بلومبرغ
قال أنتوني فوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إنَّ أمريكا تتحرَّك في "الاتجاه الخاطئ" في مكافحة موجة جديدة من جائحة كوفيد -19، التي تسارعت بسبب متحوِّر "دلتا" بالإضافة إلى بطء التطعيمات.
جرعة معززة
قال فوتشي أيضاً، إنَّه قد تكون هناك حاجة إلى إعطاء جرعة معززة من اللقاح، خاصة للأشخاص الأكثر ضعفاً، مثل مرضى السرطان، أو من قاموا بزراعة الأعضاء، إذ يعانون من ضعف في جهاز المناعة. ونُوقشت هذه المسألة في 22 يوليو من قبل اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين، التي ستستمر في مراجعة البيانات التي "قد تدفعنا في هذا الاتجاه" بحسب تصريحه.
أضاف فوتشي أنَّه مع عدم تطعيم نصف البلاد بعد بشكل كامل، مايزال كوفيد- 19 يمثِّل مشكلة ملحَّة للولايات المتحدة. وبناءً على نمذجة البيانات؛ تواجه الدولة أسوأ سيناريو للوفيات اليومية التي قد تصل ذروتها الشتوية عند مستوى 4 آلاف.
استطرد كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة في برنامج "ستيت أوف ذي يونيون" الذي يذاع على شبكة سي إن إن: "لست متأكداً مما إذا كان هذا سيكون السيناريو الأسوأ، لكنَّه لن يكون جيداً". وتابع: "نحن نسير في الاتجاه الخاطئ".
العدوى المخترقة
أيضاً، تطرَّق فوتشي إلى المشكة المتزايدة المتمثِّلة في "العدوى المخترقة"، التي تحدث عندما يصاب الشخص بفيروس كوفيد- 19 على الرغم من تطعيمه بالكامل، والحاجة المحتملة لتلقي جرعات معززة.
وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، كان لقاح كوفيد- 19 من شركة "فايزر" فعالاً بنسبة 39٪ فقط في منع إصابة الناس بمتحوِّر "دلتا" المعدي في إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة، لكنَّه وفَّر حماية قوية ضد الاضطرار لتلقي العلاج في المستشفى، وأشكال أكثر خطورة من الفيروس. وفي مقاطعة لوس أنجلوس، شكَّل الأشخاص الذين تمَّ تطعيمهم واحداً من كل خمسة من الإصابات الجديدة في يونيو.
قال فوتشي: "البيانات التي تأتي تدريجياً من إسرائيل، ومن شركة "فايزر" تشير إلى احتمالية وجود بعض النقص في الوقاية". مضيفاً: "هؤلاء الأشخاص من أوائل الفئات الضعيفة التي قد تتلقَّى جرعة معززة ثالثة، إذا كانت هناك واحدة، وهو ما قد يحدث على الأرجح".
تلقيح للأطفال
ستشتري الولايات المتحدة 200 مليون جرعة إضافية من لقاحي" فايزر"، و"بيونتيك" المخصصين للأطفال دون سن 12 عاماً، ممن لم يصبحوا مؤهلين بعد، والأمر نفسه بالنسبة للجرعات المعززة إذا أظهرت البيانات أنَّها ضرورية.
وتقول إدارة بايدن، إنَّها لا ترى حاجة إليها بعد، كما يقيِّم المسؤولون ما إذا كانت الجرعات المعززة ضرورية لزيادة المناعة للأشخاص الضعفاء، بما في ذلك كبار السن.
دافع فوتشي عن قرارات لوس أنجلوس وسانت لويس بإعادة فرض الارتداء الإلزامي للكمامات بغضِّ النظر عن حالة التطعيم.
وقال، إنَّ الحكومات المحلية لديها السلطة التقديرية لتقييم وتقديم القواعد التي تناسب الوضع على أرض الواقع. مضيفاً أنَّ إجراءات المدن لا تتعارض مع ما توصي به مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
قالت روشيل والينسكي، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض، في 22 يوليو الجاري، إنَّ المنظمة ملتزمة بتوصياتها بأنَّ الأشخاص الذين تمَّ تطعيمهم بالكامل لا يحتاجون عادةً إلى كمامات، في حين أنَّ السماح بارتدائها قد تكون له بعض المزايا.
يأتي ذلك في الوقت الذي يحثُّ فيه عدد من خبراء الصحة العامة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على التوصية بارتداء الأشخاص لكمَّامات الوجه في الأماكن العامة، حتى الذين تمَّ تطعيمهم بالكامل، وذلك وسط عودة ظهور حالات الإصابة بالفيروس، التي يقف خلفها متحوِّر "دلتا".
استخدام الكمامات
قال حاكم ولاية أركنساس، آسا هاتشينسون، التي تتمتَّع بأحد أدنى معدلات التطعيم في الولايات المتحدة، إنَّ الهيئة التشريعية للولاية ستدرس أي أمر رسمي باستخدام الكمامات، بناءً على البيانات، مع إعادة فتح المدارس والأنشطة الأخرى، على الرغم من أنَّه أشار إلى أنَّ التنفيذ ما يزال يشكِّل تحدياً، كما سيبقى دفع الولاية لمزيد من التطعيمات على رأس أولوياتها.
أضاف في البرنامج: "هذه لحظة محورية في سباقنا ضد فيروس كوفيد". وتابع: "إنَّه أمر مهم لعودة الحياة الطبيعية، وما يعيقنا هو انخفاض معدل التطعيم".
جدير بالذكر، أنَّ الأسبوع الماضي كان الأسوأ في الولايات المتحدة خلال ثلاثة أشهر، فقد ارتفعت الحالات الأسبوعية أربعة أضعاف مقارنة بالشهر السابق، بعدما أدى متحوِّر "دلتا" إلى ارتفاع الحالات في كل ولاية، لكنَّها زادت بشكل خاص في الولايات التي لديها معدلات تطعيم أقل.