بنوك "وول ستريت" تتوقع مكاسب كبيرة لـ"إنفيديا" من صيحة "ChatGPT"

تطبيق الذكاء الاصطناعي يوفر محركاً محتملاً قوياً للطلب على قدرات الحوسبة من شركة الرقائق الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 11
مقر \"إنفيديا\" في سانتا كلارا، كاليفورنيا، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
مقر "إنفيديا" في سانتا كلارا، كاليفورنيا، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

في الأسابيع التي أعقبت عصف تطبيق الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" (ChatGPT) بالعالم، برزت شركة "إنفيديا" كخيار مفضل لمتداولي "وول ستريت" الساعين إلى جني أرباح من إمكاناتها المحتملة.

ارتفع سعر سهم شركة تصنيع الرقائق الإلكترونية 22% خلال أول 3 أسابيع من العام الجاري، ليكون بين الأفضل من حيث الأداء بين أسهم الشركات المدرجة على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500". وقد كان للضجة التي أثيرت حول روبوت الدردشة الصادر عن شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) مع نهاية العام المنصرم، دور في تحقيق هذه المكاسب، بعدما أثبت قدرة استثنائية على محاكاة الكتابة البشرية.

أما السبب وراء ذلك، فبسيط، إذ تهمين "إنفيديا" على سوق رقائق الرسومات المصممة للقيام بمهام حوسبة معقدة ضرورية لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي. كلما استخدم أشخاص أكثر "تشات جي بي تي"، تطلب ذلك من مالكته "أوبن إيه آي"، قوة حوسبة أكبر للرد على ملايين الاستفسارات من طلاب كسولين لديهم واجبات سهلة، أو مؤلفي أغانٍ يواجهون صعوبات في إنجاز عملهم.

"تشات جي بي ي" محرك قوي للطلب

بحسب تقديرات مصرف "سيتي غروب"، فإن تنامي استخدام "تشات جي بي تي" بطريقة سريعة قد يحقق مبيعات لـ"إنفيديا" تتراوح من 3 مليارات دولار إلى 11 مليار دولار على مدى 12 شهراً. ومع أن المحلل لدى المصرف، عاطف مالك، أقرّ بصعوبة تصميم نموذج نمو مثل هذه الخدمة حديثة العهد، فقد استند في تقييمه على توقعات بشأن عدد الكلمات المتولدة من "تشات جي بي تي"، وإيرادات "إنفيديا" عن كل كلمة.

كتب مالك الأسبوع الماضي في مذكرة بحثية:"نعتقد أن (إنفيديا) تمتلك من خلال (تشات جي بي تي) محركاً محتملاً قوياً للطلب على قدرات الحوسبة".

بدوره، قال "بنك أوف أميركا" إن "إنفيديا" تأتي في مقدمة الشركات التي ستستفيد من نمو ما يُطلق عليه "الذكاء الاصطناعي التوليدي"، في حين رأى مصرف "ويلز فارغو آند كو" أن الرقائق الإلكترونية المزمع تصنيعها لدى "إنفيديا"، تحتل موقعاً جيداً يسمح لها بالاستفادة من قدرات الحوسبة الأكبر التي تحتاج إليها تطبيقات الذكاء الاصطناعي على غرار "تشات جي بي تي".

صيحة قد لا تدوم طويلاً

بالطبع، ربما تمثل هذه الخدمة أحدث صيحة تكتسح قطاع التكنولوجيا قبل أن تتلاشى على غرار معاملات شركات تعدين العملات المشفرة، التي صعدت وانهارت مرات عديدة في غضون الأعوام القليلة الماضية. يدرك مستثمرو "إنفيديا"، وأولئك الذين ضخوا أموالاً في شركات صناعة أشباه الموصلات الأخرى أواخر 2021، أن الأمل بوجود نمو متواصل قد يكون مجرد أوهام. عقب ازدياد مبيعات "إنفيديا" بما يفوق 50% سنوياً في كل من العامين الماضيين، من المنتظر أن يستقر نمو الإيرادات خلال العام المالي 2023 لتبلغ 27 مليار دولار تقريباً.

خسر سهم "إنفيديا" حوالي نصف قيمته منذ أن بلغ ذروته في نوفمبر 2021. ورغم ذلك، لا يزال السهم يعتبر أحد أغلى الأسهم على مؤشر "ناسداك 100" بمضاعف ربحية يعادل 41 مرة تقريباً الأرباح المتوقعة خلال الأشهر الـ12 المقبلة، وهو ما يتجاوز بفارق كبير متوسطاته خلال العقد الماضي.

يتوقع محللون صعود سعر السهم 13% ليسجل 200.68 دولار على مدى الأشهر الـ12 المقبلة، استناداً إلى متوسط السعر المستهدف.

هل يجذب نجاح التطبيق اهتماماً أكبر بالمجال؟

تعتقد إيفانا ديليفسكا، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة "سبير إنفست" (SPEAR Invest)، أنه سواء جلب تطبيق "تشات جي بي تي" بحد ذاته طلبات أكبر لـ"إنفيديا" أم لا، فإن نجاحه سيعزز تطوير أدوات أكثر تحتاج إلى قوة حوسبة أكبر، ومن ثم ستحتاج إلى رقائق إلكترونية أكثر.

أكدت ديليفسكا، التي تعتبر أسهم "إنفيديا" من بين أكبر حيازات شركتها: "سيراقب الأشخاص مدى شيوعه (التطبيق)، وبإمكانهم أن يشاهدوا كيف سيكون هذا النوع من الأشياء بالغ الأهمية، وقد يسفر عن ذلك اهتمام أكبر بهذا المجال، ما سيزيد الاستثمار من كافة فئات الشركات الراغبة في أن تلحق بالركب".

تصنيفات

قصص قد تهمك