نفط روسيا المنقول بحراً يواجه مخاطر مع عزوف الهند عن الشراء

الشحنات الروسية المنقولة عبر البحر تراجعت للأسبوع الثاني مع توقعات باستمرار الانخفاض

time reading iconدقائق القراءة - 23
مصفاة نفط تديرها شركة \"بهارات بتروليوم\"، في مومباي، الهند  - المصدر: بلومبرغ
مصفاة نفط تديرها شركة "بهارات بتروليوم"، في مومباي، الهند - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

انخفضت شحنات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً للأسبوع الثاني، وسط صعوبات بيع الخام الرئيسي من المحيط الهادئ إلى الهند والتي يُتوقع أن يؤدي إلى مزيد من التدفقات المتعثرة في الأسبوع المقبل.

تواجه موسكو تحديات من أجل إيصال خام "سوكول" إلى الهند، التي تعد السوق الرئيسية للخام المنتج من مشروع "سخالين 1" وسط قلق مصافي التكرير في الدولة الآسيوية من الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية، فيما تشكو من أن هذا النوع من الخام مرتفع الثمن مقارنة بالبدائل.

على الرغم من تسليم شحنتين مؤخراً إلى الهند بعد انقطاع دام أكثر من شهرين، فإن الصعوبات التي تواجهها روسيا لم تنته بعد، حيث لا تزال 13 شحنة أخرى على الأقل، بإجمالي حوالي 9 ملايين برميل، قابعة على متن سفن، ويبدو أنها لا تجد وجهة أخرى.

الأمر الذي يفاقم مخاوف موسكو أن جميع الناقلات المكوكية السبع المتخصصة التي تنقل النفط الخام من محطة التصدير تحمل الآن بضائع على متنها، مما لا يترك أياً منها متاحاً لاستقبال شحنات جديدة. سيؤدي نقص السفن المتاحة إلى عرقلة صادرات "سوكول" للأسبوع المقبل على الأقل، وربما لفترة أطول.

حتى قبل وجود مشاكل تحميل شحنات خام "سوكول"، فقد انخفضت شحنات النفط الخام الروسية بنحو 360 ألف برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 18 فبراير لتصل إلى 3.13 مليون برميل يومياً. أدى الانخفاض إلى هبوط الصادرات بمقدار 150 ألف برميل يومياً على أساس أسبوعي، مقارنة بالمستوى الذي تعهدت به موسكو لشركائها في "أوبك+" للربع الأول.

على الرغم من هذا التراجع، فقد ارتفع متوسط الأسابيع الأربعة الأقل تقلباً للأسبوع الثالث، بزيادة بحوالي 30 ألف برميل يومياً، مما يجعله يتماشى تماماً مع الهدف.

قالت روسيا إنها ستخفض صادراتها النفطية بمقدار 500 ألف برميل يومياً مقارنة بمتوسط مايو ويونيو خلال الربع الأول، بعد أن وافق العديد من الأعضاء الآخرين في تحالف "أوبك+" على فرض المزيد من قيود الإنتاج. سوف يتوزع الخفض الروسي بين شحنات الخام، التي ستُخفض بمقدار 300 ألف برميل يومياً، والمنتجات المكررة.

انخفضت القيمة الإجمالية لصادرات النفط الخام الروسية للأسبوع الثاني، حيث تراجعت إلى 1.55 مليار دولار في الأيام السبعة حتى 18 فبراير من 1.67 مليار دولار في الأسبوع السابق. وفي الوقت نفسه، استمر متوسط الدخل لأربعة أسابيع في الارتفاع، حيث زاد بمقدار 41 مليون دولار ليصل إلى 1.59 مليار دولار في الأسبوع.

تدفقات حسب الوجهة

رغم انخفاض الشحنات الأسبوعية، فإن تدفقات النفط الخام الروسي المنقول بحراً ارتفعت في الأسابيع الأربعة حتى 18 فبراير إلى 3.27 مليون برميل يومياً. شكّل ذلك زيادة من 3.25 مليون برميل يومياً في الفترة حتى 11 فبراير. وكانت الشحنات أقل بحوالي 310 آلاف برميل يومياً مقارنة بالمتوسط المسجّل في مايو ويونيو، بما يتماشى تقريباً مع هدف روسيا في الربع الأول.

لا يزال متوسط الأسابيع الأربعة متأثراً بالعاصفة التي أغلقت ميناء "كوزمينو" على المحيط الهادئ لمدة خمسة أيام في الأسبوع المنتهي في 28 يناير، وتعطل الشحنات من "أوست لوغا" بسبب غارة بطائرة بدون طيار على مصفاة مكثفات مجاورة، أعقبها إجراء أعمال صيانة لعدة أيام في محطة تصدير النفط الخام بمنطقة البلطيق. نتيجة لذلك، من المرجح أن يرتفع الرقم مرة أخرى في الأسبوع المقبل.

