رويترز
زادت إيران صادراتها من النفط الخام خلال شهرَي يونيو ويوليو، ومن المتوقع أن ترفعها أكثر خلال شهر أغسطس الجاري، من خلال تقديم خصم أكبر مقارنة بالخام الروسي للصين، المشتري الرئيسي من البلاد، وفقاً لشركات تتعقب تدفقات النفط.
على الرغم من العقوبات الأميركية، فإن طهران زادت صادرات النفط، خصوصاً إلى الصين، خلال ولاية الرئيس جو بايدن، لكن الشحنات تباطأت مؤخراً بسبب المنافسة مع الخام الروسي.
خففت أسعار النفط المرتفعة الضغوط على طهران لإحياء الاتفاق النووي. وإذا نجحت المحادثات الرامية إلى إحيائه فسوف يسمح ذلك لها بزيادة المبيعات لما هو أبعد من الصين، للمشترين السابقين في كوريا الجنوبية وأوروبا.
من خلال استيراد الخام الروسي والإيراني بخصم كبير، تعمل الصين على تعزيز القدرة التنافسية لاقتصادها أمام الغرب الذي يدفع أسعاراً أعلى بكثير لخامات بديلة من الشرق الأوسط وأفريقيا والولايات المتحدة.
منافسة النفط الروسي
قالت إيما لي، المحللة في "فورتيكسا أناليتكس"، إنّ واردات الصين من الخام قد تتعافى في أغسطس مع تراجع ميزة سعر النفط الروسي، مضيفة: "كان الخام الإيراني يواجه منافسة قوية من الأورال الروسي في يوليو، إذ عرضت البراميل غير الخاضعة للعقوبات بمستويات خصم مماثلة. ولكن مع اتساع فرق السعر بين الاثنين قد تعود شركات التكرير الصينية إلى البراميل الإيرانية الأرخص في أغسطس".
وزارة الخارجية الصينية ردت على استفسار من "رويترز" قائلة إنها لا تعلم تفاصيل تدفقات النفط من إيران، وإن بكين تعارض منذ فترة طويلة العقوبات التي تفرضها واشنطن.
قال متحدث باسم الوزارة: "تحافظ الصين على تجارة طبيعية مع كل من إيران وروسيا في مختلف المجالات، بما في ذلك النفط. أوْجُه التعاون المشروعة تلك تستحق الاحترام والحماية".
انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية في 2018، وأعاد فرض العقوبات في محاولة لممارسة أقصى قدر من الضغط على صادرات طهران ودخلها من النفط.
شركات تتبع الناقلات ذكرت أن الصادرات الإيرانية انخفضت بعد ذلك ووصلت في بعض الأحيان خلال عام 2020 إلى 100 ألف برميل يومياً.
تفيد تقديرات "إس في بي" بأن صادرات الخام الإيراني ارتفعت في يوليو بمقدار 110 آلاف برميل يومياً عن الشهر السابق، مسجلة 810 آلاف برميل يومياً. وتوقعت "بترو لوجستيكس"، التي تتعقب التدفقات أيضاً، زيادة في يونيو تجاوزت 850 ألف برميل يومياً، ثم تراجعت منذ ذلك الحين، فيما تقدر "فورتكسا" أن واردات الصين من إيران في يوليو، وكلها موردة إلى شركات تكرير مستقلة أو للتخزين التجاري، بلغت نحو 500 ألف برميل يومياً، مقارنة بنحو 700 ألف برميل يومياً في يونيو.
تعزيز احتياطيات الصين
تشمل المشتريات الصينية المقدرة كميات صغيرة نسبياً من الواردات الرسمية، التي بلغت في المجمل نحو 5.7 مليون برميل خلال الأشهر الستة الأولى من 2022، ذهبت إلى الاحتياطي الخاص بالدولة، مقابل لا شيء في نفس الفترة من عام 2021.
قال متعاملون إنّ الخام الإيراني لشهر أغسطس عُرض بخصم 11 دولاراً للبرميل عن خام برنت القياسي، أي أقل بنحو ثمانية دولارات من خام الأورال الروسي. وكان فارق السعر 3.5-4 دولارات للبرميل في أواخر يوليو.
تتوقع شركة "إس في بي" زيادة الصادرات الإيرانية في يوليو، تتبعت "بترو لوجستيكس" انخفاضاً إلى نحو 700 ألف برميل يومياً من مستويات يونيو المرتفعة، وقالت إن أغسطس يشهد معدلاً مماثلاً حتى الآن.
دانييل جيربر، الرئيس التنفيذي لـ"بترو لوجستيكس"، يقول: "بعد أربعة أشهر قوية من العام، تراجعت الصادرات في مايو إلى مستويات متدنية قبل أن ترتفع مرة أخرى في يونيو. وتراجعت الأحجام في يوليو، مع نفس المستوى تقريباً في أغسطس حتى الآن".
قالت شركة كبلر إنّ صادرات الخام وصلت في يونيو إلى 950 ألف برميل يومياً، وهو أعلى مستوى شهريّ في ثلاث سنوات قبل أن تنخفض في يوليو، وتقدر شركة "إف جي إي" للاستشارات أن إيران صدرت نحو 790 ألف برميل يومياً من المنتجات في يونيو، وتتوقع أن تصل الشحنات إلى قرابة مليون برميل يومياً بحلول الربع الرابع من العام. وشكّل غاز البترول المسال وزيت الوقود أكثر من نصف هذه الصادرات.