الأثرياء الجدد يتفوقون على المليارديرات المخضرمين في كوريا الجنوبية

time reading iconدقائق القراءة - 5
بريان كيم ، مؤسس شركة \" كاكاو\"  - المصدر: بلومبرغ
بريان كيم ، مؤسس شركة " كاكاو" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

برزت نخبة جديدة من رجال الأعمال الذين اغتتنوا عبر نشاطات سرّعت من ارتقائهم سلّم الأثرياء في كوريا الجنوبية، متجاوزة العائلات التي تتحكم بالشركات العريقة الضخمة وتُعرف باسم "تشيبول".

برايان كيم، مؤسس شركة "كاكاو" (Kakao) للتراسل الإالكتروني، هو النموذج الأبرز لهذه النخبة، وتبلغ ثروته 13.2 مليار دولار، حل أخيراً مكان وريث مجموعة "سامسونغ" جاي لي ضمن أغنى الناس في البلاد. كما هنالك كثير آخرون من المليارديرات العصاميين.

هنالك تشانج بيونغ-يو، الذي استكمل إدراج شركة "كرافتون" (Krafton) لتطوير الألعاب هذا الأسبوع، وبوم كيم، وهو أمريكي مولود في كوريا الجنوبية، طرح شركة "كوبانغ" (Coupang)، عملاق التجارة الإلكترونية، للاكتتاب العام في الولايات المتحدة أوائل العام الحالي. أما سيو جانغ-جين، مؤسس شركة "سيلتريون" (Celltrion) المتخصصة في مجال التكنولوجيا الحيوية، فتبلغ ثروته نحو 10 مليارات دولار.

أغنى رجل في العالم يبحث عن طريقة لإنفاق ثروته

يشير تغيير الحرس القديم إلى أن اقتصاد كوريا الجنوبية الذي يبلغ حجمه 1.6 تريليون دولار أمريكي يدخل عصراً جديداً من النمو، ويصبح أقل اعتماداً على الشركات الكبيرة التي تسيطر عليها عائلات والتي تمتلك نفوذاً هائلاً في كل نواحي الحياة. يقول بعض الخبراء إن وعي الأثرياء الجدد أعلى منه لدى القدامى حول مخاطر زيادة عدم المساواة، وإنهم أكثر استعداداً لمساعدة المجتمع. يشكك آخرون بأن هؤلاء سيختلفون عن الذين بنوا إمبراطورياتهم مستفيدين من علاقاتهم بالسياسيين والبيروقراطية.

صنع الثروات لا وراثتها

كيم كيونغوان، عميد مدرسة إدارة الأعمال في جامعة سونغكيونكوان بمدينة سوون القريبة من سيول، قال: "هذا التحول إيجابي بالنسبة إلى كوريا الجنوبية... إن الأثرياء الجدد يعطون أملاً مشجعاً للشباب، إذ أظهروا إمكانية جمع ثروة بشكل مستقل، بدلاً من وراثتها".

لعبت الشركات المسماة "تشيبول" على مدى عدة عقود دور الأعمدة التي يقوم عليها الاقتصاد "الآسيوي المعجزة" الذي نهض من رماد الحرب الكورية. اعتمد القادة السياسيون على هذه الشركات، ومن بينها "هيونداي" و"سامسونغ" و"إل جي" و"هانجين"، في إعادة بناء الأمة، وأعطوها نفوذاً فائضاً.

جذب بعض هذه الشركات الأضواء على مر السنين بسبب فضائح وقضايا فساد احتلت عناوين الصحف العالمية، لتطلق بذلك سخط الرأي العام. تعهد الرئيس مون جاي-إن بإصلاح ممارسات هذه الشركات لأعمالها، وأطلقت حكومته حزمة إصلاحات العام الماضي بهدف تحسين قواعد حوكمة الشركات والشفافية.

نائب رئيس "سامسونغ" يحصل على عفو من عقوبة السجن بتهمة الرشوة

تنحسر هذه الصورة عن كوريا الجنوبية ببطء، مفسحة المجال لصورة أخرى عن شركات ناشئة تزدهر. تزايد الطلب بسبب الجائحة في قطاعات مثل التجارة الإلكترونية والترفيه والتكنولوجيا الحيوية، غذى نشاطاً استثمارياً يحرك مليارات الدولارات في جمع الأموال، والطروح الأولية وعمليات الاستحواذ. بلغت استثمارات رأس المال المخاطر في البلاد 3.07 تريليون وون (2.7 مليار دولار) خلال النصف الأول من هذا العام، وهي الأعلى تاريخياً لمثل هذه المدة، وفقاً لبيانات حكومية.

تبرع بالثروة

يشارك بعض الأغنياء الجدد في الأعمال الخيرية. وتعهد برايان كيم صاحب شركة "كاكاو"، وكيم بونغ-جين، مؤسس شركة "ووا" لتوصيل الطعام، بوهب ثرواتهما الشخصية. كان هذا على النقيض من العائلات التي تتحكم بشركات تشيبول، الذين لم يُعرف عنهم عادة تقديم تبرعات شخصية كبيرة، ويميلون إلى التبرع للأعمال الخيرية عبر الشركات التي يسيطرون عليها.

"سامسونغ" تزيد ثروة أغنى نساء كوريا الجنوبية لتتجاوز 7 مليارات دولار

يقول ليم جانغووك، الشريك والمدير لدى شركة رأس المال المخاطر "تي بي تي" في سيول: "يحدث تحول جيليّ كبير وسط أغنياء كوريا."

تعرض كثير من شركات تشيبول للانتقاد بسبب استخدام وسائل ملتوية في نقل الثروات إلى الأبناء والاحتفاظ بالسيطرة على الشركة ومعاملة حاملي أسهم الأقلية بفظاظة أحياناً. يقول بارك جو-غون، رئيس شركة "ليدرز إندكس" لبحوث الشركات في سيول، إن شركات الاقتصاد الجديد التي تستخدم هذه الممارسات يجب التدقيق فيها.

تدعم وفرة رأس المال وتطبيق أدوات التكنولوجيا الرقمية، التي شجع عليها انتشار الجائحة، نمو الشركات الناشئة الجديدة.

قال كيم، الأستاذ في جامعة سونغكيونكوان: "لم نشهد وقتاً أفضل من الوقت الحالي لتحقيق النمو وجمع التمويل، وسوف نرى مزيداً من المليارديرات الجدد يتخطون الأثرياء التقليديين".

تصنيفات