الهجوم على قطاع تكنولوجيا التعليم الصيني يضرب كبار المستثمرين في مقتل

time reading iconدقائق القراءة - 14
التعليم عبر الإنترنت - المصدر: بلومبرغ
التعليم عبر الإنترنت - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

انقلب وضع المستثمرين العالميين رأساً على عقب بداية من صندوق "تايغر غلوبال مانجمنت" إلى شركة "تيماسيك هولدينغز" (Temasek Holdings) بعد أن فرضت الصين أكثر القيود قسوة حتى الآن على قطاع التعليم الخاص والتعليم عبر الإنترنت الذي تبلغ قيمته 100 مليار دولار.

أمرت الصين، يوم السبت، الشركات التي تقدم دروساً في المناهج الدراسية بالتحول إلى مؤسسة غير ربحية، مما قد يؤدي إلى القضاء على جزء كبير من المليارات التي كانت تراهن عليها صناديق الملكية الخاصة ورأس المال الاستثماري في قطاع كان متوهجاً في السابق.

طروحات حبيسة

بالتالي، فقدت تلك المنصات قدرتها على الطرح العام بالبورصة - مما حرم مؤيديها من عمليات التخارج التي يحتاجون إليها لتحويل استثماراتهم الى أرباح. كما تم حظر رأس المال الأجنبي في الاستثمار بالقطاع، مع تداعيات غير مؤكدة على شركات كبيرة استثمرت في العديد من كبار اللاعبين بالقطاع، مثل "تيماسيك" في سنغافورة و"جي أي سي بي تي إي"، بالإضافة إلى شركة "واربورغ بينكوس" (Warburg Pincus) وصندوق "رؤية" ( Vision Fund) المملوك لـ"سوفت بنك". وقالت السلطة الإدارية الأقوى في البلاد إنه على من انتهك هذه القاعدة أن يتخذ خطوات لتصحيح الوضع، دون الخوض في التفاصيل.

نشرت بكين يوم السبت مجموعة كبيرة من اللوائح التي تهدد بقلب القطاع رأساً على عقب. وتأتي تلك الحملة على مستوى البلاد كرد فعل عنيف أعمق ضد القطاع، حيث تعذب الدروس الخصوصية المفرطة الشباب وتثقل كاهل الآباء برسوم باهظة. فبعد أن كان يُنظر إليه سابقاً على أنه طريقة مؤكدة للأطفال الطامحين (والآباء) للمضي قدماً، بات يُنظر إليه الآن على أنه عائق أمام إحدى أولويات الرئيس الصيني شي جين بينغ وهو تعزيز تراجع معدل المواليد.

يتعرض المستثمرون للخطر، خاصة في ظل اضطرارهم إلى تخفيض محفظتهم بشكل كبير أو ما هو أسوأ من ذلك، حيث يتعرضون للسحق جراء تراجع قيمة الأسهم بشدة.

هبطت أسعار أسهم بعض من أكبر الأسماء في القطاع يوم الجمعة بعد الإعلان عن تفاصيل عن الحملة الوشيكة، بما في ذلك "نيو أورينتال إديوكيشن آند تكنولوجي غروب" وشركة "تال إديوكيشن غروب" وشركة "غاوتو تيكاديو" وشركة "كوليرن تكنولوجي هولدينغ".

رفض ممثلو شركات "واربورغ بينكوس" و"جي أي سي" و"تيماسيك" التعليق. كما قال ممثلو شركة "سيكويا كابيتال تشاينا" إنهم لا يستطيعون التعليق على الفور. ولم تستجب شركتا "دي أس تي" (DST) و"تايغر" لطلبات التعليق عبر البريد الإلكتروني.

