بلومبرغ
تحذر شركات الشحن الكبرى من استمرار تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر، على الرغم من جهود الغرب للحد من هجمات المتمردين الحوثيين في اليمن.
يرى رئيسا شركتي "إيه بي مولير ميرسك" (A.P. Moller-Maersk A/S) و "دي إس نوردن" (D/S Norden A/S)، أمس الخميس، أن مستوى التهديد مستمر في التصاعد في المنطقة. يأتي ذلك بعد أن قالت عملاقة الشحن اليابانية "ميتسوي أو إس كيه لاينز" (Mitsui OSK Lines) إن الاضطرابات التي تظهر في الطريق قد تستمر لمدة عام.
تجنب عدد من أسطول السفن التجارية هذا الممر المائي منذ بدء هجمات الحوثيين في منتصف نوفمبر. وأصبحت المنطقة أكثر تقلباً بعد أن شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة غارات جوية في منتصف الشهر الماضي، مما دفع المُلاك الرئيسيين في جميع القطاعات إلى تجنب المنطقة.
وقال فنسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة "ميرسك"، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "لم نشهد ذروة التهديد، بل على العكس. كمية أو نطاق الأسلحة المستخدمة في هذه الهجمات تتوسع، ولم يتضح بعد متى وكيف سيتمكن المجتمع الدولي من حشد نفسه وضمان المرور الآمن لنا".
تغيير مسارات السفن
تعتبر تصورات شركات الشحن حيال المخاطر مهمة لأنها تحدد موعد عودة السفن إلى المنطقة. وأكد جميع المُلاك أنهم سيواصلون تغيير مسار سفنهم حتى يكون السفر في البحر الأحمر آمناً.
إضافة إلى الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فإن هناك أيضاً قوة دفاعية تعمل في البحر الأحمر تُعرف باسم "عملية حارس الازدهار" (Operation Prosperity Guardian).
سعت السفن العسكرية في المنطقة خلال الأسابيع القليلة الماضية للتصدي للهجمات الصاروخية على السفن التجارية، لكن الحوثيين واصلوا هجماتهم. وكان هناك أيضاً ارتفاع متزامن في القرصنة في الصومال.
وقال جان ريندبو، الرئيس التنفيذي لشركة "نوردن"، إنه يجب أن تظهر علامات على فترة من الاستقرار لكي تكون واثقاً من الإبحار مرة أخرى. وأضاف أن شركات الشحن التجارية قد تفكر في العودة للإبحار مجدداً، فقط إذا تزامن ذلك مع فترة خالية من الهجمات. وقال عبر الهاتف: "يجب أن تكون هناك هدنة، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد. إن كان هناك شيء، فيبدو أن الأمور تتصاعد فقط".
إعادة التوجيه
صرح "كليرك" بأن "ميرسك" ستواصل توجيه سفنها للإبحار حول أفريقيا لعدة أسابيع أخرى، وسبق أن قال إن الشركة ستحتاج إلى أن تكون "على يقين تام" من سلامة الممر المائي قبل الإبحار هناك مرة أخرى.
قالت "ميرسك" إن تحويلاتها ستستمر لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر على الأقل، فيما لا تتوقع "نوردن" حلاً وشيكاً.
في الوقت نفسه، فإن الطقس الجاف يعني تقليص قناة بنما، وهي واحدة من أهم نقاط الاختناق البحري في العالم، لحركة المرور بسبب انخفاض مستويات المياه. وإضافة إلى أزمة البحر الأحمر، فإن ذلك يؤدي إلى تحويل مسار أعداد كبيرة من السفن.
وقال جان ريندبو الرئيس التنفيذي لشركة "نوردن" إن "هذا أمر غير مسبوق حقاً. لم أرَ شيئاً كهذا خلال 29 عاماً من العمل في مجال الشحن".