الشرق
رفضت طيران الإمارات طلب مطار هيثرو في لندن بخفض سعة رحلاتها، معتبرةً أن ذلك "غير معقول وغير مقبول إطلاقاً، ونحن نرفض هذه المطالب"، بحسب بيان صادر اليوم عن الشركة.
كان مطار هيثرو أعلن الثلاثاء عن تحديد عدد المسافرين منه إلى 100 ألف يومياً حتى 11 سبتمبر، أي أقل بأربعة آلاف راكب عن العدد المتوقع، طالباً من شركات الطيران وقف بيع تذاكر السفر لفصل الصيف.
تعود هذ الأزمة بشكلٍ أساسي إلى قصور الخدمات الأرضية في المطار بفعل نقص الموظفين، حيث تمّ تسريح نسبة كبيرة منهم خلال أزمة كورونا، ولم تواكب وتيرة استعادتهم تسارع عودة نشاط السفر. وأبدت العديد من شركات الطيران، من ضمنها "الخطوط البريطانية" و"فيرجين"، استياءها من قرار إدارة المطار.
خسائر مطار "هيثرو" تتجاوز 5 مليارات دولار في عامين بسبب "كورونا"
طيران الإمارات أكدت أنها تخطط لتسيير رحلاتها كما هو مقرر من وإلى المطار اللندني، ولا تعتزم خفض سعة رحلاتها، بعد ان أعطت سلطات المطار الناقلة، التي تتخذ من دبي مقرّاً لها، مهلة 36 ساعة للامتثال لتخفيض السعة، بنسبةٍ تراها شركة الطيران غير واقعية على الإطلاق.
طيران الإمارات أضافت أن سلطات المطار "لم تكتفِ بفرض الإملاءات بشأن تحديد الرحلات التي يجب علينا إلغاؤها، بل هددتنا أيضاً باتخاذ إجراءات قانونية في حال عدم الامتثال".
المدير العام لمطار هيثرو جون هولند-كاي أفصح قبل يومين أن بعض الأقسام الهامة في المطار تعاني من نقص كبير بالموظفين على الأرض، خاصةً أولئك الذين توظّفهم شركات الطيران لإدارة تسجيل الأمتعة والتعامل معها. مضيفاً: "شهدنا مؤخراً العديد من المرّات التي تجاوز فيها الطلب طاقة استيعاب المطار وشركات الطيران وشركات المناولة الأرضية".
طيران الإمارات ردّت على ذلك، بتأكيدها أن "خدمات المناولة الأرضية والتموين الخاصة بنا في مطار هيثرو، والتي تديرها "دناتا" التابعة لمجموعة الإمارات، هي على جاهزية تامة للتعامل مع رحلاتنا". وبالتالي، فإن "جوهر المشكلة يكمن في الخدمات والأنظمة المركزية التي تقع على عاتق مشغل المطار"، وفقاً لبيان الناقلة.
يُذكر أن مطار هيثرو ألغى الإثنين 61 رحلة، بعدما طلب من بعض شركات الطيران قبل حوالي أسبوعين التخفيف من الرحلات المجدولة.
نقص موظفي شركات الطيران يهدد بإفساد إجازات الصيف للملايين
منذ أكتوبر 2021، لدى طيران الإمارات 6 رحلات يومياً عبر مطار هيثرو، وهي تستخدم طائرات "إيرباص 380" العملاقة لخدمة الوجهة. وعليه، ترى الشركة أن نقل بعض الرحلات من هيثرو إلى مطارات أُخرى في المملكة المتحدة "بعد إشعار قصير ليس واقعياً"، نظراً لضخامة هذه الطرازات وخصوصية التعامل الأرضي معها.
وخلصت طيران الإمارات في بيانها إلى أن إدارة المطار "متعجرفة" تجاه المسافرين والناقلات. فهي "اختارت ألاّ تتصرف ولا تخطط ولا تستثمر.. وبسبب عدم كفاءتهم، يلقون الآن بعبء الفوضى والتكاليف على كاهل شركات الطيران والركاب".