بلومبرغ
قالت كبيرة مسؤولي الطاقة في النمسا، ليونور غويسلر، إن الاستغناء عن الغاز الطبيعي الروسي سيستغرق سنوات عدة، وقد تعتمد المناقصة القادمة التي تطرحها بلادها لملء احتياطي الوقود الإستراتيجي، على المخزونات الروسية.
أشارت غويسلر إلى أن غزو أوكرانيا أجبر بلادها على مواجهة "حقائق غير مريحة"، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة التخلّص من قبضة "غازبروم" على إمدادات الغاز منذ نصف قرن.
اقرأ أيضاً: النمسا تنفي الدفع بالروبل مقابل واردات الغاز الروسي
غويسلر، وهي أيضاً وزيرة حزب الخضر الذي يمثل الأقلية، وتتولى حقائب سياسة المناخ والطاقة والنقل، قالت: "يتطلب الأمر مجهوداً هائلاً، وعلينا أن نكون مستعدين لأن تستغرق المسألة وقتاً طويلاً. سيكون للغاز الروسي دور في حال رغبنا في بناء احتياطي إستراتيجي الآن ".
اقرأ المزيد: تباطؤ التراخيص أبرز معوّقات مشاريع الطاقة الخضراء في أوروبا
تطرح النمسا مناقصة بتاريخ 10 مايو لشراء 12.6 تيراواط/ ساعة من الغاز، وهو ما يعادل حجم الوقود الذي تستخدمه الدولة أثناء وصول الطلب إلى ذروته في شهر يناير. تستعد الدولة لإنفاق نحو 5 مليارات يورو (5.3 مليار دولار) لملء النقص في مستودعات التخزين قبل الشتاء المقبل.
كانت المخزونات النمساوية، على أساس النسبة المئوية، الأقل امتلاءً بين الدول الأوروبية عند 20%، وكانت كذلك الأقل امتلاءً عند مقارنتها بمتوسط 5 سنوات في هذا الوقت من العام، وفقاً لـ"غاز إنفراستراكتشير يوروب" (Gas Infrastructure Europe). تسير البلاد في مسار مماثل لعامي 2017 و2018، رغم أن التدفقات القادمة من روسيا قد تكون أقل أماناً حالياً جراء الحرب في أوكرانيا.
قالت غويسلر البالغة من العمر 44 عاماً: "لقد رأينا في فصلي الصيف والشتاء الماضيين، أن السوق وحدها لا تستطيع تحمل المسؤولية بالقدر الذي نحتاجه. لا يوجد بديل عن الوصول إلى مستوى تخزين جيد حتى نحقّق المخزون الآمن لفصل الشتاء المقبل. الاحتياطي الإستراتيجي جزء أساسي منه".
ارتباطات قديمة
لدى النمسا واحدة من أقدم وأعمق الارتباطات الأوروبية بالطاقة الروسية، وقد مدّدت في عام 2018 عقد غاز طويل الأجل حتى عام 2040. تأسست أكبر شركة للوقود الأحفوري في البلاد "أو إم في" (OMV) التي تسيطر عليها الدولة، من خلال معاهدة الاستقلال إبان الحرب العالمية الثانية، والتي سلمت أصول الطاقة تحت السيطرة السوفييتية مقابل حياد النمسا.
حافظت الشركة على تلك الروابط التجارية خلال فترات عدم الاستقرار الأخرى، ووصل أول تدفق للغاز الروسي بعد أشهر من غزو ربع مليون جندي من تشيكوسلوفاكيا السابقة لإبادة حركة مؤيدة للديمقراطية في براغ.
تعمل النمسا "بشكل مكثّف" حالياً، وفقاً لما تقوله غويسلر، مع "أو إم في"، لضمان تسوية مدفوعات الغاز لروسيا باليورو، وعدم انتهاكها عقوبات الاتحاد الأوروبي.
قالت غويسلر: "كنا واضحين للغاية دوماً في أننا سنقوم فقط بالدفع وفقاً للعقوبات المتوافقة مع القانون".
يُمكن للنمسا إلغاء واردات الغاز الطبيعي الروسي خلال خمس سنوات، عبر تعزيز الكفاءة وتنويع الإمدادات وإنتاج الوقود الاصطناعي، حسب ما جاء في تقرير صادر عن وكالة الطاقة النمساوية الأسبوع الماضي. وتستورد النمسا نحو 63 تيراواط/ ساعة من الغاز الروسي، تغطي ما يقارب من أربعة أخماس الطلب في البلاد.