آل غور يدعو للتصدي لمخاطر "الغسل الأخضر" وسط نفاد صبر المستثمرين

المبادرات الطوعية تعاني من عدم التزام المشاركين التعهدات المناخية

time reading iconدقائق القراءة - 6
آل غور يتحدث خلال فعالية \"المستهدف 2030: تحويل 1.5 درجة مئوية إلى حقيقة\" أثناء اليوم السادس من قمة كوب 26 في بمعرض ومركز تجارة غلاكسو في 5 نوفمبر 2021 بمدينة غلاسكو في اسكتلندا - المصدر: بلومبرغ
آل غور يتحدث خلال فعالية "المستهدف 2030: تحويل 1.5 درجة مئوية إلى حقيقة" أثناء اليوم السادس من قمة كوب 26 في بمعرض ومركز تجارة غلاكسو في 5 نوفمبر 2021 بمدينة غلاسكو في اسكتلندا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قال آل غور نائب الرئيس الأميركي الأسبق، الذي تحوّل إلى ناشط في مجال حماية المناخ، إنّ المستثمرين بدأ صبرهم ينفد بصورة متنامية مع وجود قرائن على احتمالية حدوث "غسل أخضر" في ظل علامات على أن التعهدات بصافي انبعاثات صفرية مقدمة من قبل بعض أعضاء القطاع المالي لم تكن تتسم بالمصداقية.

أوضح غور، الذي تحدث خلال مقابلة قبل بدء فعاليات "أسبوع المناخ" بنيويورك الأسبوع الماضي: "الالتزامات التي قدمها أعضاء النادي الأخضر رقم 1 للمصرفيين والمستثمرين –تحالف غلاسكو المالي لصفر انبعاثات- رغم أنه مرحب بها تماماً فإنها بلا جدوى"، مضيفاً: "يبدو جلياً أنه يتعين متابعتهم".

طالع المزيد: مخاطر الغسل الأخضر تحاصر الاستثمارات المستدامة في كندا بسبب ضعف البيانات

تحالف هش

استُقبل تحالف غلاسكو المالي لصفر انبعاثات بالترحاب، وهو يضم 500 عضو تقريباً يشكلون ما يفوق أصولاً بقيمة 135 تريليون دولار، باعتبارها علامة فارقة لقمّة المناخ "كوب26" التابعة للأمم المتحدة السنة الماضية. أضاف غور: "لكن حالياً، بات واضحاً أن بعض الذين قدموا تعهدات مثيرة للإعجاب لم يبدأوا فوراً في تصميم خطة عملية لتلبية هذه التعهدات".

قال غور، الذي يرأس شركة "جنيريشن إنفستمنت مانجمنت" (Generation Investment Management): "يكتشف المستثمرون وآخرون ظاهرة الغسل الأخضر بسهولة أكثر في الأيام الحالية، وستتصاعد الضغوط".

طالع أيضاً: اتهامات للاتحاد الأوروبي بالغسل الأخضر بعد تصنيف الغاز والطاقة النووية استثمارات مستدامة

إزاء هذه الخلفية من التدقيق المتنامي، يشهد تحالف غلاسكو المالي لصفر انبعاثات حالياً عمليات انشقاقه الرسمية الأولى. رحلت شركة "بوندزبانزيونسكاسى" (Bundespensionskasse)، وهي مؤسسة معاشات تقاعدية نمساوية، في هدوءٍ الشهرَ الماضي، حسب وحدة تابعة للتحالف تقدم تقاريره. أعلن عن رحيل صندوق معاشات "كونستراكشن أند بيلدينغ يونيونز سوبريونيشين فاند" (Construction & Building Unions Superannuation Fund) بقيمة 70 مليار دولار أسترالي (يعادل 46 مليار دولار)، المعروف اختصاراً بـ"Cbus"، في وقت سابق من الشهر الحالي، وذلك من قبل التحالف الفرعي المنتمي إليه.

صرح متحدث باسم مؤسسة "كونستراكشن أند بيلدينغ يونيونز سوبريونيشين فاند" ومقرها بأستراليا لـ"بلومبرغ": "اتخذنا القرار الصعب بتركيز مواردنا على أنشطتنا الداخلية المرتبطة بالتغير المناخي، وندعم العمل المهم الذي يؤديه التحالف، ونتمنى لكل الأعضاء التوفيق في جهودهم".

قواعد إلزامية

حاول تحالف غلاكسو المالي لصفر انبعاثات بناء المصداقية مع البقاء باعتباره تحالفاً طوعياً دون قواعد ملزمة قد تخيف الأعضاء. لكن بينما سعى لإدخال معايير أشد صرامة، باتت الانشقاقات واضحة. بالنسبة إلى بعض الأعضاء، يوجد إدراك متنامٍ بأنهم قد يخفقون في تحقيق الأهداف المحددة من قِبل التحالف، فيما أعرب آخرون عن مخاوفهم من أن المتطلبات الصارمة المفروضة من قِبل المنظمة لإزالة الكربون قد تعرضهم للخطر من الناحية القانونية.

