بلومبرغ
يثير ارتفاع أسعار الطاقة رهانات متفائلة على مصدريها من الدول النامية، وبرزت روسيا كوجهة استثمارية مفضلة للمتداولين.
ارتفع الروبل الروسي هذا الشهر أكثر من أي عملة أخرى في الأسواق الناشئة، مدعوماً بإمكانية ارتفاع عائدات النفط، ،جاء ذلك مصحوباً بتفوق أداء الأسهم الروسية رغم تراجع المقياس الواسع للأسهم النامية. يتتبع المستثمرون تقرير أوبك الشهري هذا الأسبوع عن كثب، حيث يسعون لمزيد من الأدلة لاستشراف مستقبل صناعة النفط.
يمثل ذلك تغيراً مفاجئاً في وتيرة مستثمري الأسواق الناشئة الذين أمضوا الأسابيع القليلة الماضية في قلق تتناوب مصادره بين تبعات الديون المتكدسة من أزمة "إيفرغراند" في الصين واحتمال تشديد مجلس الاحتياطي الفيدرالي لسياسته. أدى ذلك لتدهور الطلب على الأسهم والسندات والعملات في الاقتصادات الناشئة في جميع المجالات الى أن تغير ذلك الآن.
روسيا تستعرض نفوذها في أزمة الغاز الأوروبية بتقديم مزيد من الإمدادات
تحول المستثمرون لتقييم أصول مصدري الطاقة من روسيا إلى كولومبيا، التي يحتل البيزو فيها المرتبة الثانية من حيث الأداء هذا الشهر، لتحديد أفضل رهان.
في هذا السياق، قال علي أكاي، كبير مسؤولي الاستثمار في صندوق التحوط "كارهي كابيتال" (Carrhae Capital) الذي يتخذ من لندن مقراً له: "ستظل أسعار الطاقة مرتفعة، وستستفيد الشركات في الدول المصدرة للسلع الأساسية من الشح العالمي في إمدادات السلع المرتبطة بالكهرباء... يجب أن تستمر هذه الخلفية الأساسية بإعادة تقييم مصدري الطاقة والمواد".
مكنونات روسيا
وجهت نزاعات سوق الطاقة الإضاءة نحو مكانة روسيا كقوة عظمى في مجال النفط والغاز ونحو مواردها المالية السليمة. حيث تمتلك أكبر دولة مصدرة للطاقة في العالم أكثر من 600 مليار دولار من الاحتياطيات، وعبء ديونها منخفض لحد تُحسد عليه، كما تضغط بقوة عبر رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم. بلغت قيمة صادرات النفط الروسية بالعملة المحلية الاثنين نحو 6 آلاف روبل للبرميل من خام برنت.
مصدرو الغاز الصخري يخشون خسارة سوق أوروبا لصالح روسيا
إن إلقاء نظرة على تحسن توقعات الأرباح في روسيا مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى يوضح الاختلاف. ارتفعت توقعات أرباح الاثني عشر شهراً للأسهم المدرجة في موسكو 15% منذ النصف الثاني من العام، بالمقارنة، ارتفعت توقعات أرباح الشركات في المملكة العربية السعودية 6.7% ولم تتغير كثيراً في آسيا، فيما تراجعت في أمريكا اللاتينية. رغم الأرباح الأخيرة، فإن شركات الطاقة في الأسواق الناشئة أيضاً أرخص بنحو الثلث مقارنة بالمؤشر الأوسع، ما يؤشر لوجود مجال أوسع لانطلاق الارتفاعات.
تفاعل المستثمرين
استجاب مديرو الأموال مثل صندوق التحوط "كارهي كابيتال" بالتحول جزئياً من أسهم التقنية الصينية إلى شركات الطاقة الروسية في الربع الثالث. كما نقلت "ولز فارغو لإدارة الأصول" (Wells Fargo Asset Management) استثماراتها من الصين إلى روسيا.
كما عززت "جي بي مورغان تشيس أند كو" مركزها في "مؤشر الودائع الروسية"، حيث إنها ما تزال متفائلة بشأن السلع والمراهنات المتعلقة بالنفط حتى نهاية العام، حسب تقرير كتبه استراتيجيون بقيادة دافيد سيلفستريني الذي يتخذ من لندن مقراً له.
نقص الطاقة في أوروبا يثير الذعر بأسواق آسيا
كتب الاستراتيجيون في التقرير: "ستؤدي أسعار النفط المرتفعة لزيادة الأرباح والتوزيعات في أسهم الطاقة التي تمثل 59% من المؤشر، وتقود إلى روبل أقوى الذي بدوره سيقود الأسهم المحلية التي تشكل 25% أخرى من المؤشر... على هذا النحو، تكون هذه أداة الأسهم المتناسبة تماماً من حيث الأساسيات مع توقعاتنا المتفائلة حول السلع، والنفط على وجه الخصوص".
في آسيا، تستفيد إندونيسيا من ارتفاع أسعار السلع الأساسية مع استكمال التدفقات الأجنبية لأكبر حصيلة أسبوعية لها منذ مايو 2020 الأسبوع الماضي. كانت الروبية الإندونيسية العملة الأفضل أداءً في آسيا خلال هذا الشهر.
[object Promise]