بلومبرغ
أدارت مجموعة "كريدي سويس" حسابات لعملاء متورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، وقضايا فساد، وتهريب مخدرات، وفقاً لتقارير صحفية استندت إلى بيانات مسرّبة عن أكثر من 18 ألف حساب لعملاء تتجاوز قيمتها الإجمالية 100 مليار دولار.
وقدّم مصدر مجهول المعلومات بهذا الخصوص إلى صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"(Sueddeutsche Zeitung) الألمانية، التي شاركت البيانات مع مجموعة صحفية غير ربحية وعشرات من المؤسسات الإخبارية الأخرى في جميع أنحاء العالم. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الأحد، إنَّ البيانات تتعلق بالحسابات التي تم فتحها خلال الفترة من أربعينيات القرن الماضي وحتى العقد الماضي. وذكرت صحيفة "الغارديان" أنَّ بعض الحسابات ما تزال مفتوحة.
أصدر بنك "كريدي سويس" بياناً بعد فترة وجيزة من نشر التقارير، قال فيه، إنَّه "يرفض بشدة المزاعم والتلميحات حول ممارسات الأعمال المتعمّدة للبنك". وأشار إلى أنَّ التقارير "استندت إلى معلومات منتقاة، وغير دقيقة، ومجتزأة من سياقها، مما يؤدي إلى تفسيرات متحيزة لسلوك عمل البنك".
تراجعت أسهم "كريدي سويس" بـ 1.9% بعد الفتح يوم الإثنين. وقال جهاز التنظيم المالي السويسري "فينما" (Finma) في بيان، إنَّه على تواصل مع البنك بشأن التقارير، دون الإدلاء بمزيد من التعليقات.
وقال، إنَّه راجع الحسابات المعنية بعد تلقي استفسارات من المجموعة التي تعمل على التقارير. وأفاد البنك أنَّ نحو 90% من الحسابات أُغلقت، أو كانت قيد الإغلاق بالفعل، وأكثر من 60% منها أُغلقت قبل 2015.
وقال البنك، ومقره زيورخ: "من بين الحسابات النشطة المتبقية؛ نشعر بالارتياح لاتخاذ الإجراءات الواجبة المناسبة، والمراجعات، والخطوات الرقابية الأخرى، بما يتماشى مع إطار عملنا الحالي. سنواصل تحليل الموقف، واتخاذ خطوات إضافية إذا لزم الأمر".
من بين الجوانب التي أبرزتها صحيفة "التايمز":
- كان هناك 25 حساباً بقيمة حوالي 270 مليون دولار مملوكة لأشخاص متهمين بالتورط في مؤامرة متعلقة بشركة النفط الفنزويلية المملوكة للدولة "بتروليوس دي فنزويلا".
- هناك حساب آخر يخص رجل أعمال من زيمبابوي يخضع لعقوبات من قبل السلطات الأمريكية والأوروبية لعلاقاته بحكومة الرئيس السابق روبرت موغابي.
ووفقاً لتقرير صحيفة "الغارديان"؛ فقد شملت قائمة أصحاب الحسابات كلاً من:
- شخص متهم بالاتجار في البشر بالفلبين.
- مسؤول ببورصة هونغ كونغ،وهو مسجون بتهمة الرشوة.
- مجموعة من مسؤولين فاسدين في دول مثل مصر وأوكرانيا.
قال "كريدي سويس" في بيان أمس الأحد: "تبدو هذه المزاعم الإعلامية وكأنَّها جهد منسَّق ليس بغرض تشويه سُمعة البنك فقط، ولكن أيضاً السوق المالية السويسرية ككل، والتي شهدت تغييرات كبيرة على مدى السنوات العديدة الماضية. وتماشياً مع إصلاحات السوق المالية في جميع أنحاء القطاع وفي سويسرا؛ فقد اتخذ (كريدي سويس) سلسلة من التدابير الإضافية المهمة على مدار العقد الماضي، بما في ذلك استثمارات إضافية كبيرة على صعيد مكافحة الجرائم المالية".