بلومبرغ
يستعدُّ حاملو السندات المرتبطة بديون أندية كرة القدم الأوروبية لتلقي هزيمة لحقت ببطولة دوري السوبر الأوروبي المثيرة للجدل، بعد هجوم مضاد شرس قام به المشجعون والسياسيون.
وسيترك انهيار الدوري المتمرِّد المستثمرين في ديون الأندية المؤسسة لدوري السوبر الأوربي، مثل "يوفنتوس وإنترميلان" بمواجهة عدد من العقوبات، فبدلاً من الاستفادة من تدفُّق الدخل المضمون تقريباً، تُركوا الآن يحملون أسهم أندية كرة قدم مرموقة تلطَّخت سمعتها بشدة بسبب ارتباطها بمشروع لا يحظى بشعبية كبيرة.
إعادة تشكيل المشروع
وانسحبت الآن جميع الفرق الإنجليزية الستة التي كان من المفترض أن تشارك في البطولة المقررة. وقالت رابطة البطولة في بيان لها، إنَّه مع بقاء نصف الأعضاء المؤسِّسين فقط، فإن الرابطة "ستعيد النظر في أنسب الخطوات لإعادة تشكيل المشروع". ووفقاً لمتحدِّث باسم أندريا أنييلي رئيس يوفنتوس، فإنَّ النادي لم يعد بإمكانه المضي قدماً.
من جهته، قال جورجيو بيرتولي، مدير المحفظة في بنك "بانكا ديل سيبمبيونه"، الذي يمتلك بعض سندات يوفنتوس، أحد الأندية الإيطالية الثلاثة التي قررت الانضمام إلى دوري السوبر، إنَّ انهيار دور السوبر "سيؤدي إلى الإضرار بالعلامة التجارية دون أي تعويض في وضع مالي غير مستقر أصلاً".
ولم يرد المتحدِّثون باسم يوفنتوس وإنترميلان على المكالمات للحصول على تعليقهم.
وكشف بطل إيطاليا "يوفنتوس"، الذي لديه 175 مليون يورو (210 مليون دولار) سندات محددة الاستحقاق بتاريخ 2024، عن خسارة صافية تقارب 90 مليون يورو (108 ملايين دولار) في موسم 2019-2020.
ليسوا وحدهم
وأنهى اثنان فقط من أصل 12 نادياً مؤسِّساً لدوري السوبر الموسم بربح، وفقاً للبيانات التي جمعتها شركة " كيه بي إم جي". و كان أداء المنافسين المحليين مثل "إنترميلان" الأسوأ، وهو النادي المصدِّر لدين السندات أيضاً، إذ فقد أكثر من 100 مليون يورو.
من جهته، قال رئيس "ريال مدريد" فلورنتينو بيريز - وهو أول رئيس لدوري السوبر - للتلفزيون الإسباني مساء الإثنين، إنَّ الخطط ستنقذ كرة القدم، لأنَّ الديون، وأزمة الإيرادات التي تواجه الأندية تعني أنَّها "على حافة الانهيار".
وبالنسبة لبيرتولي، وهو نفسه من مشجِّعي يوفنتوس، فإنَّ دوري السوبر سيكون "إيجابياً جداً" للنادي، نظراً لوعد الدوري بزيادة الإيرادات، وتوفير استقرار طويل الأجل للأعمال التجارية التي كانت حتى الآن عرضة لتقلُّبات الأداء على أرض الملعب.
ووعد دوري السوبر بضمان مكان في مسابقة أندية النخبة، دون شرط التأهل. في حين تتطلَّب المنافسة الكبرى الحالية، وهي دوري أبطال أوروبا التي ينظِّمها اتحاد الرابطات الأوروبية لكرة القدم، أو "يويفا"، أن تنتهي الأندية في قمة بطولاتها المحلية أو بالقرب من الصدار كي تتأهل.
وعندما تمَّ الإعلان عن دوري السوبر لأوَّل مرة يوم الأحد، هدد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والاتحادات الوطنية بمنع الأندية من اللعب في مسابقات أخرى على المستويين المحلي والأوروبي. ولا يزال من غير الواضح ما هي العقوبة التي ستوجهها منها الأندية المنشقة - حتى تلك التي انسحبت منها.
وقال برتولي، إنَّ إقامة دوري سوبر مغلق "له معنى كبير من منظور الأعمال، لكنَّ كرة القدم في أوروبا تعدُّ أيضاً قضية اجتماعية، لذا سيكون من الصعب جداً التوفيق بين ذلك".