بلومبرغ
دافع وزير الطاقة السعودي عن قرار "أوبك+" المثير للجدل بخفض إنتاج النفط، وانتقد كبار المستوردين لمحاولتهم ترويض الأسعار ببيع مخزوناتهم.
قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض: "هناك من يستنزفون مخزوناتهم الطارئة" ويستخدمونها "كآلية للتلاعب بالأسواق". وأضاف: "قد يصبح فقدان احتياطي الطوارئ مؤلماً في الأشهر المقبلة".
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي عن إطلاق آخر للنفط من الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي -ليُضاف إلى مئات الملايين التي باعتها بالفعل الدول الغنية في الأشهر الأخيرة- بعد أن وافق تحالف "أوبك+" على خفض كبير للإنتاج بشكل مفاجئ.
أثارت منظمة البلدان المصدرة للبترول وشركاؤها، وهو تحالف يضم 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا، تحفظ البيت الأبيض عبر إقرار خفض إنتاج الخام بمقدار مليوني برميل يومياً في الاجتماع الذي عقد في 5 أكتوبر.
من جانب آخر، قال المسؤولون الأميركيون إن الأمر جاء في "أسوأ لحظة ممكنة" بالنظر إلى الضغوط التضخمية العالمية، وقال بايدن إنه ستكون هناك "عواقب" على المملكة العربية السعودية.
قال الأمير عبدالعزيز إن تحرك "أوبك+" مُبرّر بتوقعات اقتصادية ضعيفة وضرورة الحفاظ على القدرات الاحتياطية. وأوضح الأمير إن هناك "طبقات وطبقات من عدم اليقين" عندما يتعلق الأمر بكل من العرض والطلب، فضلاً عن التوقعات "الأكثر كآبة" للعام المقبل. وقال إن أفضل مسار للعمل هو أن "يخفف" تحالف "أوبك+" من حالة عدم اليقين هذه.
وأضاف: "أعتقد أننا، المملكة العربية السعودية، قررنا أن نكون الرجال الناضجين".
الطلب الصيني
ارتفع خام برنت بنسبة 21% هذا العام إلى نحو 94 دولاراً للبرميل، على الرغم من انخفاضه من أكثر من 120 دولاراً في يونيو. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التباطؤ الاقتصادي في أوروبا والولايات المتحدة، وتضرر الطلب الصيني بسبب استراتيجية صفر كوفيد في البلاد المتمثلة في عمليات الإغلاق الصارمة.
وقال الأمير عبدالعزيز إن مؤتمر القيادة هذا الشهر في أكبر مستورد للخام في العالم "أكد من جديد أن الصين ستستمر في سياستها، مما يعني أن الحديث كثيراً عن النمو المحتمل سيظل في انتظار حدوثه".
في الوقت نفسه، يلوح نقص محتمل في الإمدادات في الأفق منذ أوائل ديسمبر، عندما يُنفّذ الاتحاد الأوروبي قراره بحظر الواردات المنقولة بحراً من النفط الروسي كعقوبة على غزو موسكو لأوكرانيا. كما يقترح التكتل وقف شركات التأمين والبنوك التابعة له عن تقديم الخدمات لأي مشترٍ للخام الروسي على مستوى العالم.
وألمح الوزير إلى أن الرياض تعمل مع عدد من الحكومات الأوروبية بما في ذلك ألمانيا وبولندا لضمان أمن الإمدادات هذا الشتاء. وقال إن المملكة العربية السعودية زوّدت القارة بـ950 ألف برميل يومياً من النفط في سبتمبر، أي ضعف المستوى الذي تم توفيره قبل عام تقريباً.