بلومبرغ
قرر دانيال تشانغ، الرئيس السابق لمجموعة "علي بابا القابضة" الاستقالة بعد بضعة أشهر فقط من موافقته على قيادة قسم الأعمال السحابية، ما يضيف حالة أخرى من عدم اليقين إلى أكبر شركة تجارة إلكترونية في الصين، وذلك تزامناً مع خوضها عملية تقسيم معقدة.
قالت الشركة في رسالة داخلية، اطلعت عليها "بلومبرغ نيوز" يوم الأحد، إن تشانغ قرر التنحي عن منصب رئيس قسم الأعمال السحابية في "علي بابا". وكان قد تولى هذا المنصب بعد التنازل عن منصبين، وهما الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة، واللذين سيتولاهما كل من إيدي وو وجوزيف تساي، على التوالي. وتسلم وو وتساي، وكلاهما من المقربين من "جاك ما"، المؤسس المشارك لـ"علي بابا"، منصبيهما رسمياً اليوم الأحد.
يسدل رحيل تشانغ الستار على حقبة طويلة من النجاحات، والتي أصبحت خلالها "علي بابا" أكبر شركة في الصين بعدما دخلت إلى مجالات جديدة، مثل شركة البيع بالتجزئة عبر متاجر فعلية، والتي صارت واحدة من أسرع أعمال الشركة نمواً.
إصلاح شامل في "علي بابا"
من جانبه، أكد ممثل "علي بابا" رحيل تشانغ. ومن المقرر تولى الرئيس التنفيذي السابق قيادة صندوق استثمار تكنولوجي بقيمة مليار دولار نيابة عن "علي بابا".
يتسلم وو وتساي دفة القيادة من تشانغ في الوقت الذي تتحول فيه شركة التجارة عبر الإنترنت الصينية، ومقرها في هانغتشو، إلى عملية إصلاح شاملة ومعقدة من شأنها أن تقسم الشركة الرائدة إلى عدد من الشركات المستقلة، وتغطي عدة قطاعات من الخدمات السحابية إلى اللوجستية والتسوق عبر الإنترنت. ويتحمل الرجلان الآن مسؤولية استعادة مكانة الشركة، التي تبلغ قيمتها 230 مليار دولار، وتكافح لاستعادة مكانتها منذ الملاحقة التنظيمية التي شنتها بكين على قطاع الإنترنت في عام 2021.
توجيه التكنولوجيا والاستراتيجية
يُعد كلا الرجلين رواد أعمال من العيار الثقيل، ويرجع إليهما الفضل في توجيه دفة التكنولوجيا والاستراتيجية التي دعمت الشركة الأعلى قيمة في الصين، والتي شارك في تأسيسها "جاك ما" في عام 1999 مع بزوغ فجر صناعة الإنترنت في الصين. لكن بحلول 2020، وجدت "علي بابا" نفسها تواجه حملة ملاحقة شنّها الرئيس شي جين بينغ على أقوى الشركات الخاصة بقطاع التكنولوجيا في البلاد، والتي أحبطت جهود النمو على امتداد قطاعات بهذه الصناعة، وأطاحت بخطط التوسع التي كانت تمضي بخطوات حثيثة سابقاً.
بصرف النظر عن حالة عدم اليقين بسبب الملاحقات التنظيمية، واجهت "علي بابا"، بصفتها نموذجاً للقطاع الاستهلاكي في الصين، تحديات جيوسياسية وضعف الاقتصاد المحلي. كما أنها تواجه منافسة شرسة من منصات التجارة الإلكترونية الأخرى، مثل شركة "بي دي دي هولدينغز" (.PDD Holdings Inc)، وكذلك مقاطع الفيديو القصيرة.
تتمثل مهمة القيادة الجديدة في تحديد سبل خوض عملية إعادة هيكلة تاريخية تهدف إلى تحفيز أعمال "علي بابا" المستقلة. وقالت الشركة إنها تهدف من خلال عملية الإصلاحات أن تعمل كشركة قابضة استثمارية حقيقية، حيث يمكن للوحدات المنفصلة طلب التمويل والإدراج بشكل منفصل.
من المرجح أن يضطلع تساي، وهو خريج من جامعة "يال" ويحظى بشعبية بين المستثمرين كصانع صفقات، بدور جوهري في التعامل مع الأسواق وكأحد أبرز داعمي "علي بابا".
كما يُعتبر "تساي"، وهو لاعب سابق في رياضة اللاكروس واشتهر في أميركا بأنه مالك فريق "بروكلين نتس"، على دراية وثيقة بمنظومة العمل في الشركة، حيث كان ملازماً لمؤسسها "ما" في بداية انطلاق "علي بابا" داخل شقة تطل على ضفاف بحيرة هانغتشو.
أما بالنسبة إلى وو، والذي كان أيضاً يرافق "ما" منذ بداية تأسيس الشركة، فهو أقل شهرة من "تساي". وبفضل تخصصه في مجال علوم الكمبيوتر سابقاً، فقد ساعده ذلك في تطوير منصة الإعلانات التابعة للشركة و"علي باي" (Alipay) وهي المنصة الشبيهة بـ"باي بال" (PayPal)، والتي أصبحت الآن جزءاً من شركة "أنت غروب" (.Ant Group Co) المدعومة من "جاك ما".
في غضون ذلك، يمضي وو في خططه لتأسيس شركة رأس مال جريء تدير محفظة بنحو 10 مليارات يوان (1.4 مليار دولار) وتشمل تقنيات القيادة الذاتية والبرمجيات. ومع رحيل تشانغ، سيشغل وو منصب الرئيس بالإنابة والرئيس التنفيذي للأعمال السحابية.