بلومبرغ
تقترب الأموال في روسيا من النفاد العام المقبل، ما يجعلها تحتاج بشدة إلى ضخ الدول "الصديقة" استثمارات تساهم في الحد من أضرار العقوبات المفروضة على الاقتصاد، حسبما قال الملياردير، أوليغ ديريباسكا.
أضاف "ديريباسكا"، الخميس، خلال منتدى كراسنويارسك الاقتصادي، في سيبيريا: "سوف ينفد التمويل العام المقبل، ونحتاج بشدة لاستثمارات أجنبية".
وأشار مؤسس شركة "يونايتد كو روسال إنترناشونال" (United Co Rusal International)، أكبر مُنتج للألمنيوم من خارج الصين إلى أن التمويل بدأ ينفد بالفعل، وذلك "هو السبب في بدء اضطراب أعمالنا".
اقرأ أيضاً: المليارديرات الروس فقدوا 67 مليار دولار من ثرواتهم منذ غزو أوكرانيا
تصريحات "ديريباسكا" تُعد الأكثر شفافية بين قادة الأعمال البارزين، بينما تتطلع الحكومة إلى الضغط بقوة على كبرى الشركات، وسط عجز مالي قياسي ضرب الميزانية العام الماضي واستمر حتى مطلع 2023.
مزيد من الضرائب
تُخطط الحكومة لزيادة إيراداتها الإضافية، حيث تقترح تغيير آلية فرض الضرائب على شركات النفط، كما قد تزيد إيراداتها من منتجي باقي السلع الأساسية عن طريق فرض ضريبة يتم تحصيلها مرة واحدة.
اقرأ أيضاً: الاقتصاد الروسي ينكمش بأقل من المتوقع متراجعاً 2.1% العام الماضي
رغم طفرة الإنفاق الاستثماري التي شهدتها روسيا العام الماضي، لكن التوقعات الآن متشائمة في ظل استحواذ الإنفاق العسكري على الجانب الأكبر للمالية العامة.
الرأسمالية مسار إجباري
عقب الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عام، خضع "ديريباسكا" لعقوبات أوروبية، بينما كان يخضع بالفعل لعقوبات أميركية منذ 2018.
منذ فترة طويلة، يُبدي "ديريباسكا" رأيه في السياسات الاقتصادية. وخلال الأسابيع الأولى للحرب، كان يدعو إلى إحلال السلام، لكنه اتخذ موقفا أكثر حذراً خلال الأشهر الأخيرة.
قال الملياردير الروسي، الخميس، إن "زيادة اعتماد الدولة على الرأسمالية لم يعد خياراً"، وحذّر من تحديات "خطيرة" بسبب العقوبات.
وأضاف: "يتعين على روسيا مواصلة تطوير اقتصاد السوق، وقتها سيرى المستثمر الأجنبي كيف يحقق المستثمر الروسي المكاسب ويبدأ في دراسة شروط الاستثمار".
فرص استثمارية
أوضح رائد الأعمال أن الدول التي لديها "موارد كبيرة" يمكنها أن تبني شراكة مع روسيا، ويتعين على الحكومة التأكد من جاذبية روسيا للمستثمرين من خلال توفيرها مناخ أعمال آمن ومزيد من الحريات الاقتصادية والمنافسة.
وأشار إلى أنه رغم معاداة العديد من كبرى الاقتصادات حول العالم لروسيا، لكنها لا تزال تحتفظ بالقدرة على الوصول لأسواق عدد سكانها 4.5 مليار نسمة، كما يبلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي الخاص بها 30 تريليون دولار.
قال "ديريباسكا": "كنا نعتقد من قبل أننا دولة أوروبية، واليوم ولمدة 25 سنة مقبلة علينا التفكير أكثر بشأن ماضينا المرتبط بآسيا".