الكونغرس يضخ 15 مليار دولار في قطاع الترفيه بعد عام مُدمّر على هذه الصناعة

time reading iconدقائق القراءة - 6
مسرح برودواي - المصدر: بلومبرغ
مسرح برودواي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

مُنح مالكو المسارح والمُنتجون الذين تم إغلاق أماكنهم خلال جائحة كوفيد-19 فرصة جديدة للبقاء على قيد الحياة بعد أن وافق الكونغرس الأمريكي على منح حوالي 15 مليار دولار لصناعة الفنون والترفيه.

ويصادف أن يكون هذا هو نفس المبلغ الذي تكبدته مدينة نيويورك وحدها في إجمالي الخسائر الاقتصادية، حيث إن مسارح برودواي كانت من بين أولى الشركات التي تم إغلاقها في شهر مارس.

وتكبّدت المطاعم والفنادق المُجاورة لبرودواي خسائر بمليارات الدولارات؛ حيث أصبحت الشوارع شبه مهجورة. جاءت هذه الصدمة بعد موسم 2018-2019 الذي حطم الأرقام القياسية مع ما يقرب من 15 مليون مُشتري للتذاكر.

ويعمل حوالي 97000 شخص في صناعة برودواي، وهي منطقة تجذب السُياح وأحد العناصر الأساسية في وسط مانهاتن منذ أكثر من قرن. ويعمل الآلاف غيرهم في العروض المُتجولة التي ساهمت بـ 3.8 مليار دولار في اقتصادات محلية أخرى، وحضرها خلال العام الماضي 18.5 مليون شخص في حوالي 200 مدينة أمريكية وفقاً لرابطة برودواي، وهي مُنظمة وطنية لأصحاب المسارح ومُنتجي العروض.

وقالت رئيسة الرابطة "شارلوت سانت مارتن" إنها تتوقع أن تكون المسارح من بين آخر الشركات التي سيتم إعادة افتتاحها: "نحن ممتنون لهذه الاتفاقية بين الحزبين، والتي ستوفر الإغاثة الفورية لصناعتنا وستكون بمثابة شريان الحياة نحو المُستقبل، نحنُ نتطلع إلى عودة أضواء برودواي وإشراقها أكثر من أي وقت مضى".

أسوأ أزمة

وكانت "سانت مارتن" قد قالت في شهر سبتمبر إن الوباء تسبب في حدوث أسوأ أزمة في تاريخ برودواي، وحثت عندها الكونغرس على التحرك.

وصاغ كل من عضوة مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا "آمي كلوبوشار"، و"جون كورنين" الجمهوري من ولاية تكساس الحُكم الذي اتفق عليه الحزبان، والذي عُرف باسم نداء استغاثة تحت شعار "أنقذوا مسارحنا" . ويقدم الحُكم منحاً يمكن أن تعوض المسارح عن 45% من خسائرها، أو 10 ملايين دولار، أيهما أقل. ويغطي المسارح بالإضافة إلى نوادي الموسيقى والمتاحف غير الربحية.

وكما خصص مشروع القانون أموالاً لدور السينما، ومن المُمكن استخدام الأموال لتغطية نفقات مثل كشوف المرتبات والمزايا والإيجار والرهن العقاري والمرافق والتأمين ومعدات الحماية الشخصية ونفقات الأعمال الأخرى.

وفي مدينة كليفلاند هُناك مؤسسة تُدعى "بلاي هاوس سكوير"، وهي مجموعة من أماكن الفنون المسرحية تجذب حوالي مليون زائر سنوياً، وأشارت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "جينا فيرناشي" إن إقرار القانون سيساعد مُنظمتها على البقاء بعد تكبدها عجزاً تشغيلياً قدره 7 ملايين دولار.

وأضافت "فيرناشي" قائلةً: "لن يساعد ذلك برودواي في نيويورك فحسب، بل سيقود مراكز الفنون الأدائية في جميع أنحاء البلاد، إن استعادة المسارح وتشغيلها سيُساعد في دعم المطاعم المُحيطة ومباني المكاتب والفنادق ومواقف السيارات التي تعتمد علينا".