يبدو أن روسيا تفتح أسواقاً جديدة صغيرة لاستقبال نفطها الخام، إذ تتجه كمية تقدر بنحو 1.8 مليون برميل من الخام الروسي إلى فنزويلا على متن ناقلة النفط العملاقة "ليغيرا" (VLCC Ligera). فقد وصلت الناقلة قبالة مصفاة "أمواي" صباح الثلاثاء.

تتجه شحنة رابعة إلى تيما في غانا، حيث بدأت مصفاة جديدة شيّدها مستثمرون صينيون في معالجة النفط الخام. من المقرر أن تعمل المصفاة في البداية بطاقة 40 ألف برميل يومياً، ثم ترتفع إلى 100 ألف برميل مع استكمال المرحلة الثانية المقررة بحلول نهاية عام 2025.

تم تسليم شحنتين من النفط الخام القطبي الشمالي التابع لشركة "غازبروم نفط" (Gazprom Neft PJSC) إلى مصفاة بولاو موارا بيسار في بروناي خلال الشهر الماضي.

لا تشمل جميع الأرقام الشحنات التي تم تحديدها على أنها من نوع خام "كيبكو" الكازاخستاني. وهذه هي الشحنات التي سلمتها شركة "كازترانس أويل" (KazTransoil JSC) التي تعبر روسيا للتصدير عبر ميناء "نوفوروسيسك" على البحر الأسود، وميناء "أوست لوغا" على بحر البلطيق، ولا تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي أو سقف الأسعار.

تُمزج البراميل الكازاخستانية مع الخام من أصل روسي لينتج عن ذلك درجة تصدير موحدة. منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، أعادت كازاخستان تسمية شحناتها لتمييزها عن تلك التي تشحنها الشركات الروسية.

عملاء آسيا

انخفضت الشحنات التي تتم متابعتها المتجهة إلى عملاء روسيا في آسيا، بما في ذلك الشحنات التي لا تظهر وجهة نهائية، لتصل إلى 2.84 مليون برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 18 فبراير، بانخفاض عن 2.91 مليون برميل في فترة الأسابيع الأربعة السابقة.

تم تحميل حوالي 1.21 مليون برميل من النفط الخام يومياً على الناقلات المتجهة إلى الصين. استكملت واردات الصين المنقولة بحراً بنحو 800 ألف برميل يومياً من النفط الخام الذي يتم تسليمه من روسيا عبر خطوط الأنابيب، إما من خلال مسار مباشر أو عبر كازاخستان.

بلغ متوسط التدفقات على متن السفن التي تظهر إشاراتها أنها متجهة إلى الهند نحو 960 ألف برميل يومياً.

سترتفع أرقام الشحنات الصينية والهندية مع وضوح الرؤية بشأن موانئ التفريغ للسفن التي لا تظهر وجهاتها النهائية حالياً.

حملت السفن التي تُظهر إشاراتها أنها متجهة إلى بورسعيد أو السويس في مصر ما يعادل نحو 540 ألف برميل يومياً، أو من المتوقع أن يتم نقلها من سفينة إلى أخرى قبالة ميناء "يوسو" الكوري الجنوبي. تنتهي هذه الرحلات عادة في موانئ في الهند أو الصين. يشمل هذا الرقم خام "سوكول" الذي لا يزال على متن الناقلات المكوكية في انتظار نقله إلى سفن أخرى، بالإضافة إلى الشحنات العالقة الأخرى من هذا النوع.

أما الكميات الأخرى غير المعروفة، والتي تبلغ نحو 130 ألف برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 18 فبراير، فهي تلك التي تحملها الناقلات التي لا تظهر وجهة واضحة. تنطلق معظم هذه الشحنات من الموانئ الغربية لروسيا، وتستمر في عبور قناة السويس، لكن قد ينتهي الأمر ببعضها في تركيا. ويمكن نقل شحنات أخرى من سفينة إلى أخرى، حيث تتم معظم عمليات النقل هذه الآن في البحر الأبيض المتوسط، قبالة سواحل اليونان.

ارتفعت عمليات نقل النفط الخام من سفينة إلى أخرى في خليج "لاكونيان" قبالة اليونان بعد عدة أشهر من توقف النشاط. وصلت الناقلة "ليغيرا"، التي تحمل حوالي 1.8 مليون برميل، إلى فنزويلا بعد أن استقبلت شحنات من ناقلتين صغيرتين. وقد مرت ناقلة النفط العملاقة الثانية "أخيلوس" عبر البحر الأحمر في طريقها إلى الصين.

الموقف في أوروبا وتركيا

توقفت صادرات روسيا من النفط الخام المنقولة بحراً إلى الدول الأوروبية.

فقدت السوق التي كانت تستهلك نحو 1.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام على المدى القصير، القادم من محطات التصدير في بحر البلطيق والبحر الأسود والقطب الشمالي بشكل شبه كامل منذ غزو قوات موسكو لأوكرانيا في فبراير 2022، وحل محلها وجهات بعيدة المدى في آسيا أكثر تكلفة بكثير، وتستغرق وقتاً طويلاً في خدمتها.

مع توقف التدفقات إلى بلغاريا في نهاية العام الماضي، أصبحت تركيا الآن السوق الوحيدة قصيرة المدى للشحنات من الموانئ الغربية لروسيا.

