بلومبرغ
تتلقى العملات المشفرة استقبالاً فاتراً في قطاع صناديق معاشات التقاعد في أستراليا الذي تبلغ أصوله 3.3 تريليون دولار أسترالي (2.4 تريليون دولار أمريكي)، بما يسلّط الضوء على التحدي الذي تواجهه الأصول الرقمية حتى تفوز باستثمارات كبيرة من مدخرات التقاعد.
يجب على الصناديق طويلة الأجل أن تراقب كيفية تطور قطاع الأصول المشفرة، ورغم ذلك، قال روس باري في مقابلة، وهو الذي يشرف على إدارة 27 مليار دولار أسترالي باعتباره رئيس شؤون الاستثمار لصندوق التقاعد "سبيريت سوبر" (Spirit Super)، إن تقلب الأسعار بهذا الشكل الحاد يجعل العملات الافتراضية "بالغة الخطورة، حتى إن محافظ مؤسسات الاستثمار لا تفكّر فيها".
اقرأ أيضاً: أفضل وأسوأ أنظمة التقاعد العالمية في 2021
أضاف باري: "مازالت متقلبة، وتنطوي على مخاطر كبيرة تتعلق بالحوكمة حول أمور تصل إلى حد كيفية ممارسة الإدارة. ولا أعتقد بأنها ملائمة لأغراض صناديق التقاعد".
خصّص عدد من صناديق المعاشات في العالم كمية صغيرة نسبياً من الموارد لاستثمارها في هذه المجموعة من الأصول الناشئة، كما في الولايات المتحدة مثلاً، غير أن هذه التصريحات العلنية قليلة نسبياً ومتباعدة زمنياً.
اهتمام بالعملات المشفرة
يرى مؤيدو الأصول المشفّرة أن القضية هي مسألة وقت، مشيرين إلى مزايا تنويع المحفظة، وإلى دراسات مسحية، مثل تلك التي أجرتها شركة "فيديليتي للاستثمارات" (Fidelity Investments)، التي تشير إلى أن معظم المؤسسات لديها اهتمام بالعملات المشفرة، وخطط للاستثمار فيها بحلول 2026.
اقرأ المزيد: صندوق تقاعد هيوستن يشتري عملات مشفرة ويقول إنها أصول "لا يمكن تجاهلها"
كان لافتاً خلال الشهر الحالي، التقلّب الحاد لأسعار العملات المشفرة، حيث ارتفعت عملة بتكوين إلى 69 ألف دولار تقريباً في 10 نوفمبر، مدفوعة بموجة التفاؤل لدى إطلاق أول صندوق مؤشرات متداول يرتبط بها في الولايات المتحدة، ثم انخفضت قيمتها بعد ذلك إلى 58 ألف دولار.
تم طرح صناديق المؤشرات المتداولة المرتبطة بأسهم العملات المشفرة في أستراليا خلال الأسابيع الأخيرة. وتتطلع شركات إدارة الصناديق التي تطرحها، ومنها شركة "فان-إك أسوشيتس" (VanEck Associates) و"بيتاشيرز هولدينغز" (BetaShares Holdings)، إلى إطلاق صناديق مؤشرات متداولة تستثمر في الأسعار الفورية لعملتي بتكوين وإيثر مع تطور اللوائح التنظيمية محلياً.
اقرأ أيضاً: "الاحتياطي الأسترالي": التغيرات التنظيمية قد تمحو مكاسب العملات المشفرة
قال ألستير ميلز، مدير الأنشطة المؤسسية وأسواق رأس المال لدى شركة "بيتاشيرز" في مقابلة، إن الاستثمار في العملات المشفرة عبر صناديق المؤشرات المتداولة بالنسبة إلى صناديق المعاشات والصناديق الأخرى، يمكن أن يصنَّف تحت "محفظة الاستثمار متعددة الأصول بكثير من الشفافية".
بانتظار البنوك المركزية
يبقى أن نرى ما يمكن أن تحدثه هذه المنتجات من تغيير. فصناديق معاشات التقاعد المدارة ذاتياً -حيث يرجّح أن يرتفع احتمال الاستثمار في العملات المشفرة– لا تستثمر إلا 212 مليون دولار فقط في الأصول الرقمية من إجمالي أموال يبلغ 822 مليار دولار، وفقاً لأرقام مكتب الضرائب الأسترالي.
يواصل باري في صندوق "سبيريت سوبر" دراسة العملات الافتراضية، وخصوصاً العملات الرقمية التي تصدرها بنوك مركزية، والتي قد تؤدي إلى هزة وسط الأصول المشفرة، وتضفي المشروعية على العملات المشفرة الخاصة التي تستطيع البقاء.
قال باري: "سوف يكون إهمالاً منا إن لم نراقب عن كثب فرص أن تصبح العملة المشفرة مكوّناً أكثر أهمية في نظام العملة الدولي. نحن فقط نرى أنها لم تُختبر بما يكفي حتى الآن".