الشرق
نمت الوظائف غير الزراعية الأميركية في نوفمبر بأكثر من التقديرات، وتراجع معدل البطالة، على عكس المتوقع. وهو ما يدعم توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول.
كشف تقرير مكتب إحصاءات العمل، الصادر اليوم الجمعة، عن ارتفاع الوظائف غير الزراعية بـ199 ألف وظيفة في نوفمبر، مقارنة بصعود قدره 150 ألف وظيفة الشهر الأسبق، في حين هبط معدل البطالة إلى 3.7%.
وكان متوسط توقعات المحللين باستطلاع أجرته بلومبرغ قد توقع نمو الوظائف بمقدار 185 ألف وظيفة الشهر الماضي، على أن يستقر معدل البطالة عند 3.9%.
يعتبر تقرير الوظائف حاسماً لتحديد ما إذا كانت الرهانات على تيسير سياسة الاحتياطي الفيدرالي النقدية بشكل كبير العام المقبل مبررة، أو أنها وصلت إلى حد المبالغة. وبدعم من الدلائل التي تشير إلى تباطؤ التضخم ونمو الأجور، راهن المتداولون -قبل صدور التقرير- على خفض أسعار الفائدة بإجمالي 125 نقطة أساس على مدى الأشهر الـ12 المقبلة.
كشفت البيانات الصادرة أيضاً أن عودة عمال قطاع السيارات من الإضراب ساهمت في رفع نمو عدد الوظائف بمقدار 30 ألف وظيفة، فضلاً عن ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة، وصعود نمو الأجور الشهرية أكثر من المتوقع.
وقادت قطاعات الرعاية الصحية والضيافة والتوظيف الحكومي والترفيه، نمو كشوف الأجور، فضلاً عن زيادة التوظيف بقطاع التصنيع بعد عودة الموظفين من اتحاد عمال السيارات من توقفهم عن العمل.
انخفاض البطالة يخلط الأوراق مجدداً
البيانات الصادرة اليوم الجمعة تأتي مغايرة لتطلعات المتعاملين بالسوق الذين يراهنون على هدوء سوق العمل وتحوّل الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في أقرب وقت العام المقبل. إذ راهن التجار بالسوق على تيسير السياسة النقدية بأكثر من ضعف ما يرجحه مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أنفسهم، والذين بينما أشاروا إلى أنهم على الأرجح قد انتهوا من رفع أسعار الفائدة، سارعوا أيضاً إلى التحذير من أن أي حديث عن التخفيضات سابق لأوانه في الوقت الحالي.
وبعد صدور التقرير، واصلت عقود مؤشر "إس آند بي 500" تراجعها لتفقد 0.5%. وارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين بمقدار 10 نقاط أساس إلى 4.7%. وارتفع الدولار. والآن، تتوقع عقود مقايضة أسعار الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي إجراء تيسير أقل في 2024. وهبطت عقود مؤشر "ناسداك 100" 0.8% بعد صعودها القوي الأمس المدعوم بأسهم التقنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.