بلومبرغ
نحن في "بلومبرغ بيبرسوت" نحبّ السفر، ونريد أن نتأكد دائمًا أننا نقوم بذلك على الوجه الصحيح. لذا، نتحدّث إلى الرحّالة العالميين في جميع نواحي الرفاهية لدينا، الطعام، المشروبات، الموضة، السيارات، العقارات، لنعرف ما لديهم من حِيَل ونصائح ونتعرّف على تجاربهم المميزة، فهُم خبراء السفر المميزون الذين نرجع إليهم.
يُعَدّ ستيفن بوركس واحدًا من أهمّ المصمّمين الداخليين في العالم، وهو يعمل من الاستوديو الخاص به في نيويورك، الذي يحمل اسم "ستيفن بوركس مان ميد". وقد عمل سابقًا مع عدد من العلامات التجارية، بدءًا من المنتجات الاستهلاكية وحتى بيع لوازم التصميم الداخلي بالتجزئة (تضمنت قائمة عملائه السابقين هاري وينستون وكابيليني).
ويعمل ستيفن حاليًّا كخبير مقيم في مختبر هارفارد للابتكار في بوسطن، وكان آخر مشاريعه واجهة متجر صغير في حيّ دومبو في بروكلين في نيويورك، والملقب بـ"Contemporaries"، إذ سيعرض عمل أكثر زملائه إبداعًا.
يقطع بوركس أكثر من 100 ألف ميل (الميل = 1.609 كم) في رحلاته الجوية المعتادة في كل عام، رغم أن هذا الرقم سيكون أقلّ بكثير في عام 2020. وتُعَدّ "دلتا" شركة الطيران المفضلة لديه، بفضل سخائها في منح الميزات لعملائها الدائمين. يقول: "أصبحت عضوًا ماسيًّا منذ عدة سنوات، وهُم يحافظون عليك من خلال برنامج المكافآت لديهم".
يعيش بوركس في بروكلين مع ابنه أنور ذي الخمسة عشر عامًا، وشريكته ماليكا ليرير، وهي تعمل في تخطيط المدن ويتعاونان معًا بشكل دوريّ.
وإليكم ما تعلّمه بوركس بعد سنوات قضى كثيرًا منها في السفر.
السفر في وقت كورونا.. السلامة والأسلوب في المقام الأول
قمنا بالفعل بأربع رحلات خلال انتشار فيروس كوفيد إلى مكسيكو سيتي وكنتاكي وماين ثم سافرنا إلى شيكاغو لأسبوع. في رحلتنا إلى المكسيك كان الوضع مريعًا، لأنها كانت مزدحمة جدًّا، ولم يَقِس أحد درجة حرارتنا مثلًا، ولم يكن بين المسافرين أيّ تتبع للاحتكاك. ولعلّ هذا كان يعود إلى أننا كنا لا نزال في بداية شهر يوليو، وكانت هذه من بين الرحلات الأُولى. تغيَّر الأمر في أثناء العودة، إذ كانت الرحلة منظَّمة بشكل يثير الدهشة، وقيست درجة حرارة الجميع في المطار، ووُزعت المعقمات في كل مكان، وكان جميع الموظفين يرتدون أقنعة الوجه والقفازات.
أصبحت أحبّ وضع المنديل الآن، لأنه في كل مرة تنزع فيها قناع الوجه أو تحتاج إلى الإمساك بشيء ما فأنت لا ترغب في لمسه، وهكذا تجد المنديل جاهزًا من أجلك. إنه مفيد للغاية الآن، وهو تقليديّ وأنيق في الوقت نفسه. لديّ صندوق من المناديل الأصلية الحريرية، وأنا أستخدمها الآن.
التحية والرأفة.. لا يوجد أفضل من السفر بسلام
أنا من شيكاغو، ونظرًا إلى هجرة عديد من الإفريقيين الأمريكيين من الجنوب نحو الشمال فإنك تجد هذا الحسّ من الترحيب المعروف في الجنوب الأمريكي. لذا فنحن نحيي الغرباء، وهكذا أنا دائمًا ما أحيي المسافرين في الصف نفسه معي بعبارة: "مرحبًا، لا بأس إن أردت النهوض، فأنا أفضّل الجلوس على مقعد الممر".
أظن أنه من الجيّد دائمًا أن تكون رؤوفًا على متن الطائرة. إن كان باستطاعتي مساعدة شخص أقصر مني في وضع حقائبه في الأعلى، أو سيدة مسنّة، إلخ، فأنا دائمًا ما أقدّم المساعدة. الأمر يتعلق بكون المرء متعاطفًا ودقيق الملاحظة، إلى جانب فهم أنك ستقضي ساعات إلى جانب ذلك الشخص، لذا من الأفضل أن يكون صديقًا لا عدوًّا. أظن أنه من المهمّ للغاية أن نقدّر الناس ونجعل الجميع يشعرون أنهم في الفريق نفسه.
