وسط توقُّع زيادة سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس على نطاق واسع؛ فإنَّ التركيز في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي اليوم سيكون أقل على ما يفعله أقوى بنك مركزي في العالم وأكثر على ما يذكره في بيانه، وخاصة على ما يقوله الرئيس جيروم باول خلال مؤتمره الصحفي. وهذا ذو أهمية خاصة لتقييم صانعي السياسات للتوقُّعات الاقتصادية، والآثار المترتبة على الهزات المصرفية المستمرة ومسار أسعار الفائدة.
لقد أثبت الاحتياطي الفيدرالي على وجه الخصوص أنَّه من الصعب التنبؤ بمحتوى خطاباته واتساقها، خاصة في ختام اجتماعات لجنة السياسة الفيدرالية للسوق المفتوحة. في الواقع، وجدت دراسة حديثة أجراها مركز البحوث الاقتصادية والسياسية أنَّه ليست "تقلبات السوق فقط [كانت] أعلى بثلاث مرات خلال المؤتمرات الصحفية التي عقدها الرئيس الحالي جيروم باول من تلك التي عقدها أسلافه"، ولكنَّها "تميل إلى عكس ردود فعل السوق الأولية على بيانات اللجنة".
بالنظر إلى ذلك، وبدلاً من التنبؤ بما سيفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي، اسمحوا لي أن أشارككم ما أعتقد أنَّه ينبغي عليه فعله.
التوقعات الاقتصادية
فيما يتعلق بالتوقُّعات الاقتصادية، يجب أن يقر الاحتياطي الفيدرالي بأنَّه في حين ما تزال هناك مجموعة من النتائج المعقولة؛ فإنَّ هناك أدلة كافية لتؤكد أنَّ الاقتصاد يضعف، وأنَّ سوق العمل آخذة في التراجع، وأنَّ التضخم ليس تحت السيطرة الكافية حتى الآن، ليس من خلال ثبات التضخم الأساسي فقط؛ ولكن من خلال الارتفاع الأخير في التوقُّعات التضخمية أيضاً.
الهزات المصرفية
فيما يتعلق بالهزات المصرفية، يجب أن يشير الاحتياطي الفيدرالي إلى أنَّ مخاطر فشل المزيد من البنوك لم يتم القضاء عليها، ونتيجة لذلك؛ من المرجح أن يتقوض توسيع الائتمان للاقتصاد. كما يجب أن يوضح أنَّ الزيادة في مخاطر الائتمان من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم ما كان مرتبطاً بشكل رئيسي حتى الآن بمخاطر أسعار الفائدة.
بعد قوله ذلك، من المهم التأكيد على شيئين. أولهما: هو أنَّ هذه المشكلة تقتصر على بضعة بنوك، وليست على أكبر وأهم البنوك أو النظام المصرفي ككل. وثانيهما: من المهم التعرف على المشكلات التركيبية. وهذا يشمل تركّز التحديات المباشرة لدى مجموعة من البنوك التي لديها مزيج من عدم التطابق في أسعار الفائدة، والنماذج المصرفية الضيقة، ونقص في التنظيم والإشراف. كما أنَّه يتعلق بانخفاض توافر الائتمان الذي أضر بشدة ببعض الشركات الصغيرة والمتوسطة.
مستقبل أسعار الفائدة
أخيراً، فيما يتعلق بمستقبل أسعار الفائدة؛ ينبغي على الاحتياطي الفيدرالي أن يبقي الاحتمال مفتوحاً، حتى وإن لم يؤكد على احتمال حدوث زيادات أخرى. ويجب أن لا يرضخ لإثبات توقُّعات السوق بشأن خفضها في الأشهر القليلة المقبلة. يجب أن يشير أيضاً إلى أنَّ مقاربته لدورة الفائدة هذه ستتحول بشكل متزايد بعيداً عن النهج الحالي شديد الاعتماد على البيانات إلى نهج استراتيجي أكثر يدعمه النمو الاقتصادي المستدام المتوقَّع على المدى الطويل. وهذا سيتضمن تجديد إطار سياسته النقدية الذي عفا عليه الزمن.
هل يتوقف الاحتياطي الفيدرالي مؤقتاً عن رفع الفائدة؟ راقبوا هذه الكلمات
مثل هذا التواصل من قبل الاحتياطي الفيدرالي لن يمكّن البنك المركزي الذي يتعرض للضغوط من الخروج بالكامل من الحفرة التي حفرها لنفسه وللاقتصاد بسبب الإخفاقات السابقة في التحليل والتنبؤات والإجراءات والتواصل. لكنَّه سيبدأ عملية التعافي، وإعادة تأهيل تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك مصداقيته التي تعتبر أساسية لرفاهية الأميركيين وغيرهم.