بلومبرغ
من المقرر أن تخفض الصين، أكبر دولة لتكرير النفط في آسيا من حيث السعة، صادراتها من الوقود، وتوجيه مزيد من الإنتاج للاستخدام المحلي، في ظل أزمة الطاقة الناتجة عن نقص الفحم.
توقعت شركة استشارات الصناعة المحلية "جيه إل سي"(JLC) انخفاض صادرات المنتجات النفطية مثل الديزل والبنزين هذا الشهر، بسبب تراجع الأرصدة على مستوى البلاد، وهو ما عزز بدوره ارتفاع أسعار التجزئة وهوامش أرباح المبيعات محلياً. ومن المتوقع استمرار هذا الاتجاه خلال الربع الرابع من العام الجاري، لكن سيكون وقود الطائرات الاستثناء الوحيد من ذلك.
أزمة طاقة
تصارع الصين مع أزمة الطاقة الناتجة عن نقص الفحم وزيادة أسعار الغاز الطبيعي، ومن المتوقع ارتفاع معدلات التحول من الغاز إلى النفط، خصوصاً أنه إذا اشتدت المنافسة على أنواع الوقود هذه من الهند إلى أوروبا فسيدفع ذلك مصافي التكرير الصينية إلى اكتناز مزيد من الديزل وزيت الوقود، لاستخدامه في المولدات محدودة النطاق والسخانات خلال أشهر الشتاء.
من المتوقع أيضاً أن تنخفض صادرات الديزل بشكل كبير إلى نحو 310 آلاف طن، وفقاً لشركة "جيه إل سي"، مما سيعد أدنى مستوى لها منذ مارس 2015. وقال ياون لو، محلل أسواق النفط في شركة "إف جي إي"، إن الشحنات المنخفضة المحتملة تأتي في وقت تستعد فيه منطقة آسيا الأوسع نطاقاً لاستهلاك مزيد من الديزل مع استئناف الأنشطة الاقتصادية بعد الوباء.
في الأحوال المعتادة، اعتادت الصين بيع ما تنتجه من إمدادات الديزل، التي يمكن استخدامها لأغراض التدفئة والاستخدامات الصناعية وللشاحنات، لعدة وجهات تشمل الفلبين وأستراليا وسنغافورة. ويمكن لمصافي التكرير المملوكة للدولة تصدير الوقود ضمن نطاق معيّن تحدده الحصص الموضوعة من قِبل الحكومة. وخلال العام الماضي، حصلت شركة "تشيجشانغ بتروليوم آند كميكال" (Zhejiang Petroleum and Chemical) على الموافقة لتصدير الوقود، ما يجعلها شركة التكرير الصينية الخاصة الوحيدة المخول إليها ذلك.
المبيعات المحلية
وفقاً لشركة "أويل كيم" (OilChem)، صعد سعر الجملة للديزل من الدرجة الصفرية إلى 7820 يواناً للطن هذا الأسبوع في جنوب الصين، وهو أعلى مستوى يسجله منذ ما يقرب من 3 سنوات. يتيح هذا لمصافي التكرير في المنطقة تحقيق أرباح إضافية بواقع 400 إلى 500 يوان على الطن من مبيعات الديزل محلياً مقارنة بالتصدير، وفقاً لما أكده لي تشونيان، المحلل لدى الشركة الاستشارية.
يُعَدّ الديزل وقوداً بديلاً ملائماً للتدفئة وتوليد الطاقة. وفي حين أن هذا الوقود لا يمكن أن يحل محل الفحم و الغاز الطبيعي في محطات الكهرباء واسعة النطاق، التي تزود الشبكة الوطنية بالطاقة، فإنه يمكن استخدامه لتشغيل مولدات الفناء الخلفي الصغيرة، التي بمقدورها مساعدة المصانع والشركات في أثناء فترات ترشيد استهلاك الطاقة.
قال فنجلي شي، المدير المساعد لأسواق النفط في شركة "آي إتش إس ماركت"، إنه على الرغم من تزايد احتمالية استمرار شُح الإمدادات المحلية الصينية من الديزل، فإن فرصة حدوث نقص حادّ وممتدّ "ليست كبيرة بشكل ملحوظ"، بسبب احتمالية تباطؤ النمو الاقتصادي في الربع الرابع من العام الجاري.