عندما تصبح "غريبًا" لأسباب جديدة
كانت رحلتي الأُولى إلى خارج الولايات المتحدة متجهة إلى أوساكا في اليابان، وبما أنني من الأقلّيات الملوّنة فقد كان من المثير لي زيارة ذلك المكان. في اليابان، لا يهمّ مَن أين أنت إن كنت أوروبيًّا أو إفريقيًّا أمريكيًّا، فأنت لن تصبح يابانيًّا أبدًا. لذا ستجد في عيونهم دائمًا نفس التعبير: "غايجين" (gaijin). إنهم لا ينظرون إلينا على أننا "السود"، بل إننا في نظرهم جزء من الـ"غايجين"، وأعتقد أنّ معناها هو "الكائن الغريب" أو "الأجنبي". كان ذلك شعورًا مريحًا نوعًا ما.
كنت في الحادية والعشرين من عمري، ولدي صديقة من أوهايو تعمل هناك كعارضة أزياء، واشترت لي التذكرة، وذهبنا إلى كيوتو ومشينا صعودًا على الجبال، واختلطت دموعنا مع المطر. كان المكان رومانسيًّا للغاية. تخيَّل أن تذهب من ساوث سايد في شيكاغو إلى أوساكا وكيوتو! كانت الفائدة الكبيرة بالنسبة إليّ هي أني عرفت أنّ العالم أكبر بكثير مما نظن، وأنه يوجد دائمًا خيارات.
لا تأخذ الحبوب المنومة من الغرباء
إياك أن تتناول حبوب "أمبين"(Ambien) أو أي نوع من الحبوب المنومة، خصوصًا من شخص غريب تقابله للمرة الأولى، كما فعلت أنا. خلال الدقائق العشرة الأولى من لقائي بالمسافرة التي تجاورني في رحلة مدتها 16 ساعة إلى طوكيو، استطاعت إقناعي بتناول حبة "أمبين". وعندما تكون في مثل هذه الرحلات الطويلة تشعر بأنك في وضع الحميم نوعًا ما وأنت تجلس قريبًا جدًّا من شخص لا تعرفه. بدأنا بالتحدث حينها وبدت لي محترفة في السفر، ولو أني لم أرَها تتناول واحدة من الحبوب أيضًا لما كنت مضيت في ذلك.
وبما أنني غرقت في النوم فورًا، عرفت أني كنت في مشكلة. استعدت وعيي عند الهبوط، لكني لم أعرف من أنا وأين أنا أو لماذا أنا هنا. كل ما أذكره هو تبادل أطراف الحديث، ثم استيقظت ونحن نهبط. احتجت إلى يومين كاملين لأصحو تمامًا، وهكذا حضرت نصف اجتماعاتي وكأنني "زومبي"، وبعد يومين أعدت الكرّة في طريق العودة، وأثبتُّ لنفسي بالطريقة الصعبة أنه لا يمكن للمرء خداع الإيقاع الحيوي للطبيعة الأُمّ دون عواقب جرّاء ذلك.
لا شيء يمكنه التعبير عن روعة مونتريال
تُعَدّ المنطقة حول رو سانت بول (Rue Saint-Paul) في المدينة القديمة بمونتريال شارعَ تسوق مذهلًا من العالم القديم. ينتابك الشعور أنه قائم منذ الأزل، وأنّ لديهم كل شيء، من الأزياء والمفروشات المنزلية والإكسسوارات والمطاعم الصغيرة الرائعة والحانات. أنا أُحِبّ "إس سينس" (Ssense) الذي دائمًا ما يوفر خيارات رائعة من علامة "Dries van Noten" التي لا أجدها في نيويورك. أُحِبّ أيضًا علامة "مايكل بريسون" (Michel Brisson). أمّا لتناول الغداء فعليكم بتجربة "Olive et Gourmando" أو "Un Po Di Piu".
يقع "هابيتات 67" في مونتريال أيضًا، ويُعَدّ واحدًا من أكثر مشاريع الإسكان تأثيرًا في العالم من تصميم موشي سافدي، الذي تمكّن من التعامل مع كل وحدة سكنية على أنها مبنى مستقلّ، ثم رتّب المباني بطريقة يحصل فيها الجميع على حديقة ونوافذ ذات إطلالة على الجهات الأربع (كما أظن)، إنه أسلوب ثوريّ. ليس بالمشروع السهل، لكنه يقدّم نوعًا من الرؤية المدنية المستقبلية للمدينة الفاضلة، ولما يمكن أن يكون عليه المشروع السكني. كم أودّ أن أشتري شقة هناك.