تقييمات في مهب الريح

يعد الأمر انتكاسة قوية على صعيد الثروة بالنسبة لقطاع اعتاد تسجيل أسرع معدلات النمو في البلاد. كان من المتوقع أن يحقق قطاع التعليم عبر الإنترنت إيرادات بقيمة 491 مليار يوان (76 مليار دولار) بحلول عام 2024. وجعلت تلك التوقعات من سوق الأسهم معشوق شركات "تي أيه إل" و"غاوتو"، وأعدت جيلاً من الشركات الناشئة العملاقة مثل شركة "يوانفوداو" و"زوييبانغ".

ويأتي الهجوم التنظيمي الحالي امتداداً لحملة أوسع بدأت أواخر عام 2020 ضد الثقل المتزايد لشركات الإنترنت الصينية بداية من شركة "ديدي غلوبال" إلى "علي بابا غروب"، وقد تكبد المستثمرون الذين يراهنون على أسماء تكنولوجية بقطاعات أخرى بخلاف تكنولوجيا التعليم خسائر بمئات المليارات من الدولارات منذ بداية هذا العام، بسبب سلسلة من الإجراءات الصارمة التنظيمية التي توسعت من نطاق التكنولوجيا المالية لتشمل خدمة استدعاء السيارات للركوب وشراء البقالة وتوصيل الطعام.

تكمن رغبة بكين في تأكيد سيطرتها على الاقتصاد وأحد أهم مواردها في صميم تلك الإجراءات. تخضع الشركات التي تعمل كمنصات على الإنترنت للتدقيق بشكل متزايد بسبب كميات البيانات التي تجمعها، مما أثار قلق الحكومة بشأن قضايا الخصوصية والأمن.

قد تكون الخسائر المحتملة في مجال التعليم وحده عنيفة.

تعد شركات "علي بابا" و"تينسينت هولدينغز" و"بايتدانس" من بين المستثمرين الذين دخلوا مجال التعليم. حيث جذبت منصات التعليم عبر الإنترنت رؤوس أموال بحوالي 103 مليارات يوان في عام 2020 وحده، وفقاً لشركة "أي ريسيرش". وشكلت أكبر خمس شركات 80% من التمويل الذي تم جمعه.

تعد شركة "يوانفوداو" واحدة من أكبر الشركات الناشئة المدعومة من القطاع الخاص، وتقدر قيمتها بنحو 17 مليار دولار وفقاً لشركة "أي ريسيرش". فيما بلغت قيمة الشركة المنافسة "زوييبانغ" حوالي 3 مليارات دولار في عام 2018. وتم تقييم "هوواوي سيوي" بحوالي 1.5مليار دولار هذا العام، وفقاً لتقرير إعلامي محلي. وقد جمعت الشركات الثلاث مجتمعة 7 مليارات دولار من المستثمرين، وفقاً لموقع " كرونشباس"( Crunchbase).

أضرت حملة القمع من قبل الجهات التنظيمية بخطط الاكتتاب العام للعديد من الشركات الناشئة الطموحة، مما أدى إلى خفض تقييمات تلك التي تقدمت بطلبات للإدراج في سوق المال. تراجعت أسهم شركة "تشانغمين إديوكيشن" (Zhangmen Education) بنسبة 46% في نيويورك منذ إدراجها.

من غير الواضح في النهاية كيف ستنتهي الحملة الحكومية، حيث يعتقد الكثيرون أن بكين لن تسعى إلى القضاء على قطاع لا يزال يلعب دوراً أساسياً في إعداد قوتها العاملة في المستقبل. في الوقت الحالي، قد يختار العديد من المستثمرين اتخاذ جانب الحذر.

قال كيري جوه، كبير مسؤولي الاستثمار في مكتب "كيمت كابيتال بارتنرز" (Kamet Capital Partners) متعدد العائلات، إنه خفض حصصه الاستثمارية في شركات تكنولوجيا التعليم في الأشهر الأخيرة "لأن القاعدة تقول بع ثم أطرح الأسئلة لاحقاً عندما يتعلق الأمر بالصين".

وأضاف: "لكننا نبحث عن فرص لإعادة بناء المراكز".

تصنيفات

قصص قد تهمك