"سكويد غيم".. الترفيه يدعم ترويج منتجات كوريا الجنوبية

عززت الشعبية العالمية المزدهرة لإنتاج الترفيه في كوريا الجنوبية شغف المستهلكين للتعرّف على ثقافة الدولة ومأكولاتها، مما أدى إلى زيادة المبيعات حول العالم للمنتجات التي تتراوح من زلابية (ماندو) إلى أجهزة تنقية المياه التي استُخدمت الفرقة الشهيرة "بي تي إس" (BTS) في تسويقها.

اكتسبت العلامات التجارية الكورية الجنوبية، الغامضة سابقاً، جاذبية في أماكن بعيدة مثل الولايات المتحدة بفضل موسيقى البوب الكورية الجنوبية، ونجاح الأفلام مثل "باراسايت" الحائز على جائزة الأوسكار، والمسلسلات التلفزيونية مثل مسلسل سكويد غيم على "نتفلكس".

بعض المنتجات الكورية التي اكتسبت عملاء جدداً في الخارج:

1- الزلابية الكورية (ماندو) من "سي جيه تشيلجيدانغ"

قفزت مبيعات المواد الغذائية لصانع الزلابية المجمَّدة "سي جيه تشيلجيدانغ" (CJ Cheiljedang) بنسبة 19% في آسيا وأوروبا في الربع الثالث، و8% في الولايات المتحدة، بعد تنازع عضوين من فرقة البوب الشهيرة "بي تي إس" علناً على طريقة عمل الزلابية الكورية الشعبية (ماندو).

ساعد استحواذ "سي جيه" في عام 2019 على العلامة التجارية الأمريكية "شوان" (Schwan)، صانعة فطائر"سميثز بايز" (Smith’s Pies) و"تونيز بيتزا" (Tony’s Pizza)، الشركة الكورية على زيادة مبيعاتها في سوق المواد الغذائية بالولايات المتحدة من خلال الاستفادة من قنوات التوزيع والمصانع المحلية لدى "شوان".

أتى تقريباً نصف مبيعات "سي جيه" في مجال المواد الغذائية من الخارج خلال 2020، مرتفعاً بشكل حاد من 14% فقط في 2018.

ومنذ عام 2020 أدارت "شوان" المناطق المخصَّصة للأطعمة الآسيوية المجمَّدة في محال التجزئة بالولايات المتحدة، والمعروفة باسم الوجهة الآسيوية، بما في ذلك منتجات من أمثال علامتها التجارية الرئيسية "بيبيغو"(Bibigo)، للزلابية الكورية الشعبية (ماندو)، وفقاً للشركة.

على عكس الزلابية الصينية الشهيرة لدى الغربيين منذ فترة طويلة، تمتاز الزلابية الكورية (ماندو) من "بيبيغو" المبيعة في الولايات المتحدة بغلافها الرقيق مع مزيج من الدجاج والكزبرة. أقبل مستخدمو "يوتيوب" كذلك على الفيديوهات الشارحة لكيفية طهي "ماندو" بالبخار أو قليها. تحتوي "ماندو" عادة على غلاف أرقّ ومكوّنات أكثر في حشوها عن الزلابية الصينية المجاورة.

حقّقت الشركة، ومقرها سيول، 670 مليار وون (570 مليون دولار) من مبيعات "ماندو" في الخارج خلال 2020، أي ما يقرب من ضعف حجم مبيعاتها المحلية. ومنذ شهر سبتمبر ظهر إعلان للعلامة التجارية "بيبيغو" على زي فريق "لوس أنجلوس ليكرز" الذي يلعب في مدينة تضم عدداً كبيراً من السكان الكوريين الأمريكيين.

قال ميجين جو، المحلل لدى "إن إتش إنفيستمينت آند سيكيوريتيز" (NH Investment & Securities) في سيول: "الطعام هو أسهل طريقة لتجربة ثقافة البلد. يُعطي نجاح المحتوى الكوري إشارة إيجابية لصانعي الطعام الكوريين في الوقت الذي ارتفع فيه الطلب العالمي على الأطعمة في أثناء الوباء."

2- معكرونة "نودلز" الفورية من "نونغشيم"

ارتفع سهم شركة "نونغشيم" (Nongshim) لصناعة معكرونة "نودلز" الفورية بعد طهي إحدى الشخصيات النسائية في فيلم "باراسايت" اثنين من منتجاتها، "سباغيتي" و"نيوغوري" (Neoguri)، لإظهار كيف يبتكر بعض الكوريين الأثرياء طريقة مبدعة لطهي المعكرونة الفورية والرخيصة من خلال إضافة لحم البقر باهظ الثمن.

قفزت مبيعات "نونغشيم" في الخارج بنسبة 24% على أساس سنوي في 2020، لتصل إلى 990 مليون دولار بعد فوز "باراسايت" بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم في عام 2020. تعتقد الشركة أن شعبية الفيلم أسهمت في الإقبال الجنوني على المعكرونة الفروية. ولقيت المعكرونة صدى أيضاً في الداخل مع زيادة المبيعات المحلية للمنتجين الاثنين بنسبة 60% في الأيام الثلاثة التي أعقبت الفوز بجائزة الأوسكار.

تبني الشركة، ومقرها سيول، مصنعاً ثانياً في الولايات المتحدة لرفع قدرتها على بيع ما يصل إلى 850 مليون كيس من المعكرونة في أمريكا الشمالية والجنوبية.

