بلومبرغ
رفع الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" تقديراته لخسائر صناعة الطيران بنحو 25 % خلال 2021، قائلاً، إن تفشي كوفيد-19، وسلالاته المتحورة أدّيا إلى تأخير المواعيد لاستئناف السفر الجوي عالمياً.
وفي عرض تقديمي عبر الإنترنت قالت "إياتا"، إن شركات الطيران ستخسر حوالي 48 مليار دولار في عام 2021، مقابل 38 مليار دولار في تقديرات سابقة.
وقال ويلي والش، المدير العام حالياً لـ"إياتا"، وشغل سابقاً، رئيس"أي أيه جي"، مالكة الخطوط الجوية البريطانية: "هذه الأزمة أطول وأعمق مما كان يتوقعه الجميع.. سيتم تقليل الخسائر التي تكبدتها الشركات في عام 2020، لكن متاعب الأزمة تتزايد".
وتتزايد توقعات الخسائر، إذ تواجه شركات الطيران حظر السفر مجدداً، والقيود الناشئة عن تفشي المرض في أسواق الطيران الكبيرة مثل الهند والبرازيل. وتتوخى حكومات البلدان التي عززت التطعيمات بسرعة أكبر، الحذر بشأن استئناف السفر لمنع استيراد سلالات متحولة جديدة يمكن أن تثبت مقاومة اللقاحات.
محظور الطيران
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الجاري إنها ستعلن حوالي 80% من دول العالم مناطق محظور الطيران إليها. وفي أوروبا، أرجأت بريطانيا تأكيد خطة لاستئناف السفر في منتصف مايو، قائلة إنها ستقرر الموعد في وقت لاحق. وفي حين أن بعض البلدان بدأت في استقبال السياح الذين تم تطعيمهم، فقد ثبت أن التقدم نحو ما يسمى بجوازات سفر اللقاح بطيء ومعقد، يهدف لإثبات التطعيم على جوازات السفر، كوسيلة لإعادة فتح الحدود بين الدول، والسفر بأكبر قدر من الأمان.
تحطم الآمال
وبعد أن خسرت صناعة الطيران حوالي 126 مليار دولار في خِضمّ الأزمة خلال عام 2020، تزايدت وتيرة الآمال في حدوث انتعاش بقطاع السفر الجوي خلال النصف الأول من 2021. وتقول"إياتا" حالياً، إن موسم الصيف المهم لشركات الطيران يواجه أخطاراً.
ومن المتوقع أن يصل الطلب على الطيران إلى 43% من مستويات عام 2019 خلال عام 2021 - نظرة أكثر تفاؤلاً مما صدرت في فبراير 2021، ولكنها أقل تفاؤلاً مما كانت عليه في ديسمبر 2020، عندما تم طرح اللقاحات لأول مرة. وفي ذلك الوقت، توقع " إياتا" أن تتعافى حركة الطيران خلال 2021، إلى حوالي نصف مستويات ما قبل الجائحة.
وجرى تأجيل مستهدف الوصول لنقطة التعادل -بين الإيرادات والتكاليف- في صناعة الطيران، المتوقعة سابقاً، في الربع الرابع من 2021، إلى عام 2022.
وفي الولايات المتحدة، تراجعت معنويات المستثمرين إزاء فرصة التعافي السريع في مجال الطيران، مما أدى إلى هبوط أسهم شركات الطيران الكبرى المدرجة على مؤشر "ستاندرد آند بورز" على مدار 10 أيام متتالية خلال الشهر الجاري، أطول فترة تراجع منذ 1989 على الأقل.
وفي أوروبا ، قالت شركة "فيرجن أتلانتيك إيرويز ليمتد"، المتخصصة في رحلات عبر الأطلسي يوم الأربعاء، إنها لن تستعيد أسطولها كاملاً قبل أكتوبر أو نوفمبر 2021.
أبرز الملامح الإقليمية لتوقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي:
شركات النقل في أمريكا الشمالية هي الأفضل للاستفادة من برامج التطعيم السريع بفضل السوق الكبيرة المحلية في الولايات المتحدة . وستتكبد الشركات أقل الخسائر عالمياً كنسبة من الإيرادات.
ويُعدّ اختبار وزيادة وتيرة طرح اللقاح غير المستقر أمرين أساسيين لانتعاش السوق الأوروبية المتعثرة. وسيتم تقليل الخسائر بأبطأ معدل في المنطقة الأووربية.
وتنفذ شركات الطيران في آسيا والمحيط الهادئ 45% محلياً مدفوعة بانتعاش السوق الصينية، جنباً إلى جنب مع قطاع الشحن المزدهر.
الشرق الأوسط
ويستفيد الطلب على الطيران في الشرق الأوسط من معدلات التطعيم المرتفعة في الأسواق المحلية، والتي يقابلها استمرار قيود السفر على المسارات المؤدية إلى الاقتصادات الناشئة التي يتم خدمتها من خلال شركات الطيران في دول الخليج.
وقال كبير الاقتصاديين في "إياتا"، بريان بيرس، إن التقديرات الجديدة تفترض إعادة فتح جزئي لبعض الأسواق في أوروبا، في الوقت المناسب للرحلات الصيفية، وكذلك لبعض الخدمات عبر المحيط الأطلسي. وأضاف أن هذه الطرق ستكون مفتوحة بالكامل في الربع الرابع من 2021، مع تطعيم أكثر من 75% من السكان المعنيين.
وفي حين أن التفاؤل بتعافي قطاع الطيران في النصف الثاني من 2021، يتوقف بشكل أساسي على الانتعاش المستمر للأسواق المحلية الكبيرة مثل الولايات المتحدة والصين، قال ويلي والش، المدير العام لـ"إياتا" إنه أكثر تفاؤلاً بشأن أوروبا من التوقعات الرسمية للاتحاد الدولي للنقل الجوي.
ويتواصل اختبار " إﻳﺎﺗﺎ ﺗﺮاﻓﻴﻞ ﺑﺎس" وهو ﺗﻄﺒﻴﻖ على أﺟﻬﺰة اﻟﻬﻮاﺗﻒ اﻟﻤﺤﻤﻮﻟﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ على إدارة سفرهم ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ وأﻣﺎن، مع تسجيل أكثر من 50 شركة طيران.