إيلون ماسك وجيف بيزوس وبيل غيتس وعودة "البيتلز"

time reading iconدقائق القراءة - 12
بول مكارتني أحد مؤسسي \"البيتلز\" - المصدر: بلومبرغ
بول مكارتني أحد مؤسسي "البيتلز" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

يعرض الفيلم الوثائقي "عودة البيتلز" (The Beatles: Get Back) -الذي اخترته ليكون أفضل فيلم لهذا العام- جانباً لم يحظَ بالتقدير الكافي لبول مكارتني، إنه أكثر من مجرد فنان عبقري، إذ إنه من أعظم المواهب الإدارية في القرن الماضي.

في مقابلة أجريت مؤخراً، قال رينغو ستار: "لو لم يكن بول في الفرقة لكُنا على الأرجح قد أصدرنا ألبومين، لأننا كُنّا كسالى. لكن بول مدمن للعمل. كنا نجلس أنا وجون في الحديقة نسترخي تحت الشجر، ويرن الهاتف، ونسمع: (مرحبا يا رفاق، هل تريدون القدوم؟ دعونا ندخل الاستوديو)".

يقدم برنامج "العودة" نسخة برنامج تليفزيون الواقع من هذه العملية، جرى تسجليها في أثناء حصولها آنذاك.

تقريباً كل ما يجري إنجازه يمر عبر بول. إنه يختبر بنشاط ويحاول تحسين الأفكار الموسيقية، سواء كانت أفكاره الخاصة أو أفكار بقية أعضاء الفرقة. ويبدو عليه التركيز دائماً، فمثلاً في أحد المشاهد، في أثناء تجريبه غيتار "الباس" لبضع دقائق، يبدو وكأنه استحضر أغنية "Get Back" من لا شيء تقريباً.

لدى بول ما يسميه أصحاب رؤوس الأموال في وادي السيليكون "طاقة المؤسّس". غرّد كريس ديكسون، الشريك في شركة رأس المال المخاطر "أندريسن هورويتز" (Andreessen Horowitz)، والحكم المحترف المتخصص بالمواهب (غير الموسيقية)، عن مدى الاحترام الذي اكتسبه تجاه مكارتني من خلال مشاهدة الفيلم الوثائقي. كانت فرقة "البيتلز" واحدة من أعظم الشركات الناشئة في جيلهم، فبالإضافة إلى إنتاج الموسيقى، أحدثوا ثورة في الأعراف الاجتماعية في مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الجنس والمخدرات والأزياء والسياسة.

إنجازات مذهلة

في ما يتعلق بأخلاقيات العمل، كان بول يكتب ويؤدي الأغاني منذ عام 1956 دون فترات راحة حقيقية. فحسب ما صوره الفيلم الوثائقي، بدأت جلسات التسجيل والاستعداد للعروض الموسيقية لألبوم "Let It Be" بعد أسابيع قليلة فقط من انتهاء العمل على ألبوم "White Album"، وبعد ألبوم "Let It Be" صدر ألبوم "Abbey Road"، وهو ألبوم فرقة "البيتلز" الذي تولى فيه بول دفة القيادة بشكل واضح.

بعد تفكك "البيتلز"، واصل مكارتني عمله. يفضل عديد من المعجبين والنقاد عمله مع فرقة "البيتلز"، لكن مجمل إنجازاته مذهل، فلديه ثلاثة ألبومات فردية يعزف فيها على كل آلة موسيقية جرى تسجيلها في هذه الألبومات، وقد ألَّف موسيقى من كل نوع موسيقيّ تقريباً، بما في ذلك الهيفي ميتال، والبلوز، وقاعة الموسيقى، والكانتري، والويسترن، والغوسبل، واللاتينية، ونمط المعارضة الموسيقية، والسايكاداليا، والإلكترونيكا، والنيو ويف، والدرون، واللاونج، وموسيقى الريغي، بالإضافة إلى أنماط أخرى. ومن خلال عمله مع المنتج جورج مارتن، كان من أوائل الموسيقيين المشهورين الذين أتقنوا استخدام ستوديو التسجيل، على الرغم من عدم وجود خلفية تقنية لديه. كما تعلَّم كيفية التأليف للأوركسترا الكلاسيكية، وكتب عديداً من الأعمال السيمفونية الكورالية المهمة، بما في ذلك ألبوم "Ecce Cor Meum" الذي لقي استحساناً كبيراً.

قائمة طويلة

ذات مرة، امتد مدى صوته إلى أربعة أوكتافات، وهو يُعتبر أحد أعظم عازفي غيتار الباس في التاريخ. لا تشمل قائمة الأشخاص الذين تعاون معهم جون لينون وجورج هاريسون فحسب، بل تشمل أيضاً رافي شانكار، ومايكل جاكسون، وستيفي وندر، وإلفيس كوستيلو، وكارل بيركنز، وإيفرلي براذرز، وكيري تي كاناوا، وديفيد غيلمور، وكانييه ويست، وريهانا. درس بول الطليعة (الأعمال التجريبية) وساعد في إدماج أفكار جون كيج وكارلهاينز شتوكهاوزن في الموسيقى الشعبية.

نشأ مكارتني في منطقة فقيرة جداً في ليفربول (لا يزال بإمكانك زيارة المنزل)، وأصبح أول ملياردير في مجال الموسيقى، من خلال حقوق الملكية الفكرية لتأليف الأغاني والإيرادات من الحفلات الموسيقية، والاستثمارات الذكية في حقوق الملكية لأغاني الآخرين (كما ورث المال من زوجته المتوفاة). ورغم كونه في السبعينيات من عمره، فلا يزال يقدم عروضاً حية لمدة ساعتين ونصف الساعة، وهو نشاط وقفه فقط بسبب الوباء.

لقد كان مكارتني رساماً نشطاً، ونشر كتابين للأطفال، وأشرف هذا العام على إنتاج المجموعة الرائعة المكونة من مجلدين "ذا ليركس" (The Lyrics)، وهي مذكرات تروي حياته بواسطة تعليقاته على كلمات الأغاني التي كتبها. كان أيضاً أباً نشطاً للغاية بكل المقاييس، إذ إنه ساعد في تربية خمسة أطفال.

لم يكن مكارتني مديراً مثالياً. في بعض الأحيان كان صدامياً مع هاريسون، وهذا أدى إلى تهديد هاريسون بمغادرة "البيتلز"، كما يظهر في الوثائقي، ما أدى إلى تولد استياء عام وجماعي في الفرقة. في حياته المهنية الفردية، أصدر أحياناً مواد دون المستوى، وكان متسامحاً جداً مع المرؤوسين الأقل موهبة.

ومع ذلك، تظل المسألة قائمة، إذ تضم درجات المؤسسين والمديرين العظماء، بحق، أشخاصاً مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس وبيل غيتس، لكن هذه القائمة أطول وأكثر تنوعاً مما يُعتقد عموماً، ويحتل بول مكارتني مركزاً قريباً جداً من قمة هذه القائمة.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

California City

5 دقائق

6°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى /
0 كم/س
22%
الآراء الأكثر قراءة