الشرق
أصبحت شركة "إنفيديا كورب" أول مصنعة رقائق حول العالم تتخطى قيمتها السوقية عتبة تريليون دولار، مستفيدة من صعودها اللافت للأنظار بعد توقعها تحقيق إيرادات ضخمة بفضل الذكاء الاصطناعي، ولكنها فشلت في التشبث بهذه العتبة بختام تعاملات الثلاثاء.
قفز سهم الشركة أثناء التداولات في نيويورك الثلاثاء بنسبة 7.7% ليبلغ 419.34 دولار وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، لتصل القيمة السوقية للشركة إلى 1.03 تريليون دولار، منضمة بذلك إلى نادي التريليون دولار الذي يضم شركات مثل "ألفابت" و"أمازون" و"أبل" و"مايكروسوفت". وتجدر الإشارة إلى أنه لم تصل لهذا التقييم سوى 10 شركات على مستوى العالم.
لكن "إنفيديا" فشلت في الحفاظ على قيمة التريليون دولار، لتختتم تعاملات الثلاثاء عند مستوى 992 مليار دولار، مُقلصة مكاسبها الصباحية
قال زينو ميرسر، كبير محللي الأبحاث في مؤسسة "روبو غلوبال" (ROBO Global)، في تصريحات لوكالة بلومبرغ نيوز: "كلمة السر وراء حصول (إنفيديا) على طلب كبير جداً ونمو مماثل هي توفيرها بالفعل للتكنولوجيا اللازمة لمواكبة موجة الابتكارات والتقنيات ذات الاستخدامات المتعددة. إنها تتصدر السباق الآن".
هوس الذكاء الاصطناعي
يشكل هذا النجاح أحدث دليل على هوس وول ستريت الجديد بالذكاء الاصطناعي. إذ ارتفعت أسهم "إنفيديا"، التي تصنع الرقائق اللازمة لمهام الحوسبة المعقدة للذكاء الاصطناعي، بأكثر من 180% هذا العام، ما أدى إلى زيادة قيمتها السوقية بأكثر من 600 مليار دولار حتى نهاية الأسبوع الماضي.
ورغم تخطي القيمة السوقية لعدد من الشركات عتبة التريليون دولار، في السابق، إلا أن تماسكها فوق هذا المستوى هو رهن السوق ومدى مواكبة ما تحققه الشركات على أرض الواقع لتطلعات المتعاملين. وهو ما يدفع للتساؤل إذا ما كانت "إنفيديا" ستتمكن من الحفاظ على وجودها بين الكبار في وول ستريت أم ستغادر الملعب مبكراً؟
فعلى سبيل المثال، رغم تخطي قيمة "ميتا بلاتفورمز" السوقية تريليون دولار قبل عامين بدعم من هوس "ميتافيرس" آنذاك، إلا أنها هوت إلى 679 مليار دولار وسط ضعف عوائد الإعلانات. وفي سياق مواز، بعد أن كانت ثاني أسرع شركة بالتاريخ تتخطى حاجز التريليون دولار في ظل التحول العالمي للسيارات الكهربائية، خسرت قيمة "تسلا" السوقية نحو 50% من قيمتها البالغة 1.2 تريليون دولار، لتصل اليوم إلى 633 مليار دولار فقط.