بلومبرغ
وافقت شركة "ليفت" (Lyft) على بيع قسم القيادة الذاتية التابع لها إلى شركة تابعة لشركة "تويوتا موتورز"، لتنضمَّ إلى شركة "أوبر" في التراجع عن أبحاث المركبات ذاتية القيادة المكلفة، التي كان يُعتقد في السابق أنَّها على وشك إحداث ثورة في صناعة سيارات الأجرة.
وقالت الشركة، يوم أمس الإثنين، إنَّ الصفقة تبلغ قيمتها 550 مليون دولار، وستسمح لشركة "ليفت" بتحقيق أرباح معدلة في الربع الثالث من هذا العام.
خفض النفقات
وفي السابق، كانت "ليفت" تستهدف الربحية بحلول نهاية العام. وتقدِّر الشركة أن بيع هذا القسم سيوفِّر عليها 100 مليون دولار من نفقات التشغيل سنوياً.
وارتفعت أسهم "ليفت" حوالي 2% في التداولات الممتدة بعد أن أغلقت عند 63.06 دولار في نيويورك يوم الإثنين، وقفز السهم 28% هذا العام.
وقال جون زيمر، الشريك المؤسس ورئيس شركة "ليفت" في بيان مُعد للإعلان عن الصفقة التي من المتوقَّع إنجازها في الربع الثالث: "بافتراض إغلاق الصفقة في غضون الإطار الزمني المتوقَّع، واستمرار التعافي من كوفيد، فإنَّنا على ثقة من أنَّه يمكننا تحقيق الربحية المعدلة قبل الفوائد، والضرائب، والإهلاك، والاستهلاك في الربع الثالث من هذا العام".
وستبيع "ليفت" الوحدة، المسماة "ليفل 5" (Level 5)، لشركة "ووفن بلانت هولدينغز" (Woven Planet Holdings)، وهي امتداد لقسم الأبحاث في "تويوتا" مع تفويض لتطوير تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة.
وتمَّ تصميم الصفقة لتبدأ بدفعة 200 مليون دولار، تليها 350 مليون دولار، في مدفوعات إضافية على مدى خمس سنوات.
وقال زيمر للمحللين خلال مكالمة هاتفية، إنَّ "ليفت" درست اهتمام "عدد" من شركات السيارات المستقلة قبل اختيار شركة "ووفن بلانت" من "تويوتا".
وقال زيمر، إنَّ أحد العناصر الأساسية في قرار بيع الوحدة هو الاعتراف بأنَّ "ليفت" لم تعد بحاجة إلى وحدة تطوير تكنولوجيا المركبات المستقلة الخاصة بها.
بدلاً من ذلك، ذكر أنَّ الشراكات المتعددة مع الشركات الأخرى التي تعمل على التكنولوجيا ستوفِّر أعلى قيمة لـِ "ليفت".
وقال زيمر: "من المهم، في هذه المرحلة، عدم الدخول في علاقة حصرية".
التخلي عن القيادة الذاتية
وقال زيمر في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، إنَّ الصفقة تمثِّل تخلي "ليفت" عن جزء القيادة الذاتية من استراتيجيتها.
وقال: "يتيح لنا ذلك العمل مع شركاء متعددين، لتقديم أفضل التقنيات، وأكثرها أماناً عبر المنصة لعملائنا، والتركيز على تجربة العملاء وتكنولوجيا السوق".
وتأتي عملية البيع في الوقت الذي يتعافى فيه الطلب على خدمات سيارات الأجرة من "ليفت" بعد أن أدى الوباء إلى تراجع الإيرادات من خلال إبقاء الركاب المحتملين في منازلهم.
وكانت عمليات الإغلاق قاسية بشكل خاص على شركة "ليفت"، التي تعمل فقط في أمريكا الشمالية، التي على عكس منافستها الأكبر "أوبر"، لاتملك أعمالاً مثل توصيل الطعام.
ولكن حتى في الوقت الذي تُظهر فيه صناعة سيارات الأجرة علامات الانتعاش، فإنَّ التوقُّعات الخاصة بتطوير السيارات ذاتية القيادة كانت متواضعة.
وقد تمَّ الترحيب بها منذ فترة طويلة باعتبارها تقنية ستكون جاهزة قريباً للتسويق على نطاق واسع، وبتكلفة منخفضة، لكنَّ تطويرها مكلف، ويستغرق وقتاً أطول لنشره بأمان أكثر مما كان متوقَّعاً في البداية.
من خلال بيع وحدة القيادة المستقلة الخاصة بها، تسير "ليفت" على خطى شركة "أوبر"، التي باعت مجموعتها للقيادة الذاتية لشركة "أورورا إنوفيشن" في أواخر العام الماضي.
وتقوم "أوبر"بالتخلُّص من مجموعة متنوعة من المشاريع الجانبية باهظة الثمن، لأنَّها تركِّز على جني الأرباح بحلول نهاية عام 2021.
وسيستمر قسم القيادة الذاتية في"ليفت" في العمل من "بالو ألتو" مع انضمام جميع الموظفين، البالغ عددهم 300 موظف الآن إلى "ووفنبلانت".
دمج تقنيات القيادة الذاتية
وستبقى جودي كيلمان، مديرة إدارة المنتجات والبرامج لمنصة القيادة الذاتية، في "ليفت" لتنضمَّ إلى أكثر من عشرين مدير منتج، ومهندس في سان فرانسيسكو، الذين يركِّزون على جعل منصة الشركة سهلة الوصول، وجاهزة للعمل مع جميع السيارات ذاتية القيادة.
بعد إضافة موظفي "ليفت"، ستضمُّ مجموعة "ووفن بلانت" في "تويوتا" حوالي 1200 موظف.
وقال جورج كيليرمان، رئيس الاستثمارات والاستحواذ في "ووفن بلانت" في بيان له: "يمثِّل هذا الاستحواذ الأول في استراتيجية منسقة لدمج التقنيات الرائدة، والمواهب للمساعدة في تحقيق هذه الرؤية".
وقالت "ليفت" أيضاً، يوم الإثنين، إنَّها توصَّلت إلى اتفاقيات مع "ووفن بلانت" لمشاركة البيانات التي يمكن أن تساعد في تعزيز المركبات المؤتمتة التي تهدف الوحدة إلى تطويرها.
وإلى جانب مهندسي "ليفت" وعلماء البيانات، ستحصل "ووفن بلانت" على إمكانية الوصول إلى الخرائط، والمسارات، والبيانات الأخرى من "ليفت"، بالإضافة إلى المعلومات من أجهزة الاستشعار عالية الطاقة الموجودة في أسطول "ليفت" الذي يضمُّ أكثر من 10 آلاف سيارة تؤجرها للسائقين.
ووصف لوغان غرين، كبير المديرين التنفيذيين لشركة "ليفت"في بيان يوم الإثنين، الصفقة بأنَّها "خطوة كبيرة إلى الأمام لتكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة".
وسجَّلت "ليفت" أكثر من 100 ألف رحلة مدفوعة الأجر على السيارات ذاتية القيادة على منصتها، معظمها في لاس فيغاس من خلال شراكتها مع "موشنال" (Motional)، وهو مشروع تدعمه "هيونداي موتورز غروب".
وقالت الشركة، إنَّ الصفقة مع "ووفن" غير حصرية، وإنَّها لا تزال ملتزمة بالشركاء الحاليين، ومن بينهم "وايمو" (Waymo) من "غوغل"، وهي في طريقها لتحقيق هدف 2023 المتمثِّل في السماح للعملاء باستخدام تطبيقها لطلب سيارات بدون سائق.