أسعار شحن الحاويات تصعد 173% بسبب تجنب السفن للبحر الأحمر

هجمات الحوثيين على السفن في الممر الملاحي المهم تدفع شركات الشحن للابتعاد عنه

time reading iconدقائق القراءة - 9
سفينة لنقل الحاويات في عرض البحر - المصدر: بلومبرغ
سفينة لنقل الحاويات في عرض البحر - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ارتفعت أسعار شحن الحاويات على المدى القصير بين آسيا وأوروبا والولايات المتحدة بفعل انخفاض الطاقة الاستيعابية، وذلك على إثر التهديدات المستمرة لسفن الشحن في البحر الأحمر.

ذكر موقع "فريتوس دوت كوم" (Freightos.com)، وهو منصة لحجز البضائع ودفع ثمنها، في وقت متأخر من أمس الأربعاء، أن السعر الفوري لشحن البضائع في حاوية طولها 40 قدماً من آسيا إلى شمال أوروبا يتجاوز الآن 4000 دولار، في قفزة تناهز 173% مقارنة بما كان عليه قبل بدء التحول في منتصف ديسمبر.

زيادة علاوة المخاطر

قال "فريتوس" إن كلفة البضائع من آسيا إلى البحر المتوسط ارتفعت إلى 5175 دولاراً، مضيفاً أن بعض شركات الشحن أعلنت عن أسعار تتجاوز 6000 دولار لهذا المسار بدءاً من منتصف يناير. وارتفعت الأسعار من آسيا إلى الساحل الشرقي لأميركا الشمالية 55% إلى 3900 دولار للحاوية التي يبلغ طولها 40 قدماً.

وقال جودا ليفين، رئيس الأبحاث في "فريتوس"، إن كلفة الخدمات من آسيا إلى شمال أوروبا والبحر المتوسط تجاوزت ضعف مستوياتها في يناير 2019، لكنها لا تزال أقل بكثير من ذروتها خلال جائحة كورونا.

يأتي الارتفاع المفاجئ في الأسعار وسط تباطؤ حركة المرور في قناة السويس، والتي تراجعت بأكثر من الربع في الأيام القليلة الماضية مع سلك السفن طرقاً أطول لتجنب الهجمات الصاروخية التي يشنها المسلحون الحوثيون المتحالفون مع إيران. ويقول الحوثيون إنهم يلاحقون أي سفن لها صلات بإسرائيل، رغم أن الهجمات طالت سفناً أخرى غير ذات صلة على نحو متزايد.

وترفع شركات الشحن أسعارها عادة عندما تعمل بأكثر من طاقتها، وتضيف رسوماً للوقت الإضافي الذي يستغرقه تسليم البضائع وخلال الأوقات الأكثر ازدحاماً من المعتاد في العام.

اتساع الصراع في الشرق الأوسط

في هذه الأثناء، تهدد الانفجارات التي وقعت بالقرب من قبر القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، وأدت إلى مقتل نحو 100 شخص، بتوسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، إذ تقول طهران إن الهجمات نُفذت لمعاقبتها على موقفها المناهض لإسرائيل، رغم أن الولايات المتحدة قالت إنها ليست ضالعة فيها وكذلك إسرائيل.

وقال ليفين في مدونة: "لم يعد ارتفاع أسعار الشحن مرتبطاً بفترات العطلات فقط، وقد يزداد الطلب مع بدء شركات الشحن زيادة الكميات لتعويض أوقات العبور الأطول واستعداداً لعطلة السنة القمرية الجديدة في الصين في أوائل فبراير. وقد يزيد هذان العاملان معاً خطر الازدحام".

وخلال الأيام العشرة حتى الثاني من يناير، انخفض معدل عبور قناة السويس 28% عن العام السابق، وفق الأرقام الصادرة أمس الأربعاء عن منصة "بورت ووتش" (PortWatch) التابعة لصندوق النقد الدولي، والتي تعدها بالتعاون مع جامعة أكسفورد. ويتوافق هذا مع تحول 3.1% من التجارة العالمية بعيداً عن البحر الأحمر، بحسب البيانات.

ووصف صندوق النقد البحر الأحمر بأنه ممر ملاحي "مهم" لمنظومة الشحن العالمية، إذ تعبره أكثر من 19 ألف سفينة سنوياً. وقالت المؤسسة الدولية ومقرها في واشنطن في المذكرة إن حركة المرور تنخفض منذ 16 ديسمبر.

ارتفاع تكاليف الطاقة

بالنسبة لأصحاب البضائع الذين يرون تكاليف الشحن الخاصة بهم ترتفع، فإن الخطر يكمن في أن الأسعار الفورية ستظل مرتفعة وستضعف موقفهم في عمليات التفاوض على الأسعار في العقود طويلة الأجل، والتي تجرى عادة في الفترة بين مارس ومايو. وتنفذ معظم عمليات الشحن البحري وفق المعدلات المحددة في هذه العقود. كما يتجاوز التأثير قطاع الحاويات.

وكتبت شركة "بريمار" (Braemar) للوساطة في الشحن البحري في تقرير بحثي أن أسواق ناقلات النفط شهدت أيضاً بعض الارتفاع في الأسعار، ومعظمها للسفن التي تنقل الوقود المكرر مثل البنزين والديزل. وارتفعت أرباح السفن التي تنقل الوقود المكرر من البحر المتوسط إلى اليابان عبر قناة السويس من نحو 8000 دولار يومياً في أوائل ديسمبر، إلى 26000 هذا الأسبوع.

واختتم محللو "بريمار": "أي طريق يشمل البحر الأحمر يعتبر شديد الخطورة".

تصنيفات

قصص قد تهمك