قالت شركة الأدوية اليابانية "شيونوغي آند كو" إن حبوب دواء كوفيد-19 التي تطورها يمكن أن تحقق مبيعات بقيمة 2 مليار دولار، والتي من المحتمل استخدامها مع دواء مماثل تصنعه شركة "ميرك آند كو".
ويأتي هذا في الوقت الذي يتحول فيه التركيز فيما يخص الوباء على الحاجة للأدوية التي يسهل تناولها، والتي يمكنها مكافحة الحالات الخفيفة.
تتوقع "شيونوغي" الحصول على بيانات تجارب المرحلة الأخيرة من الحبوب بحلول ديسمبر، وستتحرك عندها بسرعة في تقديم طلب للحصول على موافقة الجهات التنظيمية في اليابان، بحسب ما قاله الرئيس التنفيذي للشركة، إيساو تيشيروغي، في مقابلة مع "بلومبرغ".
وقال تيشيروغي، إن الشركة ستبدأ في تصنيع الدواء هذا الشهر، ومن المنتظر أن تكون قادرة على إنتاج مليون جرعة بحلول أوائل العام المقبل.
وتتوقع الشركة أن تقدم من ستة إلى سبعة ملايين جرعة في سنتها المالية المقبلة التي تنتهي في مارس 2023.
مبيعات مليارية
في هذا السياق قال تيشيروغي عن حبوب "شيونوغي": "إذا كان من الممكن استخدام سعر شركة "ميرك"
-700 دولار لكل علاج- في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، أعتقد أنه من المتوقع أن تصل المبيعات إلى ما لا يقل عن مليار إلى ملياري دولار في السنوات الأولى".
ارتفعت أسهم "شيونوغي" بمقدار 2.8% في التعاملات الصباحية ليوم الجمعة.
تقوم حبوب "شيونوغي" بتثبيط الأنزيم البروتيني وتستهدف منطقة مختلفة من عملية تكاثر الفيروس عن تلك التي تستهدفها حبوب "ميرك".
على هذا النحو، من المحتمل أن يتم استخدامهما معاً، وهي إمكانية تناقشها الشركتان، بحسب ما قاله تيشيروغي، الذي قال إن كلا المركبين يحتاجان إلى موافقة المنظمين قبل اختبارهما معاً.
علاج جديد لكورونا يقلل خطر دخول المستشفى والوفاة
منافسة شرسة
إن المنافسة لاقتناص جزء من سوق حبوب كوفيد شرسة، في الوقت الذي يتكيف فيه العالم مع تفشي الفيروس.
في الأول من أكتوبر، أظهرت بيانات تجارب المرحلة الأخيرة لحبوب "مولنوبيرافير" التي تنتجها شركة "ميرك" أنها قللت من خطر دخول المستشفى أو الوفاة بنحو 50%، مما أدى إلى بيع مخزونات اللقاحات على مستوى العالم ورفع الآمال بشأن حبوب أخرى يجري العمل عليها حالياً.
لدى شركات الأدوية العملاقة بما في ذلك "فايزر" و"هوفمان-لا روش" أيضاً حبوب يجري تطويرها حالياً، حيث يُقدِّر المحللون أن الحبوب الناجحة يمكن أن تحقق ما يصل إلى 10 مليارات دولار في المبيعات السنوية.
يقول تيشيروغي إن الطلب العالمي على حبوب كوفيد سيكون قوياً على المدى القصير، وستُشكل القدرة التصنيعية تحدياً بالنسبة لمعظم شركات الأدوية في المراحل الأولية.
تغير قواعد اللعبة
تتطلب جميع علاجات كوفيد المعتمدة حالياً حقناً في الوريد، وهو أمر مكلف وتصعب إدارته، ويعطى عادةً للمرضى في المستشفى. بينما ستغير هذه الحبوب قواعد اللعبة، إذ إنه يمكن تناولها بشكلٍ مباشر لمنع العدوى الخطيرة والموت.
هناك أيضاً تأثير مالي كبير على المحك بالنسبة لشركة "شيونوغي"، وهي شركة أدوية يابانية صغيرة معروفة بأبحاثها عالية الجودة وتركيزها على الأمراض المعدية، لكن مبيعاتها لا تضعها ضمن أكبر 10 شركات للأدوية في البلاد.
بلغت إيرادات "شيونوغي" 297.2 مليار ين ياباني (2.7 مليار دولار) في آخر سنة مالية لها.
دخلت الشركة سابقاً في شراكة مع "أسترازينيكا" لتطوير عقار "رسيوفاستاتين" الرائد الذي يخفض الكوليسترول، ذاك الذي قامت "شيونوغي" باكتشافه.
كما طورت الشركة دواء "بالوكسافير ماربوكسيل" الذي أصبح في عام 2018 أول حبة جديدة مضادة للإنفلونزا وافقت عليها "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية" منذ 20 عاماً.
التعاون مع شركات أدوية
قال تيشيروغي، إن شركة الأدوية تجري مناقشات مع "ست إلى سبع" شركات أدوية عالمية للشراكة في حبوب كوفيد في مجالات التجارب السريرية العالمية والتصنيع والتوزيع، لكنه لم يذكر أسماء هذه الشركات.
وقال إن "شيونوغي" تجري أيضاً محادثات مع الحكومة اليابانية ودول في جميع أنحاء العالم بشأن توفير الحبوب، دون أن يحدد تلك الدول.
وستتشاور الشركة مع "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية" و"الوكالة الأوروبية للأدوية" في وقتٍ ما من هذا العام بهدف تسريع بدء تجربة المرحلة المتأخرة على الصعيد العالمي.
يذكر أن شركة "ميرك" قد أبرمت بالفعل اتفاقاً بقيمة 1.2 مليار دولار مع الحكومة الأمريكية لشراء الحبوب التي تنتجها، وهي تجري محادثات لتزويد تلك الحبوب للعديد من الدول.