تُعَدّ العلامة التجارية "سينرامين" (Sinramen) أكبر منتجات شركة "نونغشيم"، وهي المعكرونة الفورية الأكثر شعبية في كوريا الجنوبية. يُعتبر استهلاك الكوريين من المعكرونة للفرد الأعلى في العالم، إذ يستهلكون ​​80 عبوة سنوياً، وفقاً لجمعية المعكرونة الفورية العالمية.

كما تُعتبر "تشاباغيتي" النسخة الفورية من طبق "جاجانغميون" الكوري الشهير، المكوّن من معكرونة "نودلز" بصلصة الفاصوليا السوداء. أما معكرونة "نيوغوري" فهي تحتوي على المأكولات البحرية والتوابل. ابتكر فيلم "باراسايت" مزيجاً من النوعين باسم "تشابا-غوري"، وهو الطبق الذي أضافت إليه خادمة ربة المنزل الثرية لحوم البقر الكورية باهظة الثمن. كانت هذه الوصفة جديدة بالنسبة إلى الكوريين كذلك، وألهمت عشاق المعكرونة في البلاد لتقليدها.

3- حلوى السكّر "دالغونا"

تشبه حلوى السكّر "دالغونا" (Dalgona) قرص العسل، وتُعرف أيضاً باسم "بابوبغي" (Ppopgi). عادت الحلوى إلى الواجهة مجدّداً بعدما واجه المتنافسون في مسلسل "لعبة المحار" صعوبة في تقطيعها إلى أشكال.

يقدِّم بعض المطاعم في الولايات المتحدة حالياً الحلوى ضمن قوائم الحلويات، ويعود تاريخ نشأتها إلى الحرب الكورية عندما كان يبيعها الباعة أمام بوابات المدرسة ليأكلها الأطفال بعد الفصل. ارتفعت مبيعات الوجبات الخفيفة الكلاسيكية بنسبة 343% على موقع التسوّق الإلكتروني الكوري الشهير "Gmarket.co.kr"، بعد إصدار المسلسل في 17 سبتمبر حتى 11 أكتوبر، مقارنة بالشهر السابق. كما ارتفعت بنسبة 351% على الموقع الإلكتروني للتجزئة "Auction.co.kr".

انتشرت الحلوى كذلك على وسائل التواصل الاجتماعي بعدما حاول الأشخاص على "تيك توك" و"يوتيوب" تقطيع الحلوى الصلبة إلى أشكال شملت النجوم والدوائر، تماماً مثلما حاول المشاركون في "لعبة المحار" القاتلة.

يعود جزء من جاذبية صنع الحلوى في أثناء الإغلاق الناتج عن الوباء إلى بساطة مكوّناتها، نظراً إلى أن صانعيها المحتملين يحتاجون فقط إلى ما يزيد قليلاً على السكّر والصودا.

4- "ساميانغ رامين"

تعرّف عشرات الملايين من المشاهدين في العالم على "ساميانغ رامين" (Samyang Ramen)، أقدم علامة تجارية للمعكرونة على طريقة "رامين" الكورية في البلاد، والمملوكة لشركة "ساميانغ بودز" (Samyang Foods). تحقّق هذا بفضل اقتراح مضيف الحماقات القاتلة في "لعبة المحار" تذوّق الشخصية الرئيسية في المسلسل للمعكرونة بمحل بقالة.

وحتى قبل ظهور المعكرونة المفاجئ في أحد أكثر برامج البث شهرة على الإطلاق، كانت الشركة تصدر فعلياً إلى 80 دولة في الخارج.

يأتي نحو نصف مبيعات الشركة من الخارج، وعاد نحو 80% من تلك المبيعات إلى معكرونة "رامين" بنكهة الدجاج الحار. وتحظى النكهة الحارة للغاية بشعبية خاصة في الصين. أجرى بعض المستهلكين الأجانب أيضاً مسابقات خاصة لتناول المعكرونة الحارة في أسرع وقت ممكن. هذه الوجبة حارة للغاية إلى الدرجة التي يعاني منها الكوريون كذلك.

5- أجهزة تنقية الهواء والماء من "كوواي"

لم تجذب شركات المواد الغذائية فقط عملاء جدداً في الخارج، فلقد استخدمت شركة "كوواي" (Coway) الكورية لتصنيع أجهزة تنقية الهواء والماء فرقة "بي تي إس" الشهيرة للإعلان عن منتجاتها، التي شملت المراتب، منذ شهر مارس.

وحقّقت هذه الخطوة نجاحاً بفضل ارتفاع شعبية المطربين الكوريين في الأسواق، بما في ذلك الولايات المتحدة، إذ سجّلت شركة "كوواي" مبيعات قياسية للربع الثالث مدفوعة بنمو نسبته 43% في ماليزيا و12% في الولايات المتحدة.

في أحد الإعلانات التجارية، يجلس الأعضاء السبعة من الفرقة حول اثنين من أجهزة تنقية المياه التي أصدرتها "كوواي" حديثاً، ويتناقشون حول الجهاز الذي سيختارونه، سواء ذلك صانع الثلج أو المياه الفوّارة فوراً. ويختم أحد المغنين الإعلان بجملة: "لماذا هذه الجدية؟ أياً كان ما ستختاره، إنه (كوواي)".

وفي إعلان آخر، يرقص ويدور كل فنان على إيقاع موسيقى الهيب هوب حول نموذج تنقية ممتاز، فيما تُظهِر إعلانات مراتب "كوواي" أحاسيس فريق البوب "بي تي إس" وهم نائمون بسلام على ظهورهم.