بلومبرغ
دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تكامل اقتصادي عالمي أكبر، وحذّر من فصل العلاقة الاقتصادية والتفرقة أثناء دعوته إلى الولايات المتحدة وحلفائها لتجنّب "زعامة الآخرين".
وقال شي يوم الثلاثاء في المؤتمر السنوي لمنتدى بواو الآسيوي لعام 2021: "يجب أن تدار الشؤون الدولية من خلال المفاوضات والمناقشات، وأن يتم تقرير مصير العالم مستقبلاً من قبل جميع الدول"، مضيفاً، دون أن يذكر الولايات المتحدة على وجه التحديد، أنه "يجب ألا تفرض دولة أو قلة من الدول قواعدها على الآخرين، ولا ينبغي أن تتم قيادة العالم من قبل مجموعة أحادية تتكون من عدة دول قليلة."
وفي انتقاد مبطّن لجهود الولايات المتحدة بشأن تقليل الاعتماد على سلاسل التوريد الصينية وحجب صادرات السلع مثل رقائق الكمبيوتر، قال شي: "أي جهد يسعى إلى بناء الحواجز وفصل الأعمال ضد مبادئ الاقتصاد والسوق، سيضر بالآخرين ولكنه لن يفيد المرء نفسه."
وأضاف شي: "ما نحتاجه في عالم اليوم هو العدالة وليس الهيمنة"، مضيفاً أن الصين لن تشارك أبداً في سباق تسلح، مشيراً إلى أن "إقحام الآخرين أو التدخل في الشؤون الداخلية لغيرهم لن يحظى بأي دعم".
تحسين العلاقة مع أمريكا
تحدث شي بالفيديو إلى أكثر من 2000 مسؤول ورجل أعمال حضروا شخصياً مؤتمر "بواو" في مقاطعة جزيرة هاينان الجنوبية. وبحسب وسائل الإعلام الحكومية، حضر زعماء العالم، ورؤساء صندوق النقد الدولي، والأمم المتحدة حفل الافتتاح عبر رابط الفيديو.
تشير إقامة المنتدى، الذي تم إلغاؤه في العام الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا، إلى أن الصين مفتوحة للعمل، فيما وصف المؤتمر بأنه النسخة الآسيوية من المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. واستخدم المسؤولون الحدث في الماضي للإعلان عن خطوات رئيسة لفتح النظام المالي شملت إنشاء وتوسيع برنامج ربط الأسهم الذي يربط بورصات البر الرئيس بهونغ كونغ.
وتبذل الصين جهوداً منسّقة لتحسين العلاقات مع الشركات الأمريكية على وجه الخصوص. ويشارك في المؤتمر عدد كبير من المديرين التنفيذيين الأمريكيين، بما في ذلك تيم كوك من شركة "آبل"، و إيلون ماسك من شركة "تسلا"، وستيفن شوارزمان من مجموعة "بلاكستون"، وراي داليو من شركة "بريدج ووتر آسوسيتس".
قضايا المناخ
ركّز المنتدى أيضاً بشكل رئيس على الأهداف المناخية الجديدة لبكين، في ظل الوعود التي قطعتها كل من الولايات المتحدة والصين للعمل معاً من أجل معالجة تغيّر المناخ بعد زيارة قام بها جون كيري، مبعوث الولايات المتحدة للمناخ العالمي، إلى شنغهاي في الأسبوع الماضي.
لم يقدم شي أي أهداف جديدة في مساعيه لخفض انبعاثات الكربون في الصين أو معالجة تغيّر المناخ العالمي، فيما تضّمن خطابه عدة إشارات إلى كلمتي "أخضر" أو "استدامة"، لكنه لم يقدّم أي تعهدات أو اقتراحات جديدة للمسار المؤدي إلى حياد الكربون.
وقال شي: "نحن بحاجة إلى اتباع فلسفة التنمية الخضراء، وتعزيز التعاون الدولي بشأن تغيّر المناخ، وبذل المزيد من أجل تنفيذ اتفاقية باريس بشأن تغيّر المناخ،" متعهداً بأن تكون المشاريع مستدامة في مبادرة الحزام والطريق، حيث "يجب أن يصبح اللون الأخضر اللون الفعّال للاستراتيجية".
التنافس الأخضر بين الصين وأمريكا
منذ 2019، دعا شي إلى أن تركّز استراتيجية السياسة الخارجية الصينية المميّزة على اللون الأخضر وسط انتقادات من دعاة حماية البيئة، حيث تشير قاعدة بيانات تمويل الطاقة العالمية بجامعة بوسطن، والتي تتعقّب بيانات اثنين من بنوك التنمية المملوكة للدولة، إلى ذهاب ما يقرب من ثلثي تمويل مبادرة البنية التحتية إلى مشاريع النفط والفحم والغاز الطبيعي.
كما انتقدت واشنطن خطط الحزام والطريق، قائلة إن قروض الصين وضعت الدول الفقيرة في "مصائد ديون"، في الوقت الذي عملت على تقّدم أهدافها الاستراتيجية الخاصة.
سيستضيف الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤتمر مناخ افتراضي يومي الخميس والجمعة مع زعماء العالم، فيما أفادت وكالة "داو جونز" إن شي سيشارك في الحدث.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكين إن الولايات المتحدة تتخلّف عن الصين في سباق اغتنام الفرص التي أوجدها تغيّر المناخ، وستبقى هذه القضية في قلب السياسة الخارجية الأمريكية بشكل متزايد، إلا أن بلينكين تعهّد بأن إدارة بايدن لن تسمح للدول الأخرى بالإفلات من الممارسات السيئة مثل انتهاكات حقوق الإنسان لأنها أحرزت تقدماً في الحد من تغيّر المناخ.
وبدا أن الحجة تهدف إلى دحض الانتقادات المتزايدة، لا سيما من الجمهوريين الذين يرون أن كيري قد يتغاضى عن المصالح الأمريكية أثناء دفعه للتعاون المناخي مع الصين.