مصر تبحث عن شركاء لتشييد محطات تحلية مياه بتكلفة 2.5 مليار دولار

time reading iconدقائق القراءة - 11
حركة المرور في جسر يمر عبر نهر النيل في القاهرة، مصر. - المصدر: بلومبرغ
حركة المرور في جسر يمر عبر نهر النيل في القاهرة، مصر. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تبحث مصر عن شركاء للاستثمار في مبادرة قيمتها 2.5 مليار دولار لتشييد نحو 17 محطة لتحلية المياه تعمل بالطاقة المتجددة بحلول عام 2025، إذ تحاول البلاد مواجهة ندرة المياه التي تلوح في الأفق.

يخطط المسؤولون المصريون لإنشاء 17 محطة جديدة تعمل بالطاقة الشمسية، وغيرها من المصادر الخضراء، إذ يتمُّ بناء كل منها، وتملكها، وتشغيلها من قبل صندوق الثروة السيادي المصري بالشراكة مع مجموعة من المستثمرين المحليين والأجانب، وفقاً للرئيس التنفيذي للصندوق أيمن سليمان.

تعتمد مصر أكبر دولة في العالم العربي من ناحية عدد السكان على نهر النيل للحصول على كل مياهها العذبة تقريباً، لكنَّها تواجه عجزاً كبيراً في الإمدادات يخشى المسؤولون أن يتفاقم بسبب ملء إثيوبيا لسدٍّ عملاق للطاقة الكهرومائية على الرافد الرئيسي (سد النهضة).

قاعدة تكنولوجية للتحكُّم في الأمن المائي

قال سليمان في مقابلة: "مصر حريصة على بناء قاعدة تكنولوجية مستدامة للسيطرة على مصيرها عندما يتعلَّق الأمر بالأمن المائي"، موضِّحاً أنَّ الصندوق السيادي يستهدف الحصول على حصَّة أقلية في جميع المحطات إلى جانب مقدِّمي العروض الفائزين.

يحتاج العالم إلى إنفاق 6.7 تريليون دولار على البنية التحتية للمياه بحلول عام 2030، وفقاً للأمم المتحدة التي تقول، إنَّ حوالي 1.2 مليار شخص يعيشون بالفعل في مناطق تعاني من نقص ملموس للمياه.

أدى النمو السكاني وتغيُّر المناخ إلى جعل مصر عرضة لندرة المياه، فمصر التي تحتاج إلى حوالي 114 مليار متر مكعب من المياه كل عام لتلبية احتياجات أكثر من 100 مليون نسمة؛ تحصل على نصف ذلك من المصادر الطبيعية، وفقاً لوزارة الري.

تواجه مصر نقص المياه الذي يلوح في الأفق، عبر خطوات تشمل إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي، والمياه الجوفية، واستيراد أغذية إضافية بدلاً من ريِّ المزيد من المحاصيل.

قال سليمان، إنَّ المحطات الـ 17 التي تهدف إلى إنتاج 2.8 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، هي جزء من خطَّة أوسع لإضافة 6.4 مليون متر مكعب من المياه يومياً بحلول عام 2050.

تشارك وزارات الإسكان، والتخطيط، والمالية، والكهرباء بمصر، في المبادرة. كما تتعهد الحكومة بتوفير المياه المحلاة "بأسعار تنافسية".

بدأت مصر بتشغيل 76 محطة لتحلية المياه قادرة على إنتاج ما يقرب من 832 ألف متر مكعب يومياً، اعتباراً من مايو، وفقاً لموقع صحيفة " الأهرام" الحكومية على الإنترنت.

أسَّست مصر أوَّل صندوق سيادي لها على الإطلاق في عام 2018، على غرار المبادرات في ماليزيا والهند.

يهدف الصندوق إلى الشراكة مع القطاع الخاص، وتوليد ثروة إضافية من الأصول الحكومية غير المستغلَّة التي يخطط الصندوق لإدارتها.

التواصل مع المستثمرين

قال سليمان، إنَّ العديد من المستثمرين أبدوا اهتمامهم بالمشاركة في بناء محطَّات تحلية المياه، دون أن يحددهم، مشيراً إلى أنَّه من المقرَّر البدء في الربع الأول من عام 2022 بطرح عطاء لإنتاج حوالي مليون متر مكعب من المياه المحلاة.

سيقدِّم البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، ومؤسسة التمويل الدولية الدعم الفني والمشورة بشأن بناء محطات تحلية المياه.

وسيستفيد المشروع من الميزة التنافسية لمصر في إنتاج طاقة متجددة رخيصة، وسيسمح أيضاً بالحصول على التمويل الأخضر، مما قد يؤدي إلى خفض التكاليف، وفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي للصندوق السيادي المصري.

تحصل مصر على حوالي 8.6% من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وتهدف إلى رفع تلك النسبة إلى 20% بحلول عام 2022، وأكثر من الضعف بحلول عام 2035.

تعدُّ محطة "بنبان" للطاقة الشمسية، التي تبلغ تكلفتها 4 مليارات دولار، وتقع بالقرب من مدينة أسوان جنوب مصر، واحدة من أكبر المحطات في العالم، في حين تدير الدولة أيضاً مزارع الرياح على طول البحر الأحمر (شرق).

قال مجلس الوزراء المصري الشهر الماضي، إنَّ المسؤولين أجروا محادثات مع شركة " سكاتيك ايه اس ايه" ( Scatec ASA) النرويجية بشأن التعاون المحتمل في مشروعات تستخدم الطاقة المتجدِّدة لتحلية المياه.

قال سليمان: "سندير أنواعاً مختلفة من الشراكات لتحقيق مستهدفات وفق جدول زمني صارم للغاية"، مشيراً إلى "شهية كبيرة" لتوفير المياه المحلاة.

تصنيفات

قصص قد تهمك