بلومبرغ
لاقت تقارير أرباح نهاية العام من أكبر البنوك الأمريكية استقبالاً خافتاً في سوق المال، وسط دلائل على أن الاقتصاد سيحقق أداء غير مستقر في الفترة المقبلة.
فشل تفوّق الإيرادات والأرباح عن التوقعات في إقناع المستثمرين، خاصة أن آفاق بعض المقاييس الرئيسية جاءت أسوأ من المتوقع، وقام جميع المقرضين بتخصيص المزيد من الأموال لتغطية القروض التي قد يُتعثر في سدادها. في معظم الحالات، كانت المبالغ أكبر مما كان يعتقده المحللون.
هبط سهم "ويلز فارغو أند كو" (Wells Fargo & Co) بنسبة 3.7% في تعاملات نيويورك. وانخفض سهم "جيه بي مورغان" بنحو 1%، وتراجعت أسهم كل من "سيتي غروب" و"بنك أوف أميركا" بنحو هذا القدر أيضاً.
فيما يلي نبذة عن نتائج الأعمال:
جيه بي مورغان
قال أكبر بنك أميركي إن صافي دخل الفائدة لهذا العام سيكون أقل مما توقعه المحللون لأن الاقتصاد يظهر علامات التراجع.
صافي دخل الفائدة، وهو مصدر رئيسي للإيرادات، سيصل إلى نحو 73 مليار دولار هذا العام، أي أقل من التوقعات البالغة 74.4 مليار دولار. وجاءت هذه التوقعات في أعقاب الارتفاع القياسي لصافي دخل الفائدة إلى 20.2 مليار دولار في الربع الرابع.
قال الرئيس التنفيذي جيمي ديمون في بيان اليوم الجمعة: "ما يزال الاقتصاد الأميركي قوياً في الوقت الحالي، حيث لا يزال المستهلكون ينفقون فائضاً من السيولة، كما أن الأعمال التجارية جيدة.. ما زلنا لا نعرف التأثير النهائي للتبعات الناتجة عن التوترات الجيوسياسية بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، والوضع الهش لإمدادات الطاقة والغذاء، والتضخم المستمر الذي يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية ودفع أسعار الفائدة لأعلى، والتشديد الكمي غير المسبوق".
كما حذّر البنك من "تدهور معتدل" في توقعاته للاقتصاد الكلي.
ويلز فارغو
سجل "ويلز فارغو" نفقات أعلى من المتوقع بالربع الرابع، حتى بعد أن حذّر من خسارة ضخمة مرتبطة بعقوبة تنظيمية الشهر الماضي.
أنفق المصرف 16.2 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، متجاوزاً تقديرات المحللين. وتضمن ذلك 3.3 مليار دولار من الخسائر التشغيلية بعد أن قال "ويلز فارغو" الشهر الماضي إنه سيقوم بحجز تكاليف تسوية مع المكتب المالي لحماية المستهلك ومسائل قانونية أخرى.
نقطة مضيئة واحدة: حقق "ويلز فارغو" صافي دخل فائدة قياسي في الربع الرابع بلغ 13.4 مليار دولار، بزيادة 45%، متجاوزاً توقعات المحللين.
قال الرئيس التنفيذي، تشارلي شارف في بيان: "على الرغم من تأثر الربع بشكل كبير بالخسائر التشغيلية التي تم الكشف عنها سابقاً، إلا أن أداءنا الأساسي يعكس التقدم الذي نحققه لتحسين العوائد".
أضاف شارف: "أدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى نمو قوي في صافي دخل الفائدة، واستمرت خسائر الائتمان في الزيادة ببطء، لكن جودة الائتمان ظلت قوية، ونحن نواصل إحراز تقدم في مبادرات الكفاءة الخاصة بنا".
بنك أوف أميركا
نجح متداولو "بنك أوف أميركا" في التفوق على تقديرات المحللين ليحصدوا ثماراً من تقلبات السوق الدرامية، وارتفع دخل الإقراض جنباً إلى جنب مع أسعار الفائدة بينما لم يرق إلى مستوى التوقعات.
صافي دخل الفائدة، الإيرادات المحصلة من مدفوعات القروض مطروحاً منها ما يحصل عليه المودعون، ارتفع 29% إلى 14.7 مليار دولار في الربع الرابع بفضل أسعار الفائدة الأعلى ونمو القروض، على الرغم من أن الزيادة كانت أقل من المتوقع.
في سياق مواز، قفزت إيرادات التداول 27% عن العام السابق، بقيادة الدخل الثابت متفوقاً على توقعات المحللين البالغة 13%.
قال الرئيس التنفيذي بريان موينيهان: "لقد أنهينا العام بأرباح متزايدة على أساس سنوي في الربع الرابع في بيئة اقتصادية تتباطأ بشكل متزايد".
سيتي غروب
تحوّل متداولو الدخل الثابت في "سيتي غروب" إلى خاتمة قياسية لـ2022، بينما يستعد البنك، الذي يتعرض لضغوط لتحسين العوائد، لاقتصاد أقل يقيناً.
عززت رهانات العملاء على الفائدة والعملات الإيرادات من تداول الدخل الثابت بنسبة 31% لتصل إلى 3.2 مليار دولار، وهو أكبر مبلغ تحققه الشركة على الإطلاق بالربع الرابع. ارتفع إجمالي التداول 18% متجاوزاً الزيادة البالغة 10% التي توقعتها الإدارة منذ شهر فقط.
قالت جين فريزر الرئيسة التنفيذية في بيان نتائج الأعمال اليوم الجمعة: "لقد صمّمنا استراتيجية يمكن أن يجني مساهمونا ثمارها في بيئات مختلفة.. البنك يسير على الطريق الصحيح إلى حد كبير لتحقيق هدف تحسين العوائد".
غولدمان ساكس
لن يقدم البنك الاستثماري تقرير نتائج الأعمال حتى الأسبوع المقبل، لكنه ألقى نظرة مبكرة على نتائج قسم جديد تم إنشاؤه لإيواء ما تبقى من دخوله الطموح السابق إلى مجال الخدمات المصرفية.
تكبد القطاع الذي يطلق عليه اسم "بلاتفورم سليوشنز" (Platform Solutions) خسائر قبل خصم الضرائب بأكثر من 1.2 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، كما تتسارع الخسائر كل ربع عام، حسبما أفاد البنك.
منذ بداية 2020 وحتى نهاية سبتمبر، تراكمت الخسائر قبل الضرائب إلى 3 مليارات دولار، وفقاً للبيان. ومع إضافة أرقام الربع الأخير إليها الأسبوع المقبل، فإن تلك الخسارة التراكمية ستقترب من 4 مليارات دولار في فترة الثلاث سنوات وملياري دولار للعام، مدفوعة بمخصصات خسائر القروض، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.