كشفت شركة "إنفيديا كورب" عن أوَّل معالجات تشغيل دقيقة للخوادم لديها، لتوسيع انتشارها في السوق الأكثر ربحاً بالنسبة لشركة "إنتل كورب" من خلال رقائق إلكترونية تهدف إلى التعامل مع أعمال الحوسبة الأكثر تعقيداً. وانخفضت أسهم شركة "إنتل" بنحو 4%، وقفزت أسهم شركة "إنفيديا" إثر هذه الأخبار.
وارتفع سهم شركة "إنفيديا"، محققةً مكاسب بنحو 6%، بعد أن قالت الشركة، إنَّ إيرادات الربع الأول تتحرَّك في مسارٍ أعلى من توقُّعاتها السابقة.
وصمم صانع رقائق الرسومات وحدة معالج تشغيل مركزية (CPU)، بالاعتماد على التكنولوجيا المقدَّمة من شركة "أرم لميتد"، وهي الشركة التي تسعى مجموعة "سوفت بنك" اليابانية للاستحواذ عليها.
وسيكون المركز الوطني السويسري للحوسبة الفائقة ومختبر "لوس ألاموس" الوطني التابع لوزارة الطاقة الأمريكية أوَّل المستخدمين للرقائق الإلكترونية في الحواسب الخاصة بهم، بحسب ما كشفته شركة "إنفيديا"، يوم الإثنين، في فاعلية عبر الإنترنت.
البحث عن إيرادات أعلى
وركَّزت شركة "إنفيديا" بطريقة أساسية على وحدات معالجة الرسومات (CPUs)، التي يجري استخدامها في تشغيل ألعاب الفيديو ومهام الحوسبة المكثَّفة في مراكز البيانات. على النقيض من ذلك، تعدُّ وحدات معالجة التشغيل المركزية نوعاً من الرقائق التي تعتبر أكثر تخصصاً، ويمكنها القيام بالمهام الأساسية مثل تشغيل أنظمة التشغيل. ويزيد التوسُّع في هذه الفئة من المنتجات فرص تحقيق إيرادات أعلى لشركة "إنفيديا".
لقد جعل المؤسس والرئيس التنفيذي "جنسن هوانغ" من شركة "إنفيديا" صانع الرقائق الأكثر قيمة في الولايات المتحدة، من خلال الوفاء بوعده بمنح رقائق الرسومات دوراً رئيسياً في انطلاقة الحوسبة السحابية.
وتساهم إيرادات مركز البيانات بحوالي 40% من مبيعات الشركة، ارتفاعاً من أقل من 7% قبل خمس سنوات فقط، ولا يزال لدى شركة "إنتل" أكثر من 90% من السوق في معالجات الخوادم، التي يمكن بيع كلٍّ منها بأكثر من 10 آلاف دولار.
"جريس"
جرى تصميم وحدة المعالجة المركزية، التي تحمل اسم "جريس" (Grace) على اسم عالم الكمبيوتر الرائد الراحل "جريس هوبر"، للعمل عن كثب مع رقائق رسومات "إنفيديا" للتعامل على نحو أفضل مع مشاكل الحوسبة الجديدة التي ستأتي مع تريليون معاملة في الدقيقة. ومن المنتظر أن تكون الأنظمة التي تعمل مع الرقائق الجديدة أسرع بعشر مرَّات من تلك التي تَستخدم حالياً مجموعة من رقائق الرسومات لدى شركة "إنفيديا"، ووحدات معالجة التشغيل المركزية لشركة "إنتل"، وسيكون المنتج الجديد متاحاً في بداية عام 2023.
وأشارت شركة "إنفيديا" إلى أنَّ شركة "أدفانسيد مايكرو ديفيسيس"، وهي الشركة المُصنِّعة الأخرى الوحيدة لوحدات معالجة التشغيل المركزية من نوع X86، ورقائق معالجة الرسومات الإلكترونية.
وقال "هانز موسسمان"، المحلل في شركة "روزنبلات سيكيوريتس"، في مذكرة بحثية: "ما نستنتجه أنَّ شركة "إنفيديا" جادَّة بشأن وحدات المعالجة المركزية، ولن تتقيَّد بنوع "X86" المملوكة لشركة "إنتل"، و"أدفانسيد مايكرو ديفيسيس".