لقراءة المزيد: موقف ألمانيا الصارم تجاه الغسل الأخضر قد يكون مرجعاً لقواعد الاتحاد الأوروبي المنتظرة

خلال الأسبوع الماضي، تبيَّن أن مصارف من العيار الثقيل في "وول ستريت" وهي "جيه بي مورغان تشيس أند كو"، و"بنك أوف أميركا"، و"مورغان ستانلي" كانت تدرس إمكانية مغادرة تحالف غلاكسو المالي لصفر انبعاثات. تبع ذلك توضيح لمعايير تحالف غلاكسو المالي لصفر انبعاثات، ما منح الشركات المالية نطاقاً لتصميم أهداف تمويل للوقود الأحفوري أضعف، وتخفيف التوترات بشكل ظاهري خلف الستار. بالنسبة إلى البعض، كان هذا التطور بمثابة إشارة تحذيرية.

المصداقية والشفافية

قالت ريبيكا سيلف، كبيرة المصرفيين السابقة في "إتش إس بي سي هولدينغز"، التي تدير حالياً شركة "سيوولف سوستينابيليتي كونسولتينغ" (Seawolf Sustainability Consulting)، إنّ أعضاء تحالف غلاكسو المالي لصفر انبعاثات يُظهِر أنهم يدركون أن "الأمر يحتاج إلى أكثر من التزام مبدئي وكلمات منمقة".

طالع أيضاً: الصين تسجن 47 مسؤولاً بشركات الصلب لتزوير بيانات الانبعاثات

أضافت: "لكي تؤدي مبادرات صفر انبعاثات على غرار تحالف غلاكسو المالي لصفر انبعاثات عملها بصورة جيدة، فإنها تحتاج إلى مصداقية تتجاوز الالتزام المبدئي والجعجعة، وهذا يتضمن التزام الشفافية مثل الإبلاغ المنتظم عن التطور المُحرَز وإجراءات التحقق، بما فيها الإفصاح عن تمويل الوقود الأحفوري".

مسار مستقلّ

شارك مارك كارني، محافظ بنك إنجلترا المركزي السابق، في رئاسة تحالف غلاكسو المالي لصفر انبعاثات مع مايكل آر بلومبرغ، مؤسس شركة "بلومبرغ نيوز" وشركة "بلومبرغ" الأم.

في مقابلة مع فرانسين لاكوا على تليفزيون "بلومبرغ". قلل كارني من خطر عمليات الانشقاق وقال إنّ مشروع "السباق نحو صفر انبعاثات"، المدعوم من الأمم المتحدة، الذي يقدم الدعم لتحالف غلاكسو المالي لصفر انبعاثات، تجاوز حدود المتطلبات الأخيرة ليبلغ أهدافاً أشد صرامة لإزالة الكربون. منذ ذلك الوقت، حسّن مشروع "السباق نحو صفر انبعاثات" من لغة خطابه وأكد أنه يتعين على الأعضاء "العثور على المسار الخاص بهم بطريقة مستقلة" لبلوغ هدف المناخ بما يعادل 1.5 درجة مئوية.

اقرأ المزيد: مديرو صناديق عالمية يعدون بإدارة 39% من أصولهم بانبعاثات كربونية صفرية

لم يذكر صندوق معاشات "بيلدينغ يونيونز سوبريونيشين فاند" مخاوف متعلقة بالمخاطر القانونية لمغادرته تحالف غلاكسو المالي لصفر انبعاثات. عوضاً عن ذلك، عدد أعباء إدارية ينطوي عليها البقاء في التحالف. وذلك نظراً إلى أن تطوير اللوائح والمعايير يحتاج من الموقعين علي المشروع إلى تلبية أطر عمل موازية.

رفض منذ البداية

بالنسبة إلى البعض، أسفرت هذه العقبات عن حالات رفض لتحالف غلاكسو المالي لصفر انبعاثات منذ البداية. تُعتبر شركات "بلاكستون" و"أبولو غلوبال مانجمنت" و"كيه كيه آر أند كو" من بين عمالقة شركات الأسهم الخاصة الذين وجدوا أن عضوية تحالف غلاكسو المالي لصفر انبعاثات تعتبر عبئاً غير ضروري. أشار موظفون مطلعون من الداخل، شريطة عدم الإفصاح عن هوياتهم، إلى شبه استحالة وضع خطط موثوقة للقضاء على بصماتهم الكربونية مع حلول 2050 باعتباره مبرراً كافياً للتملص من تحالف غلاكسو المالي لصفر انبعاثات وتحالفاتها الفرعية.

ختاماً، تقول سيلف إنه "من الواضح حالياً أن النهج التطوعي بالنسبة إلى العمل المناخي لن ينجح".

تصنيفات

قصص قد تهمك