تحسنت الصادرات إلى تركيا لتصل إلى أعلى مستوى لها في خمسة أسابيع عند حوالي 365 ألف برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 18 فبراير. يعد هذا ارتفاعاً من الرقم المعدّل البالغ حوالي 260 ألف برميل يومياً في الفترة حتى 11 فبراير.

لم يتم شحن أي خام روسي إلى الدول الأوروبية في الأسابيع الأربعة حتى 18 فبراير. وتم تسليم شحنة من خام "الأورال"، التي باعتها كازاخستان من "نوفوروسيسك"، إلى "بورغاس" في بلغاريا. وكانت المصفاة هناك، المملوكة لشركة "لوك أويل" (Lukoil PJSC)، قد استقبلت في السابق شحنات "الأورال" الخاصة بها، لكن الشحنات توقفت في نهاية العام الماضي.

يتم التحقق من بيانات تتبع السفن مقابل تقارير وكلاء الموانئ، بالإضافة إلى التدفقات وحركات السفن التي أبلغ عنها مزودو المعلومات الآخرون، بما في ذلك شركتا "كبلر" (Kpler) و"فورتكسا" (Vortexa Ltd).

قيمة التصدير

بعد إلغاء رسوم التصدير على الخام الروسي، تم تتبع القيمة الإجمالية لصادرات النفط الخام المنقولة بحراً، باستخدام بيانات الأسعار التي تقدمها شركة "أرغوس ميديا" (Argus Media) ونظام تتبع الناقلات الخاص بنا.

انخفضت القيمة الإجمالية لصادرات النفط الخام الروسية إلى 1.55 مليار دولار في الأيام السبعة حتى 18 فبراير من 1.67 مليار دولار في الأسبوع السابق. وفي الوقت نفسه، استمر متوسط الدخل لأربعة أسابيع في الارتفاع أيضاً، حيث قفز بمقدار 41 مليون دولار إلى 1.59 مليار دولار في الأسبوع. لا يزال متوسط أربعة أسابيع بعيداً عن ذروته البالغة 2.17 مليار دولار في الأسبوع، والتي سُجلت في الفترة حتى 19 يونيو 2022. وكان أعلى مستوى وصل إليه العام الماضي هو مليارا دولار أسبوعياً في الفترة حتى 22 أكتوبر.

خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد بدء تطبيق سقف أسعار مجموعة الدول السبع على صادرات النفط الخام الروسية في أوائل ديسمبر 2022، تراجعت قيمة التدفقات المنقولة بحراً إلى مستوى منخفض بلغ 930 مليون دولار في الأسبوع، لكنها سرعان ما تعافت.

يتم احتساب القيمة عن طريق ضرب متوسط سعر النفط الخام الأسبوعي من "أرغوس ميديا غروب" في تدفق الصادرات الأسبوعي من كل ميناء. بالنسبة إلى الشحنات من موانئ البلطيق والقطب الشمالي، نستخدم بيانات خام الأورال "إف أو بي بريمورسك نوفوروسيسك" (Urals FOB Primorsk Novorossiysk) بتاريخ إغلاق لندن ومتوسط السعر. بالنسبة إلى شحنات المحيط الهادئ، نستخدم مزيج "إيسبو إف أو بي كوزمينو" (ESPO FOB Kozmino) وإغلاق الأسعار في سنغافورة، ومتوسط السعر.

كانت رسوم التصدير قد أُلغيت في نهاية عام 2023 كجزء من خطط الإصلاح الضريبي طويلة الأمد في روسيا.

السفن تغادر الموانئ الروسية

تظهر بيانات تتبع السفن وتقارير وكيل الموانئ أن 29 ناقلة قامت بتحميل 21.9 مليون برميل من الخام الروسي في الأسبوع المنتهي في 18 فبراير. يُعد هذا أقل بنحو 2.5 مليون برميل عن الأسبوع السابق.

تراجعت الشحنات من محطة "كوزمينو" الروسية المطلة على المحيط الهادئ للأسبوع الثاني.

بالنسبة إلى جميع الناقلات المكوكية السبع المتخصصة التي تنقل خام "سوكول" من محطة التصدير "دي كاستري" فهي تحمل حالياً بضائع على متنها، ولا تتوفر أي منها لنقل البضائع الجديدة. وتتجه ثلاث منها الآن إلى موانئ في الصين بعد قضاء ما يصل إلى أسبوعين ونصف الأسبوع راسية قبالة ميناء "يوسو" الكوري الجنوبي، حيث تُنقل البضائع عادة إلى سفن أخرى لتسليمها إلى الهند. من المرجح أن يؤثر نقص ناقلات النفط المكوكية على صادرات خام "سوكول" على الأقل خلال الأسبوع المقبل، إن لم يكن لفترة أطول.

جميع الأرقام لا تشمل الشحنات التي تم تحديدها على أنها من درجة خام "كيبكو" الكازاخستاني. تم تحميل شحنة واحدة من "كيبكو" في نوفوروسيسك خلال الأسبوع.

تصنيفات

قصص قد تهمك