بلومبرغ
بعد ما يقرب من 4 أشهُر على الغزو الروسي لأوكرانيا، ما زالت الدول الأوروبية تستورد كميات هائلة من الوقود الروسي.
حتى الآن من الشهر الجاري تسلمت أوروبا ما يقارب 14 مليون برميل من وقود الديزل من دول كانت في السابق تُعَدّ جزءاً من الاتحاد السوفييتي، حسب بيانات صادرة عن شركة "فورتيكسا" (Vortexa Ltd) جمعتها "بلومبرغ".
يُعَدّ هذا تراجعاً طفيفاً بالمقارنة مع مستويات ما قبل الحرب في وقت سابق من السنة الحالية، وكان المنشأ الأساسي للغالبية العظمى من هذا الوقود، إن لم يكن جميعه، هو روسيا، وقد يُعَدّ هذا مفاجأة للبعض، مع الأخذ في الاعتبار عدد القادة الأوروبيين وشركات النفط الذين وجّهوا النقد إلى غزو روسيا لأوكرانيا.
وفي أعقاب ما يقلّ عن أسبوع من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز لكييف في عملية إظهار للدعم للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تكشف البيانات أن أكبر مُشترٍ للوقود الروسي هو فرنسا، تليها ألمانيا بفارق ضئيل.
نقص المعروض
من المؤكد أنّ عملية استبعاد الديزل الروسي من سلسلة التوريد الأوروبية تُعَدّ أسهل قولاً من القيام بها، لذلك تبقى روسيا إلى حدٍّ بعيد هي أكبر مورد خارجي للاتحاد الأوروبي، حتى عقب اندلاع الحرب.
مما لا شك فيه أن الأسعار العالية والسوق العالمية التي تعاني من نقص المعروض بطريقة استثنائية تجعلان التخلص من الوقود أمراً صعباً، حيثما كان مصدره.
هبطت واردات أوروبا من وقود الديزل المنقول بحراً من مواني دول الاتحاد السوفييتي السابق بطريقة مطردة منذ بدء الحرب في أواخر شهر فبراير الماضي، وتراجعت على أساس شهريّ وعلى أساس سنويّ خلال شهور مارس وأبريل ومايو.
ورغم حدوث هبوط في حجم الواردات فإنه لا يُعَدّ سريعاً، إذ كانت روسيا لا تزال مسؤولة عن أكثر من نصف واردات أوروبا من وقود الديزل في شهر مايو الماضي، ما أسفر عن تقليص شحنات موردين آخرين في منطقتَي الشرق الأوسط وآسيا، حسب بيانات شركة "فورتيكسا".
يظهر أيضاً أن التراجع بلغ مستوى الحضيض، إذ صعد متوسط الواردات اليومية في أوروبا خلال أول عشرين يوماً من شهر يونيو الجاري بالمقارنة بمتوسط شهر مايو. وبلغت الواردات لتلك المدة نحو 13.75 مليون برميل، وهو ما يكفي للوفاء بالطلب البريطاني لمدة 3 أسابيع تقريباً.
وافق الاتحاد الأوروبي على فرض حظر اعتباراً من أوائل السنة القادمة على شراء المنتجات البترولية المكررة من روسيا، التي تُسلَّم من خلال البحر. ليس من المفترض الاستخفاف بالتصدي لانعكاسات هذه الخسارة في المعروض، إذ حقق عقد الديزل الآجل الأساسي في أوروبا فرق سعر قياسياً بالنسبة إلى النفط الخام يوم الاثنين، حسب بيانات القيمة العادلة الخاصة بـ"بلومبرغ". وذلك فيما لا تزال ملايين البراميل من الوقود الروسي تتدفق كل أسبوع.