وتوقفت الموسيقى الحية في جميع أنحاء الولايات المتحدة في شهر مارس، ولم تُستأنف منذ ذلك الحين، باستثناء العروض التي تتبع قواعد التباعد الاجتماعي. حيث خسرت هذه الصناعة 9.7 مليار دولار من مبيعات شباك التذاكر، وفقًا لنشرة "بولستار" التجارية. وقد تكون الضربة الاقتصادية الأكبر التي تصل إلى 30 مليار دولار هي من جراء فقدان الرعاية والتذاكر والامتيازات والبضائع.

شريان الحياة

وقالت "داينا فرانك" وهي المالك والرئيس التنفيذي لشركة "فيرست أفينيو برودكشينز ": "هذا هو شريان الحياة الذي تحتاجه صناعتنا بشدة للخروج من عام مُدمّر" يُذكر أن "داينا" تشغل منصب رئيسة مجلس إدارة "الجمعية الوطنية المُستقلة"، التي نظمت الفنانين المسرحيين وعُمال المسرح وأصحابها في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وحذّرت "داينا" من أن 90% من هذه الأماكن ستُغلق في حال عدم تدخل الحكومة. وفي شهر سبتمبر نشرت مجلة "بيلبورد" قائمة بأماكن الموسيقى المُغلقة خلال الوباء، بما في ذلك "كوباكابانا" في نيويورك ومقهى "دوغلاس كورنر" في ناشفيل.

وتضمنت حملة الضغط الشعبية أكثر من 2.1 مليون شخص أرسلوا رسائل بريد إلكتروني إلى الكونغرس وأكثر من 1200 فنان قاموا بجمع الأموال والوعي. وتضمنت الحملة فرقة الروك "فو فايترز " والمغنية " مايلي سايروس" بالإضافة إلى الفرقة الموسيقية "ذا رووتس"وغيرهم.

وقالت شركة "لايف نيشين" وهي أكبر مُروج للحفلات الموسيقية في العالم، إن العروض لن تعود حتى منتصف عام 2021 على الأقل. ويُذكر أن الموسيقى الحيّة تزدهر على جمع مئات أو آلاف الأشخاص بالقرب من بعضهم بعضا، وهو نشاط محفوف بالمخاطر في ظل تفشي جائحة كورونا.

جمع التبرعات

وقال "روب ميركوريو" وهو الشريك في ملكية شركة "تيبيتيناز" الواقعة في نيو أورلينز، إن العديد من الأماكن نظّمت حملات لجمع التبرعات على المدى القصير، لكن هذه الحالة ستبقى لفترة طويلة. وقال إن البقاء على قيد الحياة سيعتمد على الوقت الذي ستستأنف فيه الموسيقى الحية.

وكما توقع المُنتج الموسيقي "سويز بيتز" في وقت سابق من هذا العام أنه قد تفتح الأماكن "وقد لا يشعر الناس بالراحة بعد للذهاب إليها".

أما بالنسبة لـ"ستيفن سيفيرين"، المالك المشارك في "نيوموس"، وهو مكان موسيقي مُستقل في سياتل استضاف فرقاً مُتعددة مثل "ذا شاينز " "أديلي"، تمثل المنح نهاية أشهر من الضغط للحصول على المُساعدة للأندية في ولاية واشنطن وخارجها.

وبصفته مسؤول دائرة في الجمعية الفنية "نيڤا" كان ينصح الشركات مثله بالصمود خلال هذا العام لأن المساعدة كانت ستأتي في المستقبل. ولكن مع استمرار الجمود في الكونغرس، بدأ في الشك يتسرب إليه حول إمكانية الحصول على هذه المُساعدة.

ويشير "سيفيرين" قائلاً: "تُمضي تسعة أشهر بدون دخل، وستقع في كثير من الديون، لقد أصبحت الأمور غامضة وسوداوية".

وعلى الرغم من ذلك كان "سيفرين" عاطفياً عقب الأنباء عن إصدار نص القانون الذي بدى مروره عبر الكونغرس مضموناً. حيث قال: "أشعر بفرحة عارمة، يا إلهي، إن هذا ضرب من الجنون، الوصول إلى هذه النتيجة استغرق عملا بشكل يومي لمُدة أشهر ".