بلومبرغ
تستدعي شركة "تسلا" مئات الآلاف من سياراتها بعد إعلان السلطات الأميركية أنَّ تكنولوجيا القيادة الذاتية فيها قد تؤدي إلى زيادة خطر التصادم.
هذا النظام "قد يتيح للسيارة أن تتحرك بطريقة غير آمنة حول التقاطعات"، بما في ذلك الانطلاق مباشرة عند عبور تقاطع من حارة منعطفة، والاستمرار عبر إشارات المرور الصفراء الثابتة، وفقاً لإفصاح قدّم يوم الخميس.
عملية الاستدعاء تشمل 362758 سيارة، ومنها سيارات من طراز "موديل 3" و"موديل إكس" و"موديل واي" و"موديل إس"، صنعت في الفترة بين 2016 و2023، بسبب خطر حوادث الاصطدام المرتبطة بما يسمى برنامج "القيادة الذاتية الكاملة – بيتا" (Full Self-Driving Beta)، بحسب سلطات الولايات المتحدة. من المتوقَّع أن تقوم "تسلا" بإصلاح المشكلة من خلال تحديث البرنامج عبر الهواء بحلول 15 أبريل، بحسب ما ذكرت "الإدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة".
تثير مخاوف الإدارة أسئلة جديدة حول نظام يرى الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إيلون ماسك أنَّه حيوي بالنسبة لمستقبل الشركة على المدى الطويل. وبرغم أنَّ ماسك لم يتطرق إلى تفاصيل شكوى "الإدارة الوطنية"، فقد غرد يوم الخميس بأنَّ مصطلح "الاستدعاء" مصطلح "خاطئ تماماً"، إذ يمكن إصلاح المشكلات من خلال تحديث البرنامج.
وقالت الإدارة إنَّ أخطاء النظام "يمكن أن تزيد من خطر التصادم إذا لم يتدخل السائق".
التحقيق في تقنية القيادة الذكية
تخضع تقنية القيادة الذاتية للشركة بالفعل للتدقيق من واشنطن. وتبحث الإدارة المسؤولة عن سلامة المرور في مواقع التصادم منذ عام 2021 بعد عشرات الحوادث مع المركبات الأخرى. كما فتحت تحقيقاً العام الماضي في شكاوى من سيارات "تسلا" المجهزة بمساعدة السائق الآلي التي تتوقف فجأة عند سرعات عالية.
قالت الإدارة في بيان منفصل يوم الخميس إنَّ تحقيقاتها في برامج السائق الآلي في سيارة "تسلا" ما زالت سارية.
تحولت أسهم "تسلا" إلى أداء سلبي بعد إشعار الاستدعاء، إذ انخفضت بأقل من 1% في الساعة 2:06 مساء في نيويورك.
أضافت الإدارة المسؤولة عن سلامة المرور أنَّها أخطرت "تسلا" لأول مرة في 25 يناير بأنَّها حددت "مخاوف محتملة تتعلق بخصائص تشغيلية معينة لبرنامج القيادة الذاتية الكاملة - بيتا (FSD Beta) في أربع بيئات طرق محددة"، وطلبت من شركة صناعة السيارات تقديم استدعاء للمركبات.
التقت "تسلا" مع الإدارة عدّة مرات في الأيام التالية، ولم توافق على وجهة نظرها، لكنَّها قررت في 7 فبراير المضي قدماً في استدعاء السيارات "بدافع الأخذ بالأحوط"، بحسب "الإدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة".
ذكرت "تسلا" 18 شكوى من عيوب أثناء فترة الضمان بين مايو 2019 وسبتمبر 2022 التي "قد تكون مرتبطة" بالأحوال التي أثارت قلق الإدارة، لكنَّها أخبرتها بأنَّه لم يصل إلى علمها وقوع أي إصابات أو وفيات مرتبطة بهذه العيوب.
لم يستجب ممثلو "تسلا" فوراً لطلب التعقيب من "بلومبرغ".