بلومبرغ
بدأ المصريون اليوم عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التي تستمر ثلاثة أيام، مع توقع فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بفترة رئاسية ثالثة، في وقت تكافح فيه الدولة الواقعة في شمال أفريقيا للخروج من أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها منذ سنوات.
القضية الأكثر إلحاحاً بالنسبة إلى الناخبين المصريين، تتمثل في ارتفاع تكاليف المعيشة، مع ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية خلال الصيف بعد ثلاثة تخفيضات في قيمة العملة أدت إلى انخفاض قيمة الجنيه المصري إلى النصف.
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، وظهر السيسي على شاشة التلفزيون وهو يدلي بصوته في ذلك الوقت تقريباً. ومن المتوقع أن تعلن مفوضية الانتخابات النتيجة النهائية للأصوات في 13 ديسمبر الجاري، فيما من المقرر أن تعلن النتيجة الرسمية بعد خمسة أيام.
اقرأ أيضاً: التضخم في مدن مصر يواصل تباطؤه إلى 34.6% في نوفمبر
خفض جديد للجنيه
بعد هذه الانتخابات، يُتوقع على نطاق واسع أن يكون هناك تخفيض جديد لقيمة العملة، مع استمرار النقص الحاد في النقد الأجنبي. ويمكن أن يكون التخفيض المنتظر هو الأكبر حتى الآن، بالنظر إلى السوق السوداء المحلية التي يجري تداول الجنيه فيها بسعر أضعف بكثير من سعره الرسمي. ومن شأن ذلك أن يزيد من الضغوط المعيشية على المستهلكين في الدولة التي يزيد عدد سكانها على 105 ملايين نسمة، وهي الدولة الأكثر كثافة سكانية في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً: انتخابات مصر تضخ 400 مليون جنيه بشرايين الإعلان دون إنعاش شركاته
التعديل المتوقع لسعر العملة، من شأنه أن يساعد السلطات الحكومية المصرية على المضي قدماً في برنامج إنقاذ صندوق النقد الدولي البالغة قيمته 3 مليارات دولار، وأن يمهد الطريق أمام زيادة محتملة في القرض إلى أكثر من 5 مليارات دولار.
يمكن للدور الدبلوماسي المحوري الذي تلعبه مصر أيضاً في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، أن يساعد في تسهيل الجهود الحثيثة التي تبذلها للحصول على النقد الأجنبي.
دعم مالي منتظر
تُعتبر مصر البوابة الوحيدة للمساعدات التي تصل إلى غزة، وقد لعبت دوراً رئيسياً في محادثات إطلاق سراح الرهائن التي سمحت بالتوصل إلى هدنة بعد ستة أسابيع من الأعمال القتالية. وإلى جانب صندوق النقد الدولي، أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لتقديم الدعم المالي لمصر التي تأمل أيضاً في الحصول على المزيد من الاستثمارات من الدول الحليفة الغنية بالنفط في منطقة الخليج.
السيسي الذي كان ضابطاً عسكرياً رفيعاً قبل وصوله إلى السلطة قبل عقد من الزمن من خلال انتفاضة شعبية ضد سلفه الرئيس الإخواني، يواجه ثلاثة منافسين غير بارزين نسبياً في الانتخابات، وهم فريد زهران رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض، وعبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري.
إذا لم يحصل أي من المرشحين للرئاسة على أكثر من 50% من الأصوات، فستكون هناك جولة إعادة في يناير. لكن هذا السيناريو غير مرجح في بلد تُعتبر فيه المعارضة السياسية ضعيفة. حصل السيسي على أكثر من 90% من الأصوات في عامي 2014 و2018. وبعد التعديلات التي أُقرّت في عام 2019، ستستمر الولاية الرئاسية لست سنوات.