خلاف بين ألمانيا وقطر حول شروط اتفاق توريد الغاز الطبيعي المسال

time reading iconدقائق القراءة - 9
سفينة لتحميل الغاز المسال من مشروع \"سخالين 2\" - AFP
سفينة لتحميل الغاز المسال من مشروع "سخالين 2" - AFP
المصدر:

رويترز

تواجه ألمانيا وقطر صعوبات في محادثات بشأن اتفاقات طويلة الأجل لتوريد الغاز الطبيعي المسال وسط خلافات بشأن شروط رئيسية، بما يشمل فترة سريان أي عقد، وفق "رويترز" عن مصادر لم تسمها.

تتردد ألمانيا في قبول شروط قطر لتوقيع اتفاقات لفترات لا تقل عن 20 عاماً لتأمين الأحجام الضخمة من الغاز المسال التي تحتاجها لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي، بحسب المصادر التي قالت أيضاً إن قطر تحدد أيضاً شروطاً من بينها شرط يتعلق بالوجهة من شأنه أن يمنع برلين من إعادة شحن الغاز إلى مناطق أخرى في أوروبا، وهو شرط يعارضه الاتحاد الأوروبي.

تسلط المحادثات الصعبة بين قطر للطاقة وشركات المرافق الألمانية الضوء على التحديات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي في طموحه لتنويع مصادره بعيداً عن الغاز الروسي، في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة الألمانية جهوداً لتحقيق توازن بين أي اتفاق تبرمه وأهدافها لخفض الكربون.

تستهلك ألمانيا حوالي 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً يأتي نحو 55% منها من روسيا، في حين تأتي كميات أصغر عبر أنابيب من هولندا والنرويج. وتدعم ألمانيا بناء محطتين للغاز الطبيعي المسال واستأجرت أربع خزانات عائمة ووحدات لإعادة تغويز الغاز الطبيعي المسال كإجراء لسد الفجوة. وما تحتاجه ألمانيا الآن فعلياً هو الغاز الطبيعي المسال.

بحسب مصادر الوكالة فإن مسألة طول أجل عقد الغاز الطبيعي المسال، التي من المحتمل أن تعرض للخطر أهداف التخلص من الكربون في ألمانيا، هي جزء من المناقشات الجارية مع قطر. كما أن ألمانيا تتنافس أيضاً مع دول أخرى على استيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر. لكن تأمين إمدادات الغاز الطبيعي المسال من قطر "ليس من المتوقع أن يحدث قريباً".

وقال فيليكس بوث رئيس قسم الغاز الطبيعي المسال لدى شركة معلومات الطاقة فورتيكسا إن قطر حازمة أيضاً فيما يتعلق بربط العقود بسعر النفط الذي يمثّل الهيكل التسعيري لمبيعاتهم البديلة إلى آسيا، بينما يسعى الألمان إلى الربط بمؤشر تي.تي.إف الهولندي. أضاف بوث "تجلس قطر في مقعد القيادة في هذه المناقشات في ظل وجود مشروع جديد قيد التنفيذ واهتمام قوي بالكميات التي تمتلكها وتاريخها الطويل كمورّد موثوق به". وقال: "لتأمين هذا العرض، من المتوقع أن يحتاج الفريق الألماني إلى قبول هيكل تسعير تقليدي مرتبط بالنفط، وهو ما يُعرِّض المشتري الأوروبي لانكشاف مالي كبير مقارنة بالأسعار في أوروبا".

مقايضة

زار وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك قطر في مارس بصحبة مسؤولين من شركتي المرافق الألمانيتين "آر.دبليو.إي" و"يونيبر" لمناقشة شراء كميات إضافية، لكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن.

أبرمت "آر.دبليو.إي"، أكبر منتج للكهرباء في ألمانيا، اتفاقاً في عام 2016 مع شركة قطر للغاز، وهي وحدة تابعة لقطر للطاقة، سيتم بموجبه تسليم ما يصل إلى 1.1 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال إلى شمال غرب أوروبا سنوياً بحلول نهاية عام 2023.

ووفق مصادر الوكالة، ستعود شركات الغاز الألمانية إلى قطر خلال الشهر الجاري لاستئناف المحادثات. كما أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر سيزور ألمانيا في النصف الثاني من مايو الجاري لتوقيع اتفاق شراكة بين البلدين. لكن ذلك لا يعني أنه سيتم إبرام اتفاقات طويلة الأجل متعلقة بالغاز الطبيعي المسال إذ تهدف الشراكة إلى تمهيد الطريق لزيادة شحنات الغاز الطبيعي المسال القطرية إلى ألمانيا في الأجل الطويل.

يستثمر جهاز قطر للاستثمار، صندوق الثروة السيادي القطري، حوالي 20 مليار دولار في ألمانيا إذ يمتلك حصصاً في شركة "فولكس واجن" و"دويتشه بنك". وتأمل ألمانيا في إبرام شراكة ثنائية مع قطر يمكن بموجبها لشركات ألمانية مثل "سيمنس للطاقة" وغيرها أن تساعد الدوحة في محاولاتها لتنفيذ خطة الاستدامة التي أطلقتها أواخر العام الماضي. وبحسب أحد مصادر الوكالة، وهو من قطاع الطاقة الألماني، "يجب أن يكون هناك اتفاق شرف بين القطريين وشركات ألمانية على أن الغاز الطبيعي المسال يجب أن يكون فقط الخطوة الأولى في تعاون أطول أمداً بين البلدين".

تصنيفات

قصص قد تهمك