بلومبرغ
التقت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين مع اثنين من الحرس القديم للسياسة الاقتصادية الصينية يوم الجمعة، حيث بدأت يومين من المحادثات الهادفة إلى استقرار العلاقات المشحونة بين القوتين العظميين.
كانت محادثات يلين غير الرسمية مع نائب رئيس الوزراء السابق ليو هي ومحافظ بنك الشعب الصيني يي جانغ جوهرية، وفق مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية الذي قال إنَّ الثلاثي ناقش اقتصاداتهم المحلية، فضلاً عن التوقُّعات العالمية.
ستشهد زيارة وزيرة الخزانة محاولة إعادة فتح خطوط الاتصال وإيجاد أرضية اقتصادية مشتركة، وذلك خلال لقائها مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في بكين بعد ظهر يوم الجمعة، قبل الجلوس مع أعضاء مجتمع الأعمال الأميركي. وستحضر أيضاً مأدبة عشاء تستضيفها مؤسسة فكرية تركز على الاقتصاد تُدعى "سي إف 40" (CF40).
اقرأ أيضاً: يلين ستحث الكونغرس على دعم مؤسسات التمويل الدولية لمواجهة نفوذ الصين
يلين؛ هي ثاني عضو في حكومة الرئيس جو بايدن يتوجه إلى العاصمة الصينية في الأسابيع الأخيرة، إذ يتطلع أكبر اقتصادين في العالم إلى إصلاح العلاقات بعد سلسلة من التوترات.
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ لوزير الخارجية أنطوني بلينكين خلال زيارته للصين الشهر الماضي إنَّه من "الجيد جداً" أنَّ الدولتين قد أحرزتا تقدماً في استقرار العلاقات.
من المقرر أن يسافر المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري إلى البلاد في وقت لاحق في الأسابيع المقبلة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
قالت يلين منذ شهور إنَّها تعتزم زيارة الصين، لكنَّ تصاعد التوترات الناجم عن رحلة رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي العام الماضي إلى تايوان، فضلاً عن تحليق منطاد صيني فوق الولايات المتحدة أجّل خططها.
زملاء قدامى
هناك شيء من التوافق بين يلين وليو؛ عندما التقى الاثنان في يناير في زيورخ، تركا مساعديهما بينما استمرا في الحديث. على الرغم من تنحيته عن منصب نائب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا العام؛ ما يزال ليو شخصية موثوقة بالنسبة إلى شي في التعاملات مع الولايات المتحدة والقضايا الاقتصادية، بحسب ما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الشهر الماضي، نقلاً عن أشخاص لم تحدد هوياتهم.
لعب ليو أيضاً دوراً في التفاوض على إنهاء الحرب التجارية التي بدأت خلال إدارة ترامب.
إنَّ ما يحبط بكين حالياً، يتمثل في الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة التي ما تزال سارية.
قالت وزارة الخزانة في وقت سابق إنَّ يلين ستناقش أهمية الإدارة المسؤولة للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين في اجتماعاتها مع المسؤولين الصينيين، والتواصل مباشرة مع مجالات اهتمامها، والعمل معاً لمواجهة التحديات العالمية. ومن غير المتوقَّع أن تقابل يلين الرئيس الصيني.
قالت وزارة المالية الصينية في بيان يوم الجمعة إنَّها تأمل في أن يتخذ الجانب الأميركي "إجراءات ملموسة" لتهيئة بيئة سليمة لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين ". وأضافت أنَّه "لا يوجد منتصر في الحروب التجارية".
شددت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا على رغبتهم في "التخلص من المخاطر"، وليس قطع العلاقات عن الصين. في أواخر الشهر الماضي؛ حذر لي الحكومات من أنَّ محاولات تسييس الاقتصاد لن يؤدي إلا إلى تشرذم العالم.
قد تواجه وزيرة الخزانة أيضاً أسئلة من نظرائها حول خطط إدارة بايدن لتنظيم أو ربما وقف استثمارات الشركات الأميركية بالصين في التقنيات الحساسة.
فرضت بكين يوم الإثنين قيوداً على تصدير معدنين مهمين يتم استخدامهما في صناعة أشباه الموصلات والاتصالات وصناعات السيارات الكهربائية، وهي خطوة قالت وزارة التجارة الصينية إنَّها ضرورية لحماية الأمن القومي.
في إشارة إلى مجموعة واسعة من التحديات في العلاقة بين البلدين، وفي وقت وصول يلين إلى بكين؛ دعت إدارة بايدن الصين إلى بذل المزيد من الجهد لمكافحة انتشار المخدرات الاصطناعية غير المشروعة.
قال تود روبنسون، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون المخدرات الدولية وإنفاذ القانون، يوم الخميس إنَّ الولايات المتحدة ليس لديها أي مؤشر حتى الآن على أنَّ الصين تخطط للانضمام إلى تحالف جديد بقيادة الولايات المتحدة من 84 دولة سيعمل على وقف انتشار "الفنتانيل"، والمخدرات الأخرى. .
تقوم الشركات الصينية الخاصة بتصدير العديد من المواد الكيمياوية المستخدمة في إنتاج "الفنتانيل" قبل تهريبه إلى الولايات المتحدة ودول أخرى.