سباق تأمين معادن البطاريات يحتدم بعد إبرام "جنرال موتورز" و"فورد" صفقات ضخمة

time reading iconدقائق القراءة - 8
رمز شحن سيارة كهربائية - المصدر: بلومبرغ
رمز شحن سيارة كهربائية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يكثف مشترو المكونات الرئيسية اللازمة لتشغيل السيارات الكهربائية جهودهم لتأمين الإمدادات غير عابئين بتباطؤ الاقتصاد العالمي، إذ وقعت اثنتان من كبريات شركات صناعة السيارات في العالم صفقات مباشرة مع منتجي ما يسمى بمعادن البطاريات.

أعلنت شركة "جنرال موتورز"، الثلاثاء، عن إبرامها ثلاث صفقات لتوريد المواد الخام اللازمة لإنتاج أسطولها من السيارات الكهربائية، كما كشفت شركة "فورد موتور"، قبل أقل من أسبوع، عن قائمة بموردي المستلزمات التي تتراوح من الليثيوم الأرجنتيني إلى النيكل الإندونيسي، لما يكفي لتصنيع 600 ألف سيارة كهربائية سنوياً.

يعني تحول العالم إلى السيارات الكهربائية أن نمو الطلب على معادن الليثيوم والنيكل والكوبالت والمكونات الرئيسية الأخرى في صناعة البطاريات يفوق العرض الذي أعاقته عوامل مثل المشاكل اللوجستية المتعلقة بـ "كوفيد" وشح الاستثمارات بشكل عام، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار. هناك أيضاً مخاوف متزايدة بشأن هيمنة الصين على القدرة التكريرية والتصنيعية للمواد الخام، حيث يُنظر الآن إلى الاعتماد على الدولة الآسيوية باعتباره نقطة ضعف في خضم التوترات التجارية والسياسية التي تحفز إعادة النظر في خطوط الإمداد العالمية.

قال كريس بيري، رئيس "هاوس ماونتن بارتنرز" (House Mountain Partners)، وهي شركة استشارية في شؤون الصناعة: "تؤكد هذه الصفقات على أهمية تأمين مصادر المواد الخام المتنوعة لأمد طويل. ستكون مراقبة الوصول إلى المواد الخام أمراً ممتعاً للغاية في النصف الثاني من العقد الحالي".

تعاني شركات صناعة السيارات الكهربائية من عمليات تسليم متأخرة، مما يؤدي إلى تفاقم المخاوف بشأن تأمين الإمدادات. الأمر الذي يدفعهم لإثبات أهمية سيطرتهم على سلاسل التوريد.، وفقاً لديفيد ديكلباوم المحلل في بنك "كووين". وقال: "يمكن أن يكون الإعلان عن توقيع الاتفاقيات مع منتجي المواد الخام عاملاً مؤثراً لتطور مصنعي المركبات الكهربائية".

أبرمت "جنرال موتورز" أول اتفاقاتها لتصنيع الجيل القادم من السيارات الكهربائية مع شركة الكيماويات وحلول الطاقة الكورية الجنوبية "إل جي كيم" (LG Chem) لتزويد صانعة السيارات الأميركية بـ 968 ألف طن متري من معادن الكاثودات حتى عام 2030. فيما تأتي اتفاقية "جنرال موتورز" متعددة السنوات مع شركة "لايفنت كورب" (Livent Corp) لتأمين الليثيوم ثانياً. وأخيراً بدأت صانعة السيارات الأميركية مشروعاً مع شركة "بوسكو كيميكال" (Posco Chemical) لتوريد معادن الكاثودات بدايةً من 2023 وحتى 2025.

من جانبها، قالت شركة "فورد" إنها حصلت على إمدادات من معادن البطاريات تكفي لتصنيع أكثر من نصف مليون سيارة كهربائية سنوياً بحلول أواخر العام المقبل، وهي قفزة نوعية تتجاوز مبيعاتها البالغة 27140 سيارة كهربائية في الولايات المتحدة خلال العام الماضي. كما وقعت صانعة السيارات الأميركية عقوداً مع موردين لإمدادها بمعادن تكفي لتصنيع ما يعادل 60 غيغاواط/ ساعة من القدرة الكهربائية للبطاريات سنوياً.

يمتلك الموردون لصانعي السيارات في الغالب، أو ستكون لديهم، مرافق إقليمية لتوفير المواد المتعاقد عليها، مما يسلط الضوء على الجهود المبذولة لتقليل الاعتماد على التكرير والتصنيع الصينيين.

قال بيري: "أصبحت سلاسل التوريد الإقليمية حقيقة واقعة. كما يجري تحويل كل الحديث عن الضعف الاستراتيجي ببطء إلى أفعال، وربما يكون هذا هو أكثر الجوانب المشجعة لصفقات التوريد المستقبلية تلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك