مصانع السيارات الكهربائية تستهدف أساطيل النقل.. والهند قاطرة نمو القطاع

time reading iconدقائق القراءة - 5
شاحنة توصيل كهربائية من \"أمازون ريفيان\" في منشأة التصنيع التابعة للشركة في إلينوي ، الولايات المتحدة.  - المصدر: بلومبرغ
شاحنة توصيل كهربائية من "أمازون ريفيان" في منشأة التصنيع التابعة للشركة في إلينوي ، الولايات المتحدة. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تُعَدّ الشركات العاملة في قطاع النقل، لا سيّما شركات صناعة السيارات، من أبرز الساعين إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة. أصبحت السيارات الكهربائية مفهوماً حتمياً داخل الأُسَر، بغضّ النظر عن تكلفتها الباهظة بالنسبة إلى معظم البشرية، وصعوبة تحمُّل الفقراء لتكاليفها التكنولوجية الحديثة.

يتدخّل مشغّلو أساطيل النقل الكبيرة في هذه الحالات، وفقاً لشركة "ريد بلو كابيتال" (RedBlue Capital)، التي تستثمر في الشركات الناشئة للتنقل النظيف وتتّخذ من نيويورك مقراً لها.

طالع أيضاً: "التضخم الأخضر" وأزمة الإمدادات يهددان بانتكاسة ثورة السيارات الكهربائية

في هذا السياق ستقود شركات مثل "أمازون" وشركات التوصيل السريع مثل "دور داش" (DoorDash) و"إنستاكارت" (Instacart) إلى الاعتماد السريع على السيارات الكهربائية، كما يقول شركاء "رد بلو" (RedBlue)" أولاف ساكرز" (Olaf Sakkers) و"بريسكوت واتسون" (Prescott Watson).

كما ستؤدي شركات توصيل الملابس وسيارات الأجرة وحافلات النقل المكوكية والحافلات التابعة للشركات دوراً مهماً، لأنّ مشغّلي النقل يحذرون بشأن تكاليف الملكية واستخدام المركبات بكثرة، ما يجعل من اقتصادات السيارات الكهربائية محطة جذب لهم.

الدراجات الكهربائية

في عام 2019 استثمرت "رد بلو" في "زوومو" (Zoomo)، وهي شركة أسترالية ناشئة تعتمد الدراجات الكهربائية لتوفير خدمات توصيل الطعام، إذ أصبحت "زوومو" بفضل المبيعات بالجملة واحدة من أسرع شركات الدراجات الكهربائية نمواً في العالم، وفقاً لـ"واتسن".

في الآونة الأخيرة، استثمرت "رد بلو" 28 مليون دولار في "إي في إيج" (EVage) إحدى الشركات المورّدة للشاحنات الكهربائية الخفيفة في الهند.

من جهته، أشار ساكرز في مقابلة في سنغافورة خلال الأسبوع الماضي إلى ضرورة قياس مدى نجاح عملية الانتقال إلى السيارات الكهربائية بناءً على المسافة التي تقطعها، وليس وفقاً لعدد المركبات التي تباع للناس، مضيفاً أن السيارات الكهربائية بالنسبة إلى كثيرين ليست سوى سيارة ثانية أو ثالثة بالكاد يقودونها، ما لا يحرّك ساكناً، لكنّ مشغّلي أساطيل النقل يستخدمونها عدة مرات كل يوم.

اقرأ المزيد: ماذا ستفعل لو نفدت طاقة سيارتك الكهربائية في الصحراء؟

السيارات الرخيصة في الهند

ينطبق ذلك بشكل خاص على دولة مثل الهند، إذ يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة أو سدس سكان العالم. تهيمن في البلاد السيارات الرخيصة جداً وبسيطة الطراز التي تصنعها الوحدات المحلية في "سوزوكي" (Suzuki) و"هيونداي" (Hyundai).

من الصعب تحقيق مرونة الأسعار في الهند، إذ اضطرّت كلّ من "فورد" (Ford) و"جنرال موتورز" (GM) إلى الانسحاب من البلاد بسبب عدم قدرتهم على بيع ما يكفي من السيارات لتعويض مليارات الدولارات من الاستثمار على مدى سنوات كثيرة.

اقرأ أيضاً: "جاغوار" تطرح أولى سياراتها الكهربائية في الهند بضعفَي سعر طراز "تسلا"

يسعى مشغّلو الأساطيل في الهند إلى الاعتماد على الطاقة الكهربائية، إذ تسعى "بيغ باسكت" (Big Basket)، البقالة عبر الإنترنت، إلى كهربة 90% من أسطولها في نيودلهي.

غالباً ما يغرّد الناس عبر "تويتر" عن رحلاتهم مع شركة "بلو سمارت" (BluSmart) الناشئة لسيارات الأجرة التي تعتمد على الطاقة الكهربائية بنسبة 100%.

كما تشير التقديرات إلى أن سوق السيارات الكهربائية ستنمو أكثر من أربعة أضعاف لتصل إلى 90 مليار دولار بحلول عام 2030 في عدد كبير من المدن الهندية العملاقة. كما تضغط "أمازون" وشركة "فليبكارت" (Flipkart) لتجارة التجزئة المملوكة لشركة "ولمارت" (Walmart) من أجل اعتماد مزيد من السيارات الكهربائية، لكن المشكلة تكمن في عدم قدرتها على الحصول على ما يكفي من الإمدادات.

طالع أيضاً: ماسك يحفز الهند على خفض جمارك السيارات الكهربائية بمصنع لـ"تسلا"

الطابع المحلي

من جهته أوضح واتسون أن الهند تنتظر إضفاء الطابع المحلي على سيارات البلدان الغنية بمجرد انخفاض الأسعار، لكن نهج "الانتظار عشر سنوات" لا يتناسب مع الجداول الزمنية للمناخ اليوم، وبالتالي سيتعين على الهند على وجه الخصوص تطوير تقنيات محلية لجعل المركبات الكهربائية رخيصة ومتاحة أمام الجميع على المدى القريب، مُعتبراً أنّ هذه هي الفرصة للاستثمار.

لكنّ ذلك يختلف عن الدول الأكبر والأكثر تقدماً، إذ تميل السيارات إلى النمو بشكل أكبر في ظلّ الاعتماد المحدود عليها، وتتوفّر بكميات هائلة. في أميركا على سبيل المثال، توضع السيارة في الموقف نحو 96% من الوقت، وفقاً لما كتبه ساكرز في كتابه (Mobility Disruption Framework)، نقلاً عن بحث أجرته شركة "ماكنزي" (McKinsey).

لكن في اقتصادات البلدان الناشئة مثل الهند تحظى هذه المفاهيم بشعبية واسعة، إذ تُباع الدراجات الكهربائية كما يُباع "الكعك الساخن"، وتدرس الدولة الواقعة جنوب آسيا الآن اعتماد البطاريات بدلاً من محطات الشحن لضمان الاعتماد الأسرع على الوقود الأنظف.

أشارت "بلومبرغ إن إي إف" إلى أنّ سوق الشاحنات الخفيفة والشاحنات الصغيرة في الهند تنمو بمعدل ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مقارنةً بأوروبا أو الولايات المتحدة، كما يعتمد نحو 40% من أسطول السيارات ثلاثية العجلات على الطاقة الكهربائية.

تصنيفات

قصص قد تهمك