بلومبرغ
قال إيلون ماسك إن أول مريض من البشر خضع لعملية زراعة شريحة في المخ من خلال شركته الناشئة "نيورالينك" (Neuralink Corp)، وهي خطوة هامة للشركة التي تهدف إلى السماح للبشر يوماً ما بالتحكم في أجهزة الكمبيوتر بعقولهم.
في منشور على موقع "إكس"، تويتر سابقاً، قال "ماسك" إن المريض يتعافى بشكل جيد، وإن النتائج الأولية للعملية كانت واعدة.
تهدف زراعة شريحة الدماغ من شركة "نيورالينك" إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات مؤلمة على تشغيل أجهزة الكمبيوتر باستخدام أفكارهم فقط. وفي شهر مايو، قالت الشركة إنها حصلت على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لإجراء أولى تجاربها البشرية. وفي أواخر العام الماضي، قالت الشركة إنها تقوم باختيار مرضى يعانون من الشلل الرباعي بسبب إصابة الحبل الشوكي العنقي أو التصلب الجانبي الضموري لتجربة تلك الشرائح.
شركة ماسك لزراعة الدماغ تحصل على ضوء أخضر لاختبارات على البشر
على منصة "إكس"، كتب "ماسك" أن المنتج الأول لشركة "نيورالينك" سيكون اسمه "تليباثي" (Telepathy). وذكر أمس الإثنين أن المنتج سيستطيع "التحكم في هاتفك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك، بمجرد التفكير". وأضاف "ماسك" أن المستخدمين الأوائل للمنتج سيكونون أشخاصاً فقدوا القدرة على استخدام أطرافهم. وكتب: "تخيل لو كان ستيفن هوكينغ قادراً على التواصل بشكل أسرع من الكتابة السريعة على لوحة المفاتيح، أو البائع بالمزادات.. هذا هو الهدف".
نتائج جيدة
قال ماسك إن شركة "نيورالينك" حققت نتائج جيدة في الكشف عن ارتفاع الخلايا العصبية. وهذا يعني أن الشركة تحصل على تسجيلات من دماغ المريض، وفق كيب لودفيج، المدير المشارك لمعهد "ويسكونسن" للهندسة العصبية الانتقالية بجامعة "ويسكونسن". وأشار إلى أن الشركة تحتاج الآن إلى إظهار قدرتها على القيام بأفعال أكثر من الشركات الرائدة الأخرى في المنطقة، مثل "بلاك روك نيوروتك" (Blackrock Neurotech)، و"سينكورن" (Synchron).
أجرت شركة "نيورالينك" بالفعل اختبارات مكثفة على الحيوانات. وفي تلك الاختبارات، تمكنت القرود من ممارسة ألعاب الكمبيوتر باستخدام أدمغتها وحدها. وقد أثارت التجارب ناقوس الخطر لدى بعض جماعات حقوق الحيوان، مثل لجنة الأطباء للطب المسؤول، بسبب تجارب الشركة على الثدييات الرئيسية.
شركة تزرع جهازاً في رأس مريض أميركي ليتعامل دماغه مع حاسوب
لعدة سنوات، قال "ماسك" إن زرع جهازه في الإنسان أصبح وشيكا. وفي يوليو 2019، تنبأ بإجراء عملية جراحية لرأس بشري بحلول نهاية العام. وفي الوقت نفسه، مضت شركات أخرى، مثل "سينكرون"، قُدماً في زرع أجهزتها الخاصة في أدمغة بشرية، مما جعل شركة "نيورالينك" تبدو كمتخلفة عن الركب. ومن المرجح أن تخفف الأخبار الصادرة أمس الاثنين من حدة تلك الانتقادات.
يؤكد الجدول الزمني طويل المدى صعوبة المهمة التي تنتظر شركة "نيورالينك". تهدف رقائق الشركة الناشئة للدخول إلى الدماغ في عمق يقل عن 2 مليمتر. ولا يزال هذا أعمق من العديد من الأنظمة الأخرى، مثل النظام الذي تطوره شركة "بريسيشن نيوروساينس" (Precision Neuroscience)، والذي يقع فوق أنسجة الدماغ.
عادةً، تشمل التجارب الأولية على الإنسان، والتي أطلقتها شركة "نيورالينك" للتو، ما بين خمسة إلى 10 أشخاص، وتستغرق حوالي ستة أشهر. إذا سارت الأمور على ما يرام، يمكن للشركة أن تبدأ ما يُعرف بدراسة الجدوى، وأخيراً تقوم بإجراء دراسة محورية.
تقرير: إيلون ماسك يدخل على خط الذكاء الاصطناعي لينافس "أوبن إيه آي"
على الرغم من التقدم، فإن التعامل مع عملية زراعة الشرائح في الدماغ كمنتج تجاري ليس وشيكاً. وقال جيمي هندرسون، مستشار "نيورالينك"، وأستاذ جراحة الأعصاب في جامعة ستانفورد، في مقابلة أجريت الأسبوع الماضي، قبل الإعلان عن أخبار أمس: "أعتقد أن هناك خطراً في المبالغة في الأمر". وذكر أنه متحمس لهذه التكنولوجيا، لكنه أضاف أن الجهاز المعتمَد لا يزال أمامه سنوات.