أيضًا، لا تفوتوا زيارة "Bota Bota Spa Sur l’Eau"، وهو عبارة عن مغطس حمام ساخن مكشوف على سطح سفينة لعبور النهر، أُعيدَ تعديلها لتلائم هذا الغرض، إذ يمكن أن يكون الطقس مثلجًا، لكنك ستكون في ثياب السباحة وتسير في الخارج وتتناول المشروبات مع كل هؤلاء الأشخاص الجميلين.
أظهِر محبَّتك لشركائك في السفر
ليس لدى المرء كثير مما يقوم به لجعل شريكه في الرحلة يشعر بمزيد من الراحة في أثناء السفر، خصوصًا في هذا الوقت. لكن إن كنت ستحصل بصفتك مسافرًا دائمًا على ترقية لمقعدك فأعطِها الشخص الذي ليس لديه الفرصة طَوال الوقت. فعلت ذلك مع ابني في رحلة هذا الصيف، وانتهى بي المطاف أنا وشريكتي في درجة "كمفورت بلس"، فيما استمتع هو بالدرجة الأُولى. يترافق ذلك مع الإحساس بالفخامة إلى جانب الخدمة الأفضل بكثير، وهو ما يسهم بشكل كبير في جعل الرحلة بأكملها أفضل. إنها هدية رائعة لأحدهم، وهي مجّانية. كل ما عليك فعله هو التأكد من أنّ اسمه مُدرَج في حجز التذاكر معك في الوقت نفسه، وإلا قد لا تتمكن من القيام بذلك بسهولة.
ما الذي يحوِّل غرفة فندق عادية إلى غرفة بمستوى عالميّ؟
أنا لا أحتاج إلى حمّام كبير، لأني آتي وأذهب كثيرًا. عملت شركة "هيرزوغ ودومورون" مع إيان شارغر على مشروع فندق في نيويورك "Public Hotel in New York"، وأحضروا كامل الغرفة الفندقية من إيطاليا فعليًّا، إذ صُنِع كل شيء هناك، وركّبوها في نيويورك. إنها مصممة بكفاءة عالية، وعلى الرغم من أنك تسير عبر الحمام في أثناء دخولك، لكن عند إغلاق الباب الأول لن يهمّك أنك تقف في الحمّام.
ما تحتاج إليه هو خيارات إضاءة متعددة، مثل أربع نقاط إضاءة قابلة للتخفيف، فكثير من الإضاءة المحيطية أمر مهمّ لأن هناك مزاجًا معينًا ترغب في أن تكون فيه بحسب الوقت، إن كان مزاجًا للعمل أو وقتًا للرومانسية، وإذا عاد إليك الخيار تخلَّ عن السجّاد تمامًا ووفر حذاءً منزليًّا لطيفًا.
أقمنا في "Circulo Mexicano" في مكسيكو سيتي، وكانت الأحذية المنزلية الجلدية مريحة للغاية، لدرجة أن شريكتي اشترتها وأتت بها إلى المنزل.
يمكنك السفر مع وسادة لأسفل الظهر دون أن تسافر مع وسادة فعلًا
دائمًا ما أسافر مع زجاجة الماء الخاصة بي المصنوعة من الزجاج والسيليكون، ووشاح صوفيّ، ولا يمكنني أن أتحمّل حقيقة أنهم يُلقون بزجاجات الماء المفلتر الصغيرة في القمامة. أنا أفضّل الشرب من كأس زجاجيّ إن أمكن.
وفي كل مرة أسافر فيها من دون الوشاح أُصاب بالزكام من مكيّف الطائرة. الترطيب والدفء، كلاهما يقوم بوظيفة منفصلة وواضحة، لكن يمكن جمعهما لصُنع وسادة لأسفل الظهر مثالية في الرحلات الطويلة. أنا أعاني من مشكلات الظهر منذ وقت طويل، منذ أصبح عمري أربعين عامًا.
في الواقع أنا الآن أحمل معي وشاحَين، واحدًا من الصوف وآخر من الحرير، فالوشاح الحريري مفيد في جعلي أتجنّب الزكام، لكن يجب أن يكون الوشاح الصوفي سميكًا بما يكفي ليلتفّ حول زجاجة الماء الخاصة بي لأضعها خلف ظهري. العلامة التي أختارها دومًا هي "Dries van Noten"، لكن الوشاح الصوفي الذي استخدمته كثيرًا خلال العامين الماضيين مِن صُنع "Raf Simons"، وهو يشبه وشاح "فرزاتشي" مع حرف "R" كبير من الجلد عليه.