روسيا تستهدف "غوغل" و"أبل" في حملة إجراءات صارمة قبل الانتخابات

time reading iconدقائق القراءة - 4
مشهد من العاصمة الروسية موسكو - المصدر: بلومبرغ
مشهد من العاصمة الروسية موسكو - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تكثف روسيا ضغوطها على شركات التقنية الأمريكية قبل الانتخابات البرلمانية المقرر انطلاقها الجمعة على مدى ثلاثة أيام، وهي الخطوة الأخيرة في تصعيد الضغط على شركات الإنترنت.

أشار مشرعون الخميس إلى شركتي "أبل" و"غوغل" التابعة لشركة "ألفابت"، لإخفاقهما في منع الوصول إلى المحتوى المتعلق بحملة احتجاج قادها زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني، كما هدّدَت الجهات التنظيمية بزيادة الغرامات بشدة على الشركتين. يهدف ما يُسمَّى "مبادرة التصويت الذكي" التي أطلقها نافالني إلى تركيز السخط الشعبي لهزيمة مرشحي الحزب الحاكم. حظرت المحاكم الروسية الإشارة إلى تلك المبادرة عبر مواقع الإنترنت.

هل يغض "بوتين" الطرف عن الأسواق المظلمة للقراصنة على الإنترنت؟

أدت الحملة القمعية أيضاً إلى منع الوصول إلى محرر مستندات "غوغل" في روسيا بعد أن استخدم أنصار نافالني محرّر النصوص لتوزيع قوائم المرشحين الموصى بها، حسبما قالت "روسكومسفوبودا" (Roskomsvoboda)، وهي مجموعة مؤيدة لحقوق الدخول إلى الإنترنت. أُبلغَ عن مشكلات مماثلة في وقت سابق الأسبوع الجاري مع متجر تطبيقات أبل، الذي وُزّع عبره تطبيق للتصويت الذكي.

ضبط الإنترنت

كثّف الرئيس فلاديمير بوتين البالغ من العمر 68 عاماً، بعد عقدين من تولّيه السلطة، بحدّةٍ جهودَه لضبط الإنترنت الذي ظلّ معقلًا لحرية التعبير. في وقت سابق من 2021، بعد احتجاجات حاشدة ضد سجن نافالني، أبطأت روسيا وتيرة دخول موقع "تويتر"، كما فرضت غرامات بملايين الدولارات على شركات التواصل الاجتماعي بما فيها "فيسبوك" و"غوغل" لعدم حذف دعوات إلى تظاهرات اعتبرتها السلطات غير قانونية.

"جلد التكنولوجيا" المزعوم لا يحدث إلا في خيال وسائل الإعلام

يخطّط الكرملين لتحقيق نصر مُدَوٍّ في الانتخابات البرلمانية للحزب الحاكم رغم الدعم المتعثر وسط مستويات المعيشة الراكدة. أُقصِيَ المنافسون عن الاقتراع وواجه حلفاء نافالني النفي أو السجن. قد تؤدّي جهود التصويت الذكية إلى إحراج المرشحين المفضلين للكرملين في بعض المنافسات الانتخابية.

أخطاء بوتين المتتالية.. هل تطيح بعرشه من الكرملين؟

استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الأمريكي الأسبوع الماضي للشكوى من أن شركات الإنترنت العملاقة الأمريكية تنتهك القوانين الروسية بشأن عدم التدخل في الانتخابات. زار المأمورون القضائيون مقر شركة "غوغل" في موسكو يوم الثلاثاء بخصوص حظر التصويت الذكي.

قال المستشار السياسي في الكرملين بافيل دانلين: "أنا أؤيد أن تقطع أجهزتنا الخاصة الوصول إلى مواقع الإنترنت، لكن لسوء الحظ ليس لديها هذه القدرة ولا تعمل بهذه الطريقة".

امتثال للقوانين

ينفي الكرملين أي خطط لتقييد الوصول إلى الإنترنت على نطاق واسع، لكنه يقول إن شركات التقنية الغربية يجب أن تمتثل للقوانين الروسية. لم يستجب المتحدثون باسم "غوغل" أو "أبل" فوراً لطلبات التعليق.

قال ضمير غاينوتدينوف، خبير حرية الإنترنت في مجموعة "أغورا" لحقوق الإنسان: "توجد بالفعل أرضية رسمية لحظر (أبل) و(غوغل) و(يوتيوب) و(تويتر) و(فيسبوك) وغيرها في روسيا بالكامل"، وأضاف أن السلطات تحاول أيضاً إجبار مزوّدي الشبكات الخاصة الافتراضية على منع المستخدمين من التحايل على الحظر والوصول إلى محتوى غير مصرح به.

القراصنة الروس "يتألّقون" في عهد بوتين

منعت الهيئة الروسية للرقابة على الاتصالات "روسكومنادزور" في وقت سابق من سبتمبر الوصول إلى ستة من مزودي الشبكات الخاصة الافتراضية (في بي إن)، بما فيها بعض أشهر هذه الخدمات عالمياً، لسماحها بالوصول إلى معلومات وموارد "محظورة".

قال غاينوتدينوف :"في الوقت الحالي، يبدو أنهم يختبرون فقط قدرتهم على الحد من المعلومات... لكن الخطر يكمن في أن روسيا قد تختار فرض سيطرة أكثر صرامة".

يأتي فرض قيود الإنترنت فيما يشنّ الكرملين حملة قمع متزايدة على الحياة السياسية، واعتقل آلاف المتظاهرين وسجن نشطاء المعارضة.

نجا نافالني، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة عامين ونصف، بالكاد من تسمُّم كيميائي العام الماضي نسبه هو والحكومات الغربية إلى الكرملين، وينفي المسؤولون الروس أي دور في الهجوم بغاز الأعصاب. وحظرت روسيا هذا العام منظمات نافالني ووصفتها بأنها متطرفة.

تصنيفات