بلومبرغ
يستهدف الاتحاد الأوروبي طرح مقترح بفرض عقوبات جديدة على إيران في وقت مبكر من الأسبوع المقبل بسبب هجومها على إسرائيل، وذلك عندما يجتمع كبار دبلوماسيي الاتحاد لمناقشة الخيارات المحدودة المتاحة لهم لتقييد نشاط الدولتين.
يستكشف الاتحاد الأوروبي سبل توسيع العقوبات التي فرضها بالفعل على إيران بسبب تزويد روسيا بمركبات جوية مسيرة تُستخدم ضد أوكرانيا، لتشمل الصواريخ والطائرات المسيرة التي قدمتها طهران لوكلائها في الشرق الأوسط، وفقاً لدبلوماسيين مطلعين على الأمر.
قال الدبلوماسيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن العديد من الدول الأعضاء دعت أيضاً إلى إدراج المكونات المستخدمة في الأسلحة ضمن العقوبات.
يواجه الاتحاد الأوروبي تحدياً لممارسة نفوذه على الصراع في الشرق الأوسط، في حين أن الولايات المتحدة نفسها لم تتمكن من فرض دعواتها لضبط النفس على إسرائيل، بصفتها الحليف الوثيق.
وفي حين أن مسألة العقوبات قد تُطرح عندما يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، إلا أن هذه الإجراءات ستُناقش بمزيد من التفصيل من قبل وزراء خارجية الاتحاد بعد ظهر الثلاثاء، خلال اجتماع سريع يُعقد عبر الفيديو. سيتبع ذلك المزيد من العمل الفني لصياغة المقترحات قبل الاجتماع بالحضور الشخصي المقرر مسبقاً لممثلي دول الاتحاد يوم الإثنين المقبل.
نبّه المطلعون إلى أن الجدول الزمني للمقترحات يمكن أن يتأخر. بمجرد اقتراح هذه التدابير، فإنها ستحتاج إلى موافقة جميع الدول الأعضاء، وهي عملية تستغرق وقتاً. يمكن أن تشمل التدابير الإضافية محل النقاش أيضاً إدراج المزيد من الأفراد والكيانات على لائحة العقوبات.
اقرأ أيضاً: الغرب يستعد لفرض عقوبات على طهران.. وقلق أممي من استهداف منشآت إيران النووية
خطوة جماعية
أشارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الثلاثاء إلى أن إيران تخضع بالفعل لعقوبات شديدة للغاية.
وقالت في مؤتمر صحفي في برلين بعد محادثات عقدتها مع دبلوماسيين، إنه "بالتعاون مع فرنسا وشركاء آخرين في الاتحاد الأوروبي، دعوتُ في أواخر الخريف إلى توسيع نطاق العقوبات المفروضة على الطائرات المسيرة بشكل أكبر، نظراً إلى أن إيران ووكلاءها يلعبون بالنار في الشرق الأوسط. آملُ أن نتمكن أخيراً من اتخاذ هذه الخطوة سوياً كاتحاد أوروبي".
من المرجح أن يكون تأثير الإجراءات الجديدة محدوداً، نظراً للعقوبات الحالية المفروضة على برنامج إيران النووي، وحملات قمع المتظاهرين، ومساعداتها في مجال الأسلحة لروسيا، وأيضاً لأن أوروبا لا تفكر حالياً في فرض قيود على قطاع الطاقة الإيراني.
تمكنت إيران، المعزولة إلى حد كبير عن الاقتصادات الأميركية والأوروبية، من تطوير برنامجها الصاروخي بالتعاون مع كوريا الشمالية في السنوات الأخيرة.
كما أن القيود التي فرضها الاتحاد الأوروبي لمنع موسكو من الوصول إلى المكونات المحظورة المستخدمة في الأسلحة أو اللازمة لتصنيعها، كانت لها أيضاً نتائج مختلطة.
من المقرر أن يشدد وزراء الخارجية يوم الثلاثاء، أيضاً على الدعوات لضبط النفس، ووقف المزيد من التصعيد من قبل كل من إسرائيل وإيران، على الرغم من أن الرسالة ليس لها ثقل كبير نسبياً مقارنة بالولايات المتحدة، بصفتها الضامن الأمني الرئيسي لإسرائيل.
ساد خلاف داخل الاتحاد الأوروبي أخيراً بشأن حجم الضغوط التي يجب ممارستها على إسرائيل بسبب غاراتها على غزة رداً على هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر، مع تحفظ دول مثل النمسا عن توجيه الانتقاد إلى إسرائيل. وفي الوقت نفسه، ضغطت إسبانيا وإيرلندا من أجل اتخاذ موقف أقوى بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، واستكشفتا خططاً للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
اقرأ أيضاً: ألمانيا: نسعى لتشديد عقوبات الاتحاد الأوروبي على المسيرات الإيرانية
الضغط على إسرائيل لضبط النفس
على الرغم من أن دول الاتحاد الأوروبي تتفق على الحاجة إلى مزيد من ممارسة الجهود الدبلوماسية لمنع التصعيد في المنطقة، يسود انقسام بين الدول الأعضاء إزاء سبل ممارسة الضغط على إسرائيل لضبط النفس في ما يتعلق بإيران، وفقاً لدبلوماسي أوروبي رفيع المستوى.
وقال الدبلوماسي إن الانقسام يتمحور حول ما إذا كان ينبغي التركيز على قضايا المستوطنين الإسرائيليين، أو الدولة الفلسطينية، أو التهديد بإلغاء المساعدات العسكرية لإسرائيل.
أكد كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أن بلاده ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الصاروخي والطائرات المسيرة الذي شنته إيران نهاية الأسبوع، حتى في الوقت الذي صعّد فيه المسؤولون الأوروبيون والأميركيون دعواتهم لإسرائيل من أجل تجنب التصعيد المتبادل الذي يمكن أن يؤدي إلى حرب أوسع.
أضاف الاتحاد الأوروبي نصاً يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط إلى مجموعة من النتائج من المقرر أن يوقع عليها قادة الاتحاد عندما يجتمعون في بروكسل بدءاً من غد الأربعاء في لقاء مخطط له مسبقاً. بالإضافة إلى حث "جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس"، بحسب مسودة اطلعت عليها "بلومبرغ"، تؤكد الاستنتاجات ضرورة تجنب التصعيد، خاصة في لبنان الذي يخشى المسؤولون من أن يكون الضحية الأولى لتصاعد التوتر في المنطقة.
التصعيد الأوسع في الشرق الأوسط لا يقتصر تأثيره على تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي فحسب، بل قد يطلق العنان أيضاً لآثار اقتصادية كبيرة. قال زياد داود، كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة في "بلومبرغ إيكونوميكس": "اندلاع حرب شاملة بين إيران وإسرائيل يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولاراً للبرميل، مما يدفع العالم إلى الركود، ويتسبب في ارتفاع التضخم".