بلومبرغ
يتطلع المضاربون على ارتفاع أسعار العقارات في الصين إلى ما هو أبعد من موسم كارثي آخر من نتائج الأعمال، على الأرجح، بالنسبة لشركات التطوير العقاري في البلاد، ويراهنون على حدوث الانتعاش مع ظهور بوادر التحسن في المبيعات.
أعلنت 16 شركة عقارية صينية مدرجة في هونغ كونغ حتى الآن عن انخفاض في الأرباح لعام 2022 مع توقُّع زيادة عدد الشركات، بحسب "جيه بي مورغان".
أدت موجة التحذيرات المصحوبة بالافتقار إلى التحفيز الهائل من جانب المجلس الوطني لنواب الشعب إلى دفع مؤشر "بلومبرغ" لأسهم شركات التطوير العقاري إلى سوق هابطة الأسبوع الماضي، لكن مع انعكاس معظم الأخبار السيئة على أسعار الأسهم، فيما يبدو، يشير بعض مراقبي السوق إلى زيادة طفيفة في مبيعات المنازل الجديدة - شهد فبراير أول ارتفاع في 20 شهراً - كسبب يدعو للتفاؤل.
كما ساعدت الإجراءات المكثفة منذ أواخر العام الماضي لتخفيف أزمة السيولة بالقطاع على تهدئة مخاوف التخلف عن السداد.
كتب محللو "جيه بي مورغان"، من بينهم كارل تشان عبر مذكرة بحثية في وقت سابق من مارس: "قد يكون إعلان النتائج في الواقع حدثاً واضح المعالم.. من المرجح أن تستمر بيانات المبيعات خلال الأشهر القليلة المقبلة في التحسن، نتوقَّع أن يشهد القطاع إعادة تقييم بشكل تدريجي".
رسمت "كانتري غاردن هولدينغز"، أكبر شركة تطوير عقاري في الصين، الأجواء الكئيبة للموسم المقبل عبر التحذير من تسجيل خسارة على مدار سنة كاملة، للمرة الأولى منذ 16 عاماً على الأقل.
الصين تضخ 24 مليار دولار لدعم تمويل ديون كبار المطورين العقاريين
يسلط انخفاض صافي أرباح إحدى شركات التطوير العقاري، التي ينظر إليها كرهانٍ أكثر أماناً، الضوء على الخسائر الناجمة عن حملة الحكومة الصينية على الإفراط في الاستدانة، الذي أدى إلى حدوث موجة من التخلف عن السداد، وأسوأ انكماش على الإطلاق في سوق الإسكان.
يُظهر تحليل "جيه بي مورغان" انخفاضاً بنسبة 52% في أرباح شركات التطوير العقاري في هونغ كونغ خلال 2022 التي أصدرت أرقاماً أولية.
عودة ثقة مشتري المنازل
تراجع مؤشر "بلومبرغ" لشركات التطوير العقاري إلى منطقة السوق الهابطة في وقت سابق عقب انخفاضه بأكثر من 20% من الذروة التي سجلها في 27 يناير، بعدما أضعفت السلطات الثقة عبر إعادة التأكيد على شعارها خلال انعقاد جلسات المجلس الوطني لنواب الشعب الذي ينص على أنَّ "المنازل للعيش فيها وليست للمضاربة".
انتعش مؤشر أسهم الشركات العقارية 3%، اليوم الأربعاء، بعد ظهور إشارات البيع المكثف، ويبدو أنَّه على وشك إنهاء الخسائر على مدار سبعة أيام.
مع ذلك؛ قال ستيفن ليونغ، المدير التنفيذي لدى "يو أو بي كاي هيان" (UOB Kay Hian (Hong Kong) Ltd) إنَّ الأرباح الضعيفة "كانت متوقَّعة تماماً"، وسيكون هناك المزيد من السياسات لدعم سوق العقارات.
أضاف: "سيكون هذا الأمر مهماً جداً بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي للصين للوصول إلى هدف 5%، وسيساعد أسعار الأسهم على الاستقرار عند المستويات الحالية".
كما يثير موسم التقارير السنوية - المنتهي في 31 مارس - مخاوف بشأن تغييرات مراجعي الحسابات وتأخير إعلان الأرباح، مما قد يؤدي إلى مزيد من تعليق التداول.
أخفقت بعض شركات التطوير الكبرى، بما في ذلك "تشاينا إيفرغراند غروب" ( China Evergrande Group)، في الإعلان عن النتائج في الوقت المحدد من العام الماضي ووقف تداول أسهمها منذ ذلك الحين.
في نهاية المطاف، يتوقف التعافي الكامل للقطاع على عودة ثقة مشتري المنازل، الأمر الذي سيتطلب إعادة تشغيل المشاريع العقارية المتوقفة، وتسليم المنازل المبيعة مسبقاً.
"يو بي إس" يرفع توقعاته للنمو الصيني إلى 5.4% في 2023
قالت فيكتوريا ميو، رئيسة أبحاث الأسهم في آسيا والمحيط الهادئ لدى "فيديليتي إنترناشونال": "ربما لا يكفي إعلان حدوث الانتعاش على الصعيد الوطني بالنسبة لقطاع العقارات في الصين.. ولكن كما رأينا في الأسابيع الأخيرة؛ فإنَّ الطلب المكبوت بعد كوفيد حقيقي".