بلومبرغ
كشفت شركة "أبل" عن إطلاق أجهزة "أي ماك" (iMac) و"ماك بوك برو" (MacBook Pro) الجديدة والجيل الثالث من معالجها الجديد الخاص بأجهزة "ماك"، حيث طرحت شريحة M3 الأولى من نوعها التي تعزز الأداء وتحسن الرسومات.
تم تصنيع الرقائق الجديدة اعتماداً على تقنية 3 نانومتر المتقدمة وتتعامل بشكل أكثر كفاءة مع معالجة الرسومات، حسبما قالت "أبل" خلال عرض تقديمي يوم الإثنين.
يحتوي النموذج الأساسي على 8 أنوية رئيسية -محركات المعالجة على شريحة- بالإضافة إلى 10 وحدات معالجة رسومات أساسية. كما أعلنت الشركة عن رقائق" M3 برو" و M3 "ماكس" كجزء من الكشف عن منتج يحمل علامة "سكاري فاست" "Scary Fast"، خلال حدث إطلاق مسائي يوم الإثنين بدأ عند الساعة 5 مساءً بتوقيت كاليفورنيا.
استعادة مكانة "أبل"
ستعمل طرازات "ماك بوك برو" الجديدة، التي تم الكشف عنها أيضاً خلال الحدث الذي استمر نصف ساعة، على تشغيل المعالجات الجديدة. كما أعلنت الشركة عن طراز "ماك بوك" بسعر 1,599 دولاراً، يحتوي على شريحة M3 القياسية، بالإضافة إلى الإصدارات المتطورة التي تعمل بشرائح M3 "برو" و M3 "ماكس". ستعمل الرقائق الجديدة على تحديث تشكيلة أجهزة الكمبيوتر المحمولة وتحسينها مع الاحتفاظ بعمر البطارية البالغ 22 ساعة. كما كشفت شركة التكنولوجيا العملاقة لأول مرة عن جهاز "أي ماك" (iMac) -وهو عبارة عن كمبيوتر مكتبي- مقاس 24 إنشاً يعمل برقائق M3.
"أبل" تتطلع للاستفادة من انتعاشة مرتقبة في سوق الحواسيب
أصبحت عمليات تصنيع أشباه الموصلات المحلية للشركة -المعروفة باسم "أبل سيليكون" (Apple Silicon) أحد الأصول الثمينة. فمنذ تخلي الشركة عن رقائق "إنتل" وتحولها إلى تصنيع رقائقها الخاصة في عام 2020، شهدت "أبل" نمواً حاداً في مبيعات أجهزة كمبيوتر "ماك" الخاصة بها، مدعومة بزيادة أوسع في الإنفاق على التكنولوجيا أثناء تفشي الوباء.
لكن خلال الأرباع الأخيرة، تراجعت إيرادات "ماك" مرة أخرى واشتدت المنافسة. يهدف إطلاق رقائق M3 إلى استعادة مكانة "أبل" في الصناعة وإعادة أعمال "ماك" إلى المسار الصحيح. يُتوقع أن ترتفع مبيعات أجهزة الكمبيوتر بنحو 5% في ربع العطلات، مع نمو الإيرادات بنسبة 5.5% خلال السنة المالية التي بدأت هذا الشهر، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
تجربة أفضل
يمثل التحول إلى رقاق M3 المرة الأولى التي تنتقل فيها -شركة "أبل" أو أي شركة تصنيع أجهزة كمبيوتر أخرى كبيرة الحجم- إلى اعتماد تقنية 3 نانومتر. حيث تضغط هذه التقنية على المزيد من الترانزستورات، ما يجعل المزيد من التكنولوجيا في مساحة أصغر. صُممت هذه الرقائق لتعزيز أداء الأجهزة مع الحفاظ على عمر البطارية.
يمكن لشركة "أبل" من خلال استخدام الرقائق الداخلية، تصميم أجهزتها وبرمجياتها معاً لتوفير تجربة أفضل بشكل عام. حيث قالت الشركة التي يقع مقرها في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا إن جهاز "ماك بوك برو" الخاص بها أصبح الآن أسرع 11 مرة مقارنةً بأسرع كمبيوتر محمول من "إنتل".
تعتبر شريحة M3 أسرع بنسبة 35% من شريحة M1 لمهام الحوسبة القياسية و 65% أفضل في الرسومات. تحتوي رقاقة" M3 برو" على أربعة نويات معالجة رئيسية أخرى، بما في ذلك وحدة معالجة ذات 12 نواة. كما تأتي مع ما يصل إلى 18 نواة معالجة رسومات. تزيد رقاقة M3 ماكس" من كل من نواة المعالجة والرسومات الرئيسية، ما ينتج عنه رقاقة تحتوي على 16 نواة رئيسية وما يصل إلى 40 نواة معالجة الرسومات.
يمثل "أي ماك" الجديد من "أبل" التحديث الأول للكمبيوتر المكتبي متعدد الإمكانات منذ إعادة تصميمه في أبريل 2021. يُعتبر "أي ماك" جهاز "ماك" الوحيد الذي تخطى جيل رقائق M2، حيث قفز مباشرة من رقائق M1 إلى شريحة M3 . أشارت الشركة إلى أن الإصدار الجديد أسرع مرتين من الإصدار السابق ولديه أداء رسومات أفضل. يأتي أحدث طراز بعدة ألوان، بما في ذلك الوردي والأخضر والفضي.
أهمية معالجات الكمبيوتر
تفتقر أجهزة "ماك" الجديدة إلى أي ميزات رئيسية جديدة أخرى بخلاف الرقائق الجديدة. لكن "ماك بوك برو" يوفر سطوعاً أكبر بنسبة 20% -للمحتوى الذي لا يحتوي على ألوان عالية النطاق الديناميكي- بالإضافة إلى خيار لون "أسود فضائي" جديد، وفق ما ذكرته "بلومبرغ نيوز" في وقت سابق عن أجهزة "ماك" والمعالجات الجديدة.
بخلاف جهاز "ماك بوك برو" الجديد المتوفر بسعر أرخص، حافظت "أبل" على أسعارها في الغالب بما يتماشى مع الطرازات السابقة. يبدأ سعر "أي ماك" عند 1,299 دولاراً، كما يبدأ سعر "ماك بوك برو" الذي يحتوي على رقاقة M3 عند 1,999 دولاراً، وبلغ سعر "ماك بوك برو" المشغل ـ برقاقة M3 ماكس" 2,499 دولاراً. يصل سعر جهاز "ماك بوك برو" المتطور المحمل بالكامل مع شاشة مقاس 16 بوصة و40 نواة رسومات وثمانية تيرابايت من التخزين و 128 غيغابايت من الذاكرة إلى 7،199 دولاراً، وفقاً لمتجر"أبل" الإلكتروني.
يأتي إعلان "أبل" عن أجهزتها بعد علامات أخرى على أن أعمال معالجات الكمبيوتر تحظى بأهمية واسعة. قدمت "إنتل"، شريكتها السابقة، توقعات متفائلة الأسبوع الماضي أدت إلى ارتفاع الأسهم. كما تعمل "إنفيديا كورب" و"أدفانسند مايكرو ديفايسز" على تطوير معالجات جديدة تعتمد على التكنولوجيا من "أرم هولدينغز". كما كشفت شركة "كوالكوم" النقاب عن معالج كمبيوتر محمول الأسبوع الماضي وصفته بأنه أسرع من معالج M2 من"أبل".