وأضاف: "سيكون مستوى الابتكار في نظام التشغيل الأساسي (وحدة معالج التشغيل) محيراً للمنافسين في قطاع السيليكون (السيليكون هو مادة صناعة الرقائق الإلكترونية)، وسيكون لزاماً عليهم مواكبة مواصفاته لسنوات عديدة قادمة".
وذكرت الشركة يوم الإثنين، في بيانٍ منفصل، أنَّه من المتوقَّع أن تزيد إيرادات الفترة المنتهية في شهر أبريل الجاري على 5.3 مليار دولار، وهو ما توقَّعته شركة "إنفيديا" في 24 فبراير الماضي.
من جهتها أوضحت "كوليت كريس"، المديرة المالية لشركة "إنفيديا" قائلة: "إنَّنا نشهد قوة في الأداء واسعة النطاق، إذ تقود جميع منصات السوق لدينا الاتجاه الصعودي لتوقُّعاتنا الأولية".
وأضافت: "لا يزال الطلب الإجمالي قوياً للغاية، ويستمر في تجاوز العرض، في حين تظلُّ مخزونات التي يجري إعدادها للتسليم هزيلة للغاية، ونتوقَّع أن يستمر الطلب في التفوُّق على المعروض لفترة كبيرة من هذا العام".
خدمات حوسبة فائقة الدقة
تروِّج شركة "إنفيديا" وحدة معالج التشغيل المركزية الجديدة، لمالكي مراكز البيانات والشركات ذات خوادم الحوسبة الفائقة (تخدم عدداً كبيراً من شبكات الخوادم) مثل شركة "أمازون ويب سيرفيسز" (AWS) التابعة لـ "أمازون"، و"غوغل" التابعة لـ "ألفابت" كوسيلة لتسخير برامج الذكاء الاصطناعي بشكلٍ أكثر فعالية، وتحسين القدرة على فهم فيضان من البيانات التي يتلقونها.
قد يستغرق تدريب برنامج باستخدام تريليون نقطة بيانات من المعلومات مدَّة تصل إلى شهر حالياً، وسيقلِّل المعالج من نوع "جريس" ذلك إلى ثلاثة أيام فقط، وفقاً لِـ "إيان باك"، نائب رئيس شركة "إنفيديا". وبالنسبة للمستخدمين النهائيين للخدمات السحابية، سيؤدي ذلك إلى أنَّ أجهزة الكمبيوتر يمكن أن تفهم لغة الإنسان الطبيعية، ويجعل المساعدة الآلية عبر الإنترنت أكثر فعالية بحسب ما ذكر "باك".
ويوفِّر المركز الوطني السويسري للحوسبة الفائقة خدمات الحوسبة العلمية. وقال مدير المركز، "توماس شولثيس"، إنَّ قرار استخدام وحدة المعالجة المركزية "جريس" سيساعد في تحديد عدد الأجهزة التي يمكنه نشرها.
تُستخدم تقنية شركة "أرم" على نطاق واسع في الهواتف الذكية وتقنيات الهاتف المحمول الأخرى، إذ تعاني من محدودية عمر البطارية، مما يتطلَّب أن تكون الرقائق الإلكترونية أكثر كفاءة. ومن المرجَّح أن يساعد قرار شركة "إنفيديا" باستخدام خبرة شركة "أرم" كأساس لوحدة معالج التشغيل المركزية الخاصة بمالكي مراكز البيانات الذين لديهم نقص في الطاقة.
وأكَّد "شولثيس" أنَّ استخدام الأنظمة المستندة إلى تقنية وحدة المعالجة المركزية "جريس" يمكن أن يساعد المركز الوطني السويسري للحوسبة الفائقة على المضي قدماً في فن الحسابات المعقَّدة مثل التنبؤ بالطقس. وأضاف أنَّه يمكن لأجهزة الكمبيوتر أن تتنبأ بشكل أكثر دقة بمسار العاصفة، أو حتى توفِّر توقُّعات مناخية على مدار الموسم لتوفير إنذار مبكر للجفاف.
وجرى تصميم المعالجات الجديدة للعمل بشكل وثيق مع رقائق الرسومات الإلكترونية الخاصة بشركة "إنفيديا" لخدمة مركز البيانات، وستساعد قدرة التوصيلات الأسرع رقائق الذاكرة الجديدة، والقدرة على مشاركة الذاكرة في تحسين الأداء العام للمنتج، كما قالت شركة "إنفيديا".