بلومبرغ
تقترب قمة المناخ "كوب 28" الإمارات من نهاية أسبوعها الأول بعد مغادرة الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء. في الوقت الحاضر، ينبغي على المئات من دبلوماسيي المناخ المحنكين إنجاز المهمة الشاقة التي تكمن في التفاوض حول صياغة نص يمكن للجميع الموافقة عليه.
قال عدنان أمين، بصفته الرئيس التنفيذي لقمة المناخ "كوب 28" الإمارات -أحد كبار مساعدي سلطان الجابر رئيس القمة- خلال مقابلة إن هناك مجالات عديدة يرجح أن تنطوي على تحديات أمام وفود التفاوض خلال المدة المتبقية من القمة.
يستمر بروز الخلاف الدائر حول ما إذا كان ينبغي للاتفاق النهائي أن يكون ملزماً بـ"الخفض التدريجي" أم "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري، ويجري في الوقت الحالي البحث عن صيغ متباينة. سلط "أمين" الضوء على مجالين آخرين، كلاهما من الهواجس الأساسية للبلدان الأفقر حول العالم والأكثر عرضة للمخاطر المناخية، حيث سيكون تحقيق الإجماع بشأنهما مسألة صعبة وهما التمويل والتكيف.
معضلة التمويل
كان يفترض تقديم البلدان الغنية لتمويل مرتبط بالمناخ للاقتصادات الناشئة بداية من عام 2020 بقيمة 100 مليار دولار سنوياً، في إنجاز مهم يبدو أنه تحقق أخيراً بعد سنتين. ستؤسس مناقشات العام الحالي لقرار مهم من المقرر أن يصدر خلال قمة "كوب 29" بشأن وضع هدف جديد للتمويل.
ذكر "أمين" أنه "بالنسبة لبلدان نامية كثيرة، فقد باتت النتائج المتعلقة بالشأن المالي مرتبطة باسترداد الثقة في العملية برمتها. لذلك سترغب دول العالم النامي في رؤية بعض التعهدات في اتفاق التمويل". ويعتقد "أمين" أن المسألة لا ترتبط فقط ببلوغ رقم، وقال إن البلدان النامية تريد "وضوحاً" إزاء حلول جمع تمويل يبلغ تريليونات الدولارات الضرورية لتحقيق أهداف اتفاقية باريس.
"كوب 28".. أكبر حدث مناخي يستعد لمواجهة فوضى عالمية وحرارة قياسية
ستكون البلدان النامية أيضاً بحاجة إلى دعم مالي لتصبح أكثر مرونة في مواجهة أحوال الطقس القاسية الناجمة عن التغيرات المناخية. أشار "أمين" إلى أنه يوجد كثير من العمل الذي يتوجب إنجازه حول هذه المسألة، والمعروفة باسم "التكيف" بحسب اصطلاح دبلوماسية المناخ.
أضاف: "نحتاج لأن نكون جادين بقدر ما بشأن الانعكاسات التي تواجهها البلدان حالياً، وذلك بشأن الأموال والتكنولوجيا والأشكال المختلفة من صور التعاون الدولي".
شروط غربية
لكن بعض بلدان الغرب غير حريصة على تقديم تمويل أكثر دون تعهدات من البلدان بالتخلي عن الوقود الملوث للبيئة. التزمت أكثر من 120 دولة بالتعهد بمضاعفة استخدام مصادر الطاقة المتجددة 3 مرات حول العالم مع حلول 2030، رغم أن بعض أكبر البلدان الملوثة للبيئة، بما فيها الصين والهند، لم يوافقوا لأنهم يريدون صياغة أكثر مرونة حيال الوقود الأحفوري.
آمال كبيرة على تعزيز تعهدات الطاقة المتجددة في "كوب 28"
قال ستيفن غيلبولت، وزير المناخ الكندي، خلال مقابلة معه: "تدرك رئاسة القمة أن الصيغة المتعلقة بالوقود الأحفوري هي أحد العناصر التي سيتم الحكم على الأداء بناء عليها، وإذا حققنا ذلك الإنجاز فسيكون ذلك حدثاً تاريخياً".
صرح المدير العام لقمة المناخ "كوب 28" الإمارات السفير ماجد السويدي خلال مقابلة بأن الصيغة النهائية تحتاج إلى أن "تجتاز تحدي تحقيق هدف وقف ارتفاع درجات حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية" المنصوص عليه في اتفاقية باريس. وأضاف: نعلم أن [التصدي] للوقود الأحفوري جزء من ذلك، ويقع الضغط على وفود التفاوض ليظهروا لنا ما باستطاعتهم تقديمه".
أشار "أمين" إلى أنّ ثقته "مرتفعة للغاية" في أن التعهد بمضاعفة الاستخدام لمصادر الطاقة المتجددة 3 مرات سيضاف للنص النهائي. وذكر أنه توجد بعض التطمينات التي ما زالت بعض البلدان تحتاجها بشأن أمور التجارة والسياسات الحمائية.
مسودة اتفاق
دعت مسودة نص يجري التفاوض حوله، صدرت في وقت مبكر أمس، الأطراف المشاركة إلى اتخاذ تدابير إضافية "لمضاعفة سعة الطاقة المتجددة 3 مرات حول العالم، ومضاعفة المتوسط السنوي العالمي لتحسينات كفاءة استهلاك الطاقة" مع حلول نهاية العقد، وكلاهما مقارنة بمستوى سنة 2022.
أوضح "أمين" أن قمة المناخ "كوب" التابعة للأمم المتحدة يمكن أن تصبح عملية لتسخير وتسريع صعود استخدام مصادر الطاقة المتجددة بقوة، والتي تحدث فعلياً في الوقت الحالي. واختتم: "تحتاج قمة المناخ إلى استغلال هذه القوة الدافعة والمساعدة في تنظيمها وتقويتها بواسطة زخم سياسي".