Sun Hung Kai Properties) المملوكة لعائلة كووك.
يعود هذا الهبوط إلى تقرير "رويترز" يوم الجمعة الذي قال، إنَّ المسؤولين الصينيين أبلغوا المطوِّرين في هونغ كونغ بإعادة توجيه الموارد للمساعدة في حلِّ مشكلة نقص المساكن. أثار هذا الأمر المخاوف حول امتداد الأجندة السياسية المتعلِّقة بـ"الرخاء المشترك" للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى شركات العقارات في المدينة، ومصدر ثروات كبار رجال الأعمال، بعدما سبق لها أن غزت قطاعات كبيرة في البر الرئيسي.
وقال فيليب تسي، رئيس شركة "بوكوم إنترناشيونال" لأبحاث العقارات في هونغ كونغ والصين: "قد يشعر الناس (الشركات) بالقلق، وذلك بشأن ما إذا كانوا سيضطرون إلى تحمُّل مسؤولية إضافية لبناء المزيد من المساكن المدعومة".
يشعر المستثمرون فعلياً بالقلق من الحملة التنظيمية في بكين على شركات التكنولوجيا، والتعليم، والكازينوهات حيث يسعى الرئيس الصيني إلى معالجة عدم المساواة الاجتماعية. تسببت أسعار العقارات في هونغ كونغ -الأغلى في العالم- في الاضطرابات الاجتماعية، وألقى المسؤولون الصينيون باللوم عليها في المساهمة في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية خلال العام 2019.
كما حدد كبير المسؤولين الصينيين في هونغ كونغ، شيا باولونغ، في شهر يوليو هدفاً لقضاء المدينة على منازلها الصغيرة الشهيرة بحلول العام 2049، بينما تحسّر نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشينغ في شهر مارس على أزمة الإسكان. وذكرت وكالة رويترز، نقلاً عن شخص مجهول الهوية مقرّب من مسؤولين في البر الرئيس، أن الصين لن تقبل السلوك الاحتكاري بعد الآن.
وقال ريموند تشينغ، رئيس أبحاث العقارات في الصين وهونغ كونغ لدى "سي جي إس- سي آي ام بي سيكيوريتيز" (CGS-CIMB Securities) إن القلق الأساسي يتعلق بأن تطلب بكين من حكومة هونغ كونغ فرض قيود على الأسعار والشراء. مع ذلك، تتضاءل فرصة تبني هونغ كونغ لنفس سياسات الإسكان مثل البر الرئيس، نظراً لأن الحكومة كررت التأكيد على مبدأ "دولة واحدة ونظامان"، وفقاً لكلمات تشينغ في مذكرة.
من المقرر أن تلقي الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام خطابها المتعلق بالسياسة العامة للعام 2021 بتاريخ 6 أكتوبر.