صندوق أسترالي يتوعد ممارسي "الغسل الأخضر".. لا يمكنكم الاختباء للأبد

time reading iconدقائق القراءة - 4
انبعاثات كربونية - المصدر: بلومبرغ
انبعاثات كربونية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

"سينكشف أمرك".. هذه هي الرسالة التي وجهها ناثان هيوز، من شركة "بربيتوال" (Perpetual)، إلى الشركات التي تحاول ممارسة ظاهرة الغسل الأخضر.

يشغل هيوز، صاحب ألـ34 عاماً، منصب مدير محفظة صندوق "بربيتوال هولسايل إيثيكال إس أر أي" (Perpetual Wholesale Ethical SRI Fund) البالغ قيمته 804 ملايين دولار أسترالي (622 مليون دولار). ويستثمر الصندوق في الأسهم الأسترالية، مركزاً على الانخراط مع الشركات فيما يتعلق بالأهداف البيئية والاجتماعية والحوكمة للمساعدة في الحفاظ على إيرادات الشركات. حيث يَعتبر هيوز أن ممارسات الاستدامة مجرد "عمل مربح".

في إشارةٍ إلى "ظاهرة الغسل الأخضر"، لا يعتقد هيوز، الذي يتخذ من سيدني مقراً له، أن بوسعهم فعل ذلك لفترة طويلة. وتُعرف ظاهرة الغسل الأخضر بأنها ممارسة تسوق الشركات لنفسها من خلالها بشكل غير دقيق باعتبارها صديقة للبيئة.

ويضيف هيوز، في مقابلة هاتفية حديثة مع "بلومبرغ": "أعتقد أن أمرهم سينكشف في النهاية".

الشركات المُستبعدة

كجزء من تقصي الحقائق، ينخرط هيوز مع الشركات الموجودة في محفظته بكل شيء، من مصادر منتجات الشركة وحتى استدامة سلسلة إمدادها. ففي أحد الحالات، عمل مدير المحفظة مع شركة على فهم مصدر منتجاتها وتحديد مخاطر العمل القسري. وثمة حالة أخرى تُبيّن أنه ضغط على شركة ما قبل جمعيتها العمومية السنوية حول الآلية التي يتم الدفع فيها للمديرين التنفيذيين.

يبدو أن هذه الجهود تؤتي ثمارها، فقد حقق الصندوق عائداً على الاستثمار بلغت 45% خلال العام الماضي، ليتغلب بذلك على 95% من أقرانه، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ".

في الوقت الراهن، تأتي كل من شركة العناية الشخصية والنظافة الصحية "أساليو كير" (Asaleo Care) وشركة الخدمات المالية "أيه يو بي غروب" (AUB Group) وصانع منتجات التعبئة والتغليف "أوراورا" (Orora) ضمن أكبر حملة الأسهم لدى الصندوق.

عادةً ما يستبعد صندوق "بربيتوال" الاستثمار في الشركات التي تجني أكثر من 5% من إيراداتها من أنشطة مثل الكحول وألعاب المقامرة والوقود الأحفوري. ولا يستثمر على الإطلاق في الشركات المهتمة بالتبغ والأسلحة.

كما أنه يتطلع بشكل أكبر إلى عناصر الاستثمار المسؤول اجتماعياً، مثل إدارة المخاطر البيئية واستخدام مصادر الطاقة المتجددة ومخاطر سلسلة الإمداد.

ممارسات وضيعة

بجانب الزخم العالمي حول الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، يتزايد الطلب على الاستثمارات المستدامة في أستراليا. فقد بلغت التدفقات الإجمالية المقدرة إلى الصناديق المستدامة خلال الربع الأول ما قيمته 1.5 مليار دولار أسترالي، وهو ثاني أعلى رقم قياسي مسجل، بحسب شركة "مورنينغ ستار" (Morning Star).

وتتمتع مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية المحدودة وبنك أستراليا الوطني بأعلى حيازات لدى الصندوق. وأرجع هيوز ذلك إلى خضوعهما لتغييرات كبيرة منذ أن كشفت الهيئة الملكية (Royal Commission) ممارسة بنوك البلاد لمخالفات لعقود زمنية. وأضاف أن هذه الممارسات كانت وضيعة للغاية، بحيث لا يمكن تجاهل الأمر بعد انحدار الأوضاع خلال العام الماضي.

ويجدر التنويه، في هذا الإطار، بأن صندوق "بربيتوال" استبعد مؤسسة "ويستباك" المصرفية (Westpac Banking Corporation) من محفظته بعد انتهاكها قوانين مكافحة غسيل الأموال.

بالنسبة للهدف التالي لهيوز، فإنه يدور حول مساءلة الشركات عن كيفية تحقيق خطط صافي الانبعاثات الصفرية. إذ يعتزم، جنباً إلى جنب مع فريق يضم اثنين من محللي الاستثمار المسؤولين، طرح أسئلة صعبة على فرق الإدارة، مثل آلية تقليص المدد الزمنية للوصول إلى الأهداف المتعلقة بخفض الانبعاثات، وما إذا كانت هذه الأهداف ستُربط بتعويضات.

ويعتقد هيوز أن "فكرة وضع خطة صافي صفر انبعاثات لعام 2050 جيدة، لكن الحقيقة هي أن فريق الإدارة، وربما أنا، لن نتواجد خلال 30 عاماً، لذا من المهم وضع أهداف قريبة المدى ذات جدوى".

تصنيفات

قصص قد تهمك