بلومبرغ
أُصيب أكثر من مليون شخص في الولايات المتحدة بــ"كوفيد-19" يوم الإثنين، مما يمثل رقماً قياسياً منذ أن بدأ الوباء قبل أكثر من سنتين، وفي ظل انتشار واسع لفيروس "أوميكرون" المتحور عن كورونا في كل جوانب الحياة الأمريكية اليومية.
يقارب رقم يوم الإثنين ضعف الرقم القياسي السابق البالغ حوالي 590 ألف إصابة الذي أعلن عنه قبل أربعة أيام فقط في البلاد، والذي كان في حدِّ ذاته يمثّل ضعف الإصابات المعلنة للأسبوع السابق.
يمثل عدد الحالات اليومية المعلن في أمريكا يوم الإثنين أكثر من الضعف في أي دولة أخرى. جاء أعلى رقم خارج الولايات المتحدة أثناء تفشي متحور "دلتا" في الهند، عندما أصيب به أكثر من 414000 شخص في 7 مايو 2021.
لا تحتسب الأرقام التي يتم نشرها في الولايات المتحدة الاختبارات التي يجريها العديد من الأمريكيين في المنزل، إذ لا يتم إبلاغ النتائج إلى السلطات الحكومية. وهذا يعني أنَّ الرقم القياسي الجديد هو بالتأكيد أقل من التقدير بشكل كبير.
أدى ارتفاع عدد الإصابات إلى إلغاء الرحلات الجوية، وإغلاق المدارس والمكاتب، وإغراق المستشفيات بالمرضى، وخنق سلاسل التوريد.
اكتملت البيانات الواردة من جامعة جونز هوبكنز اعتباراً من منتصف الليل بالتوقيت الشرقي في بالتيمور (ولاية ميريلاند)، وربما لعب التأخير في الإبلاغ عنها خلال العطلات دوراً في ارتفاع عدد الحالات.
مراجعة القواعد
تقود زيادة الحالات السلطات إلى التفكير في مراجعة بعض الإجراءات التي وضعت لتوجيه الأمريكيين خلال الموجة الأخيرة من تفشي المرض. ففي حين أنَّ هيئة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها قصرت فترة العزل إلى خمسة أيام للأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض، والذين ثبتت إصابتهم بـ"كوفيد-19"؛ قد تطالبهم الهيئة بالحصول على نتيجة اختبار سلبية قبل الخروج من العزل مرة أخرى، وفقاً للمسؤولين.
تسبّب تفشي المرض أيضاً في توقف الشركات عن خطوات العودة إلى المكاتب. وأظهر "غولدمان ساكس"، و"جيه بي مورغان" موقفاً أكثر حذراً، مشجعين الموظفين على استئناف العمل من المنزل في بداية العام الجديد.
الجانب المشرق هو أنَّ الوفيات الناجمة عن كوفيد لم ترتفع بالمثل. تظهر الدراسات المبكرة أنَّ "أوميكرون" ينتشر بشكل أسرع من السلالات السابقة، ولكنَّه يسبب أعراضاً أكثر اعتدالاً.
تعتمد التوقُّعات لعام 2022 على ما إذا كان عدد الوفيات يتبع الإصابات ويتزايد في الأسابيع المقبلة، أو إذا كانت الأدلة التي تشير إلى أنَّ موجة "أوميكرون" ستكون أقل خطورة مع ظهور المزيد من البيانات.