تراجع الصين يعصف بمكاسب أسهم الأسواق الناشئة لهذا العام

time reading iconدقائق القراءة - 11
متداولو عملات يعملون في بنك هانا في سول عاصمة كوريا الجنوبية. - المصدر: بلومبرغ
متداولو عملات يعملون في بنك هانا في سول عاصمة كوريا الجنوبية. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

شطب هبوط الأسهم في الصين مكاسب أسهم الأسواق الناشئة لهذا العام برمَّتها.

فقد خسر مؤشر "مروغان ستانلي" للأسواق الناشئة- وثلث وزنه من الصين- ما تبقى من تقدُّمه في عام 2021 بعد انخفاضه بنسبة 2.4% الإثنين.

تأتي توقُّعات الاستراتيجيين منقسمة، إذ تعطي شركة "ستيت ستريت غلوبال ماركيتس" (State Street Global Markets) الأفضلية للأسواق في الدول المتقدِّمة، لأنَّها تتقدَّم في معدلات التطعيم، في حين تقول شركة "أليانس بيرنشتاين" (AllianceBernstein)، إنَّ أصول الأسواق الناشئة ستحصل على دعم من خلال انتعاش الرغبة في المخاطرة.

قال دانيال جيرارد، كبير محللي الأصول المتعددة في "ستيت ستريت غلوبال ماركيتس" في بوسطن: "نحن متفائلون أكثر بشأن الأسواق المتقدِّمة مقابل الأسواق الناشئة". وهو متشائم بشكل خاص تجاه جنوب شرق آسيا، حيث يؤثر تزايد معدل تفشي وباء فيروس كورونا على المكاسب، والمكسيك، في حين يفضِّل دولاً كالبرازيل وكوريا الجنوبية.

تباين مؤشرين

تخلَّت أسهم الأسواق الناشئة- التي كانت غير مرة مقياساً للتفاؤل بشأن النمو العالمي- عن تقدُّمها بنسبة 12 % منذ فبراير وسط تكهنات بأنَّ عودة ظهور حالات الإصابة بالفيروسات، وتقييد التنقل سيؤديان إلى انخفاض المكاسب. على النقيض، عززت معدلات التطعيم المرتفعة، والعودة الى فتح الاقتصاد في دول، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أسهم الأسواق المتقدِّمة، مما رفع من مؤشر "مورغان ستانلي" للأسواق المتقدِّمة بنسبة 15 % هذا العام.

تضاف حملة الإجراءات التنظيمية الصارمة في الصين إلى المخاوف؛ إذ يقيّم المستثمرون المدى الذي سيذهب إليه المسؤولون في سعيهم لإعادة تشكيل ثاني أكبر اقتصاد في العالم. تشكِّل العملات الضعيفة أيضاً تهديداً لشركات الأسواق الناشئة التي لديها ديون مقوَّمة بعملات، مثل الدولار واليورو.

قال جون بيلتون، رئيس إستراتيجية الأصول المتعددة العالمية في شركة "مورغان ستانلي أسيت مانجمنت" في لندن: "من السابق لأوانه العودة إلى أسواق الأسهم الناشئة، خاصة أنَّ التحوُّل الأخير في سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي يقدِّم بعض الدعم على المدى القريب للدولار".

تعدُّ أسواق الأسهم في ماليزيا والفلبين من بين الأسوأ أداءً في العالم هذا العام، إذ تجد جنوب شرق آسيا صعوبةً في مواجهة عودة ظهور فيروس كورونا، في حين انخفض في الصين مقياس أسهم شركات الإنترنت لأكثر من الثلث من ذروةٍ بلغها في فبراير وسط حملة مشدَّدة على قطاع التكنولوجيا.

سلع و تكنولوجيا

يشكِّل تباطؤ النمو في الصين، التي كانت في يوم من الأيام في صدارة دول العالم على صعيد التعافي من الجائحة، تحدياً آخر مع تراجع الطلب على صادراتها. يضغط احتمال بدء مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سحب التحفيز أيضاً على عملات الدول النامية.

تستمر أسهم الأسواق الناشئة في الهبوط في ظلِّ هذه الخلفية. كما يجري تداول مؤشر الأسواق النامية بمعدل 13 ضعفاً مكرراً ربحيةً آجلة، وهو أقل من متوسط ​​السنوات الخمس بأكثر من انحرافين معياريين من نظيره في السوق المتقدِّمة.

يفضِّل جيرارد من شركة "ستيت ستريت" الأسواق الناشئة الأكثر توجهاً نحو التعافي العالمي من وباء مرض كوفيد -19، بما في ذلك البلدان الغنية بالسلع الأساسية، مثل البرازيل، وأسواق التكنولوجيا في كوريا الجنوبية وتايوان.

قال: "سنستمر في التوجه نحو سوق مدفوعة بنمو الأرباح بدلاً من التوسُّع المتعدد، في حين تتراجع إجراءات توفير السيولة القصوى... ستواجه دول جنوب شرق آسيا بالإضافة إلى إندونيسيا وماليزيا أوقاتاً أكثر صعوبة لتحقيق التعافي".

مع ذلك، هناك من يتوقَّع أن يتفوَّق أداء الأسواق الناشئة في نهاية المطاف.

قال مورغان هارتينغ، مدير الأموال في شركة "أليانس بيرنشتاين" في نيويورك: "لن يُنظر فقط إلى العديد من أسواق الأسواق الناشئة على أنَّها فرص للإفادة من الانتعاش الدوري بسعر أدنى، ولكن من المحتمل أن تحظى شركات التكنولوجيا ذات رؤوس الأموال الكبيرة داخل الأسواق الناشئة، التي تؤثِّر بشدَّة على المؤشر بنظرة إضافية... أتوقَّع أن يعيد بعض الخبراء الاستراتيجيين المختصين بالقطاع التوازن تجاه الشركات الصينية الكبيرة، إذ جرى توضيح بعض المخاوف التنظيمية هناك."

يتجاهل المستثمرون أيضاً الانتقال إلى شركات الاقتصاد الجديد في الأسواق الناشئة، وفقاً لشركة " أتش أس بي سي أسيت مانجمنت"، في إشارة إلى قطاعات، مثل التكنولوجيا المالية، والتجارة الإلكترونية، و الجيل الخامس من الاتصالات.

وقالت ستيفاني وو، رئيسة قسم الأسهم في الأسواق الناشئة في شركة "أتش أس بي سي أسيت" في لندن: "هذا المحور يحقق نمواً أقوى للمكاسب لفترة أطول، وأقل دورية، وفي النهاية يحقق تقييمات أعلى للشركات المتوافقة مع الاقتصاد الجديد".

